تنتمى الكاتبة البريطانية برناردين إيفاريستو لجيل الكاتبات الإنجليزات المعاصرات الناشطات فى مجال الأدب النسائى، الذى يسلط الضوء على شتى المشاكل التى تتعرض لها النساء من ذوات البشرة السمراء حتى يومنا هذا من قهر وعنصرية وقمع للحريات، ويتناول سبل اندماجهن مع المجتمع الأوروبى.

وقد حازت إيفاريستو هذا العام على جائزة البوكر البريطانية عن رواية بعنوان «فتاة، وامرأة، وأخرى» مناصفة مع الكاتبة الكندية مارجرت آتوود، وتضم الرواية 12 مجموعة قصصية ب12 حبكة مختلفة عن نساء بريطانيات من ذوات البشرة السمراء تمتد أعمارهن ما بين المراهقة حتى الشيخوخة؛ حيث تغطى الحكايات عقدًا كاملًا من الزمن، مع وجود شخصية رئيسية محورية لكاتبة مسرحية تدعى إيما، نتعرف من خلال القراءة أن جميع الشخصيات مرتبطة بها بشكل ما.

وفى السطور القليلة القادمة تنقل «الشروق» حوارًا صحفيًا من عدة سؤال وجواب كانت قد أجرته الكاتبة الأسبوع الماضى مع مجلة «تى إل إس» الأسبوعية البريطانية المعنية بأخبار الأدب.

حدثينا عن كتابك المفضل مما قرأتِ من قائمة الكتب التى تم نشرها خلال آخر 12 شهر؟
يحتل كتاب «حديث رائع» للكاتبة الأمريكية ميرا جاكوب المرتبة الأولى بالنسبة لي؛ فهو أشبه بمذكرات تمت صياغتها على هيئة محادثات رائعة بالفعل تدور بين أفراد عائلة أمريكية هندية يهودية، وتزخر بشتى أنواع المواضيع كالتمييز بأنواعه المختلفة: المجتمعى والعرقى وبين الجنسين، والزواج، والسياسة، والأسرة، وأرى أن هذا العمل فريد من نوعه تمامًا، ومثير للخيال ومحفز لملكة التفكير، وملىء بالعديد من المواقف العفوية المضحكة، وأيضًا الإنسانية الصادقة.

ما الموضوع الذى وجدتيه الأكثر صعوبة فى الكتابة عنه؟
ــ الريف الإنجليزي؛ فأنا أجد الكتابة عن بلدان أخرى أو حتى عن مناظر طبيعية من وحى الخيال أسهل بكثير من محاولة تصوير الريف البريطانى الحقيقى، لقد قمت برسم العديد من الشخصيات لمزارعات من ذوى البشرة السمراء فى روايتى الجديدة، إلا أننى لم أعرف حقًا من أين أبدأ وأنا أصف الحياة فى المزرعة، واستغرق الأمر منى الكثير من الوقت من البحث، ربما لأننى لم أقض الكثير من الوقت فى الريف الإنجليزى ــ كما كان ينبغى لى أن أفعل ــ لأقوم بالتعبير عنه بشكل أكثر سلاسة.

من المؤلف/ة الذى تعتقدين أنه لم ينل التقدير الأدبى بالشكل الذى يستحقه سواء كان حيًا أم ميتًا؟
ــ الروائية النيجيرية بوشى إيميشتا، التى ولدت عام 1944 وتوفيت عام 2017، والتى هاجرت إلى المملكة المتحدة عام 1962 ومن ثم نشرت عشرين كتابًا، وكانت واحدة من الكتاب الأوائل الذين حازوا لقب «أفضل الروائيين البريطانيين الشباب» الذى منحته مجلة «جرانتا» الأدبيةعام 1983، إلا أن الأمور اختلفت كثيرًا فى أعوامها الثلاثين الأخيرة، فقد تجاهلها الوسط الأدبى بالكامل، برغم كونها من الرائدات فى عالم الكتابة النسائية السمراء.

ومن المؤلف/ة الذى تعتقدين أنه قد تمت المبالغة فى تقديره؟
ــ سأمتنع عن الإجابة عن هذا السؤال.

إلى أى مدى تصفين كتاباتك بالكتابات السياسية؟
ــ أرى أن هذا التوصيف خاطئ؛ فالحياة اليومية مليئة بالسياسة، التى تتغلغل بالضرورة إلى اللا وعى أو العقل الباطن الخاص بك فتظهر أحيانًا على الورق، ولكن اختيار تحويل نص ما إلى نص سياسى هو اختيار فردى يرجع إلى الكاتب وحده، وإلى رغبته فى نقل رسالة معينة عبر الصفحات أو توصيل معنى محدد من خلال السياق.

ما أول عمل أدبى قمتِ بكتابته؟
ــ قصيدة عن حقوق المرأة عندما كنت أبلغ من العمر 14 عامًا فقط، لا أتذكر كونى نسوية فى ذلك التوقيت، ولكن من الواضح أن مشهد النساء المتظاهرات المطالبات بمنح المرأة الحق فى التصويت فى بدايات القرن العشرين قد أشعل مخيلتى بشكل ما، وقد نُشِرت القصيدة فى مجلة المدرسة.

ماذا تقرأين فى إجازتك؟
ــ أنا لا أخذ إجازات بالظبط، ولكننى أستمتع فى أوقات الفراغ بقراءة الروايات التى كنت أتطلع لقراءتها منذ فترة؛ فالقراءة من أجل المتعة الأدبية فحسب وليس كجزء من مقتضيات الوظيفة أمر نادر الحدوث.
وأعقب ذلك الحوار فقرة للأسئلة السريعة حول مفضلاتها من بعض الشخصيات، أجابت عنها إيفاريستو على النحو التالى:

الروائية الأمريكية تونى موريسون أم الروائى الأمريكى فيليب روث؟
ــ تونى موريسون.

الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف أم الشاعرة الأمريكية إميلى ديكنسون؟
ــ فرجينيا وولف.

مسرحية هاميلتون الغنائية الأمريكية أم الفيلم الغنائى الأمريكى قصة الحى الغربي؟
ــ مسرحية هاميلتون.

سيد الخواتم أم لعبة العروش؟
ــ سيد الخواتم، فأنا لم أقرأ أو أشاهد لعبة العروش.

الروائى الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز أم الروائية الأمريكية أنجيلا كارتر؟
ــ ماركيز.

المغنية الأمريكية بيونسى أم المغنى الأمريكى بوب ديلان؟
ــ بيونسيه.