كان وأصبح (1) : قصر الجيزة.. أعجوبة زمانه الذي بنيت على أطلاله حديقة الحيوان - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:23 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كان وأصبح (1) : قصر الجيزة.. أعجوبة زمانه الذي بنيت على أطلاله حديقة الحيوان

إنجي عبد الوهاب
نشر في: الإثنين 6 مايو 2019 - 8:03 م | آخر تحديث: الأربعاء 8 مايو 2019 - 3:00 م

لا ينفصل تاريخ الفنون عمارة وتصويرًا ونحتًا عن السياسة والاجتماع والاقتصاد، ولا تقتصر قيمته على الجمال والإبداع والاحتراف، بل هي شهادة حية على أيام خلت وأحداث مضت وشخصيات كان يمكن أن تتوه في غياهب النسيان.
وفي سلسلتنا الجديدة «كان وأصبح» التي ننشر حلقاتها على مدار شهر رمضان، نعرض نماذج لحكايات منشآت معمارية أو قطع آثرية مصرية تنتمي لعصور مختلفة، تسببت التحولات السياسية والاجتماعية في تغيير تاريخها، أو إخفاء معالمها، أو تدميرها بالكامل، لتخبو بعدما كانت ملء السمع والبصر.


وتنشر الحلقة الجديدة من هذه السلسلة يومياً في الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة.

في حديقة الحيوان الواقعة في منطقة الجيزة، وتحديدًا داخل «مغارة الشمعدان» الشهيرة بـ«مغارة التمني» يوجد مقعد ملكي موثق عليه تاريخ 1861، وهو تاريخ يسبق تاريخ التأسيس الفعلي لإنشاء الحديقة.

يرجح بعض المؤرخين أن هذا الكرسي ذا الطرز الملكية، يعد جزءًا من قصر «سراي الجيزة» قبل أن يهدم القصر الذي توسط السراي، وتُضم يعض حدائقه إلى المنطقة التي بنيت عليها حديقة الحيوان بالجيزة، ونستعرض في هذه الحلقة أبرز السرديات التي أوردها بعض الكتاب أو المؤرخون حول «قصرالجيزة».

قصة القصر المهدوم!

كان القصر المهدوم مبنيًا على الطراز الإسلامي، على شكل مربع، تمتد حدائقه على مساحة 500 فدان، ويحاط به سور مبني من الحجر، زينت أسقف غرفه بمناظر طبيعية خلابة، وكسيت حوائطها بحرير الجوبلان، ورغم جمال سراي الجزيرة إلا أنها كانت لا تقارن بجماليات سراي الجيزة، بحسب توصيفات ذكرتها مدونة egyptianroyalityandglory.

أعجوبة زمانه ونواة حديقة الحيوان
وُصف «قصر الجيزة» بأنه كان «أعجوبة زمانه» نظرًا لجماليات العمارة الإسلامية التي زانت مبناه من الخارج، فضلًا عن عراقة تصميماته الداخلية، وأنه استخدم كمتحف للأثار المصرية، عقب متحف بولاق، قبل أن يهدم وينضم جزء من حدائقه الشاسعة إلى حديقة حيوان الجيزة.

وهو ما ذكرته الكاتبة الصحفية مايسة السلكاوى فى كتابها «حكايات من زمان» الصادر عن مركز الأهرام، في العام 2011، متحدثة عن تكاليف إنشاء سراي الجيزة التي بلغت مليونًا و393 ألفًا و74 جنيهًا مصريًا، وهو مبلغ هائل، وأكبر ما تم انفاقه لتدشين القصور والسرايات بما في ذلك، قصر عابدين، وسراي الجزيرة، بحسب الكاتبة.

وعن ملكية القصر قالت السلكاوي: "كان في البداية قصرًا صغيرًا، بناه سعيد باشا، عم الخديو إسماعيل، على مساحة 30 فدان، وعقب وفاته، اشتراه الخديو إسماعيل من ابنه طوسون، وأعاد بناءه، بتوسع حتى بلغت مساحته نحو 500 فدان، وانضم إلى السراي الخديوية؛ لذا جلب للحدائق المرفقة به متخصصين في تنظيم البساتين، من الأستانة، وأطلق عليه اسم"سراي الجيزة".
في وصف السراي، قالت السلكاوي: إلى جانب طرزها الخلابة حوت حدائقه الهائلة أنواعًا نادرة من الزهور والنباتات وأكشاكا خشبية للجلوس والاستمتاع استقبل فيها إسماعيل ضيوفه، وحوت أيضًا أقفاصا للطيور والحيوانات النادرة؛ لذا كانت البذرة الأولى لتدشين «حديقة الحيوان».

مراحل ملكية القصر
وتذكر المصادر المختلفة كالكتاب والمدونة المذكورين أن الخديو إسماعيل أراد أن يجعل «سراي الجيزة » الأكثر تميزًا حتى يستضيف بها ضيوفه الحكام؛ لذا استدعى متخصصين من الأستانة لتنسيق حدائق السراي الجديدة، فأتوا بالحصى الملون من جزيرة "رودس" اليونانية لتزيين ممراتها ، وجلبوا لحداقها جبلايات وأكشاكا ودشنوا بها برك، وزودوها بالطيور والحيوانات النادرة، بين العامين 1870 و1872؛ لذا أصبحت حدائق السراي نواة حديقة الحيوان.

وعندما اتجهت الحكومة عام 1874 إلي تحويل إحدى حدائق السراي إلى حديقة حيوان، تم اقتطاع جزء من سراي الجيزة تبلغ مساحته نحو 50 فدانا ليضم إليها ويعاد تنسيقها بشكل يصلح لعرض مختلف الحيوانات والطيور.

إذ يوكد الموقع أنه عندما افتتحت حديقة الحيوان في العام التالي(1875) تبرعت الأميرة فاطمة بجزء من حدائق السراي لتضم إليها، ثم أضيفت إليها حدائق الأورمان القبلية عام 1938 فأصبحت مساحتها نحو80 فدانا.

صفحة صراع بين أخوين طواها التاريخ!

ثمة سردية أخرى رواها أحد المؤرخين، حول مراحل ملكية القصر وكيف آلت إلى الخديو إسماعيل، مفادها أن سراي الجيزة كانت ملكًا للأمير مصطفى فاضل، الأخ غير الشقيق، للخديو إسماعيل، وأنها شهدت فصلًا في صراع خفي دار بين الاثنين، وهو ما ذكره إلياس الأيوبى فى كتابه «تاريخ مصر فى عهد الخديو إسماعيل».

وأرجع الأيوبي الأحقاد بين الأخوين الأميرين إلى كره والدتيهما المتبادل، الذي جعل الصبيان يشبان وبينهما أحقاد متبادلة، حتى كانت كارثة مقتل الأمير أحمد رفعت أخيهما الثالث ليصبح إسماعيل هو ولى العهد، وأن سفر الأمير مصطفى فاضل إلى باريس في العام 1863، كان جراء عدم احتماله اعتلاء أخيه إسماعيل الحكم.

وبعدما هدأت الضغائن بين الأخوين، بسفر الأمير مصطفى فاضل، أخذ الوشاة يروجون الأكاذيب حول الأمير الغائب، بأن صوروه بالمتآمر الساعي لدمار حكم أخيه، فألقوا بقنبلة داخل ساحة القصر، ولم يفطن إسماعيل الى أن تلك القنبلة كانت فارغة، واعتقد إن أخاه أراد قتله ليخلفه على العرش ، فأرسل أواخر 1864، الى أخيه الأمير فاضل ليشتري أملاكه كافة وكان من ضمنها «قصر الجيزة».

وعندما نجحت مساعيه عرض شراء ممتلكات أخيه من جديد فلم يجد الأخير مفراً من القبول بعد زوال أحلامه فى عرش مصر فتم البيع فى ٢٢ نوفمبر 1966بمبلغ مليونين و80 ألف جنيه إنجليزى، ثم ضمت حديقة القصر إلى حديقة الحيوان، عقب إنشائها.

وغداً حكاية جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك