اشتعال تونس الثورة.. والسبب معرض فن تشكيلى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اشتعال تونس الثورة.. والسبب معرض فن تشكيلى

وليد أبوالسعود
نشر في: الجمعة 15 يونيو 2012 - 12:15 م | آخر تحديث: الجمعة 15 يونيو 2012 - 12:15 م

لم أكن أتوقع أثناء محادثتى مع الفنانة التشكيلية والمصورة التونسية مفيدة فضيلة عن التهديد الموجه لها من قبل بعض السلفيين التونسيين بالقتل وقيامهم بتكفيرها ستتلوه مثل هذه المواجهات الدموية التى حدثت فى الشارع التونسى وأدت لمقتل أحد المواطنين هناك. وهنا تحكى مفيدة بكلمات مرتبكة قلقة تبحث عن إجابة لتساؤلات حول حياتنا التى تتغير ويسكنها غربان الظلام محاولين قتل أفكارنا وتمزيق أجنحتها كى لا تستطيع التحليق والطيران بعيدا حاملة آمال وطموحات شعوب عربية سجنتها كثيرا جدران القهر والظلم باسم العسكر والطغيان ليحاول البعض أن يسجنها فى سجن جديد باسم الرب، لكنه منها براء.

 

بادرتنا مفيدة قائلة إنها حتى الآن لا تفهم ما حدث فهى ومجموعة من الفنانين قد نظموا معرضا للفنون التشكيلية والتصوير بقلب العاصمة التونسية بدأ مع مطلع شهر يونيو الجارى ولمدة عشرة أيام أى أنه قد انتهى يوم الأحد الماضى.

 

لكنهم فوجئوا ومع أول أيام معرضهم بشخص قدم نفسه على أنه سلفى يطالبهم بإغلاق هذا المعرض فورا؛ لأنه يحتوى صور ضد الإسلام وخص بنقده لوحة بها كثير من السواد، وتطالب بتونس جديدة  وفى اليوم الأخير للمعرض جاء عدد كبير من السلفيين، وتحدثوا ثانية عن مخالفة ما يقدمه المعرض للإسلام وأنه يمثل مساسا بالدين، ولم يقتصر موقفهم عند حدود الحديث بل تعداها لإعطائهم مهلة حتى الساعة الخامسة من عصر الأحد الماضى مما ادى لغضبة العديد من الفنانين ومحبى الفن التشكيلى فقاموا بعمل تظاهرة امام معرضهم رافضة لمثل هذا التدخل السافر فى الفن، وبالفعل خرج السلفيون من المعرض لكن هؤلاء الفنانين فوجئوا ومع المساء بهجوم من السلفيين، وسرقوا بعض اللوحات وحرقها علنا أمام الناس، ووجد الفنانون صباح اليوم التالى لوحا ممزقة بسكين وتهديدات لها ولعدة فنانين آخرين بل وسخرية من الشخصية التى كانت قد رسمتها لنفسها فى صورها ومعارضها بعنوان التونسية الخارق. ومفيدة كانت قد حضرت لمصر ولها العديد من الصور الفوتغرافية المنشورة فى صفحة ضربة شمس التى كان يشرف عليها خالد كساب بجريدة الدستور عندما كان يرأس تحريرها الزميل إبراهيم عيسى.

 

ومفيدة هى فنانة تونسية مولودة بالعاصمة تونس. تعيش وتعمل ما بين العاصمة الفرنسية باريس وبلدها تونس.

 

وتشرح مفيدة ما تقدمه للساحة الفنية أنه إلهام فنى يأتيها من خلال تجولها وعبورها بين الثقافات والشعوب، لتسافر فى فضاء بلا حدود، حيث تُجادله، تُزعزعه وتقيم له أبعادا متفرقة.

 

مفيدة درست الفلسفة، والفنون التشكيلية، والمسرح والسينما، وهى تمارس الرسم، الفنون التشكيلية، السينما، فن التصوير الفوتوغرافى والشعر، كما تُتقن فن الصوت والإنشاءات والأداء.

 

وسائط مُتعددة تتطابق مع رؤيتها للعالم وللحياة وتصف مفيدة نفسها بأنها متغيرة، مُركبة، غير ملتزمة ومنفتحة.

 

من خلال أعمالها الفنية، تبتكر مفيدة فضيلة صلة بين الفضاءات والاشخاص التى تتحاور معها.

 

حيث تُفكِّك، تُشرِّحُ وتتجاوز بدقة القواعد والتابو المحرّمات

 

فهى تُزعزع التناقضات، العقائد والأيديولوجيات التى تحكم عوالمنا باهتمامها المخصص لمفهوم المحدودية من خلال مسائل الهجرة، الانغلاق، الحدود والذاكرة

يتشكل عملها الفنى من خلال الزعزعة والتعارض، حيث تخلق حوارا بين المشاهد والفنان بإعطائه بُعدا سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

 

وعرضت مفيدة فضيلة أعمالها فى العديد من مراكز الفن المعاصر، فى أوروبا وفى العالم العربى، حيث قامت بمعرضها الفردى الأول بإيطاليا وقد تزامن مع تدريسها للفنون الجميلة والعمل على تنسيق عدة مشاريع لعروض فنية. بعدئذ انضمت إلى المجموعة التجريبية للصوت قامت بتصوير أفلام تجريبية عُرضت فى العديد من المهرجانات.

 

شاركت مفيدة فى كتابة الفيلم الروائى المتوسط الطول «ليلة»، وهى الان بصدد تطوير فيلمها الطويل «المواسم الثلاثة» فى باريس وبرلين وتونس.

 

من جهة أخرى أعلن المخرج والكاتب المصرى أمير رمسيس أنه يتضامن مع الفنانين التونسيين، قائلا فى بيان نشره على صفحة جبهة حماية الإبداع بموقع التواصل الاجتماعى بـ«فيس بوك»: «فى تصعيد جديد تلقت الفنانة الزميلة التونسية مفيدة فضيلة تهديدات واضحة بالقتل بحد السيف من الجماعات المتطرفة فى تونس.. لتونس محبة خاصة فى قلبى.. أحب هذا البلد.. أول جائزة دولية حصلت عليها واول بلد عربى أزوره.. أول ثورة عربية.. صداقات للعديد من الفنانين والمفكرين من أهل البلد.. جزء منى كان يعتبرها أحد أوطانى العديدة.. ولكننى لن أغفر للنظام الحالى غض البصر عن انتهاكات التيار المتطرف من السلفيين هناك.. السادة وزير الداخلية والثقافة بتونس الشقيق.. لا تجعلونا نندم على الحلم الذى خلقته الثورة التونسية فى قلوبنا.. وليس فقط من يحمل السلاح ويكفر ويقتل فنانا هو القاتل.. بل السلطة التى تغض البشر هى شريكة فى الذنب».

 

وكانت العاصمة التونسية قد شهدت وحتى وقت كتابة هذه السطور حوادث عنف شديدة أدت لحرق العديد من المبانى ومقتل مواطن بسبب احتجاج مجموعة من السلفيين على هذا المعرض.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك