جامع أولاد عنان.. قصة مسجد بناه الفاطميون وقدسه «طومان باي» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جامع أولاد عنان.. قصة مسجد بناه الفاطميون وقدسه «طومان باي»

مسجد أولاد عنان- الفتح حاليا
مسجد أولاد عنان- الفتح حاليا
كتب- مصطفى شريف
نشر في: الجمعة 15 مايو 2015 - 11:39 ص | آخر تحديث: الجمعة 15 مايو 2015 - 11:39 ص

يرجع تاريخ مسجد الفتح بميدان رمسيس إلى ربع قرن مضى من الزمان، ففي صباح الجمعة 22 فبراير 1990، تم افتتاح مؤسسة الفتح ومسجد أولاد عنان بميدان رمسيس فى الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، بعد سنوات طوال من الإهمال لهذا المسجد التاريخى، والذي كان يعرف أيضًا بمسجد المقس.

تعود بداية الجامع الكبير، إلى العصر الفاطمي، في زمن الحاكم بأمرالله، والذي قيل إنه كان يوجد مكانه دير وكنسية فهدمهما لبناء الجامع، وكان موضعه يقع على النيل مباشرة بقرية "أم دنين" منطقة رمسيس الآن، حيث مقر الأسطول البحري للدولة الفاطمية، ومكانا لصناعة السفن الحربية والذي أنشأه المعز لدين الله الفاطمي ليكون المكان الذي يخرج منه الاسطول البحري فى عزواته.

جامع المقس

سمى هذا الجامع بـ«جامع المقس» وتعود أصل التسمية إلى معنى كلمة المقس المحرفة من كلمة المكس، وهى المكوس أي الضرائب، التي كانت تحصل على البضائع القادمة إلى مصر من خلال الميناء على النيل، ولكن هناك رواية أخرى ذكرت فى كتاب خطط القاهرة لابن عبدالظاهر، أنه عرف بالمقسم أي المكان الذي تقسم فيه الغنائم بعد الفتح الإسلامي لمصر أيام عمرو بن العاص.

وكان الجامع محاطا بحدائق النخيل ويفتح على أراضي «الطبالة» أو «الفجالة» الآن وكان بجواره استراحة للخليفة الفاطمي وكانت مخصصة لراحته وكان يخرج منها لتوديع الأسطوال المرابط على شاطىء النيل.

وفى أيام صلاح الدين الأيوبى، تم تخريب هذا المنظر، حيث أقام بهاء الدين قراقوش، برجا عاليا سمي فيما بعد بقلعة المكس «المقس»، وفى هذا العهد أهمل هذا الجامع أو تعمد إهماله على اعتبار أنه من جوامع الفاطميين.

وفى عام 1162م، أطاح فيضان مفاجىء لنهر النيل بأحد جدران المسجد، وظل الجامع على حالته المهدمة حتى عام 1368م، عندما جدد الوزير شمس الدين عبدالله المقسي الجامع، وهدم القلعة التي أمر صلاح الدين ببنائها فيما قبل.

جامع أولاد عنان

ظل الجامع محتفظ باسمه حتى أواخر عهد المماليك، وعرف وقتها بمسجد أولاد عنان، أى مريدي الشيخ محمد بن عنان، المدفون بالمسجد، وابن عنان كان من كبار مشايخ مصر، واشتهر بالزهد والورع وكان يضرب به الأمثال فى العفة وقيام الليل، وشاعت عنه كرامات أسطورية، وكان يقيم فوق الجوامع ومنها جامع عمرو بن العاص، وجامع المقس الذى دفن فيه، ومن أشهر مريديه طومان باي، أخر حكام المماليك، والذي يروي أنه كشف عن رجل ابن عنان ومرغ وجهه بها لتحميه من الجيوش العثمانية والتى انتهت بإعدامه على باب زويلة، وتذكر الروايات أن الشيخ محمد بن عنان بلغ من العمر 120 عاما حتى توفى فى عام 1516م.

فى أيام الحملة الفرنسة، هدمت أجزاء كبيرة من الجامع خلال ثورتي القاهرة الأولى والثانية، إلى أن جدده مريدى الشيخ عنان مرة أخرى.

بعد إطماء النيل واتجاهه ناحية الغرب، أصبح الجامع يقع على الخليج الناصري كما ذكر على مبارك فى خططه، وكان هذا فى أواخر عهد الخديوى إسماعيل عام 1869م.

كان يوجد بجوار المسجد فى عهد الخديدوي اسماعيل، مساحة كبيرة خالية، أنشأ نوبار باشا به منزلا خاصا به، فعرفت المسافة من شارع رمسيس حتى شارع وش البركه (نجيب الريحانى الآن) بشارع نوبار باشا، وهو جزء من شارع الجمهورية الآن.

وفى أواخر السبعينات، تم فك جدران جامع أولاد عنان، وضمها إلى مسجد السيدة عائشة، وبناء مسجد جديد مكانه عرف بـ«مسجد الفتح» وقد صدر قرار من رئاسة الوزرارء بتغير اسمه من الفتح إلى مسجد الفتح وأولاد عنان، ولكن ظل المسجد يعرف تى الآن بمسجد الفتح.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك