في ذكرى ميلاده.. من هو فريدريك نيتشه فيلسوف «رسائل الجنون» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:09 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. من هو فريدريك نيتشه فيلسوف «رسائل الجنون»

فريدريك نيتشه
فريدريك نيتشه
سارة النواوي
نشر في: الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 1:37 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 1:37 ص

 

تحل اليوم ذكرى ميلاد فريدريك نيتشه، الشاعر والفيلسوف والناقد الألماني، الذي ترك أثره في الفلسفة الغربية والفكر العربي والغربي على حد السواء، كما كان من أبرز الممهدين لعلم النفس وعلومه؛ فهو من أبرز الفلاسفة شيوعا بين القراء في عصره.

وُلد نيتشه في 15 أكتوبر 1844، بمدينة تُدعى لوتسن في بروسيا، لأب وأم مسيحيين، وقيل أن أجداده ينتمون إلى الكنيسة البروتستانتينية، فضلا عن أن عدد من أفراد عائلته كانوا من قساوسة، يُذكر أن والده أسماه فريدريك، لأن يوم مولده صادف نفس يوم ميلاد "فريدريش الكبير" ملك بروسيا.

توفي والد نيتشه وهو في سن صغير، مما اضطره للعيش مع جدته وعمتيه، ومن ثًم تربى وسط "أسرة نسائية"، هو وشقيقته إليزابيث، وبعد موت جدته تمكنت أمه من أن تستأجر بيتا يجمعها بأطفالها. التحق نيتشه في بداية الأمر بمدرسة عامة للبنين، ولكنها تسببت في شعوره بالوحشة، ولذا درس لاحقا بمدرسة خاصة واستطاع أن يكون علاقات مع أبناء الطبقة الراقية، وكان فريدريك يتلو الإنجيل بصوت عذب حتى أسماه أصدقائه بالمدرسة "القسيس الصغير".

كانت لدى نيتشه العديد من الاهتمامات المختلفة، من بينها شغفه بتعلم الشعر والموسيقى؛ فقد كان كثير الاستماع إليها، ويهتم بتأليفها في وقت فراغه، وبخاصة الموسيقى الكلاسيكية بالرغم من تعارضها واختلافها تماما مع طبيعة أسرته المسيحية، كما كان كثير القراءات وكان يحب أن يقرأ الكتب بلغتها الأم؛ مما دفعه إلى تعلم العديد من اللغات مثل: الفرنسية واللاتينية والعبرية وغيرهم.

في عام 1864 التحق نيتشة بجامعة بون لدراسة فقه اللغة الكلاسيكي، وبعض العلوم الدينية أيضا؛ فقد كان يقرأ في كتب نقدية حول المسيحية، وكتاب "حياة يسوع" و "طبيعة المسيحية"، وكان هذا الكتاب يؤكد أن الناس هم الذين خلقوا الإله وليس العكس، مما أثر عليه حتى أفقد إيمانه وترك دراسة اللاهوت، وقد ظهر ذلك في إحدى رسائله إلى أخته، يقول فيها: "إذا كنت ترغب في سلام الروح والطمأنينة فعليك بالإيمان، وإذا كنت ترغب في أن تكون نصيرا للحقيقة، فعليك بالشك".

اهتم نيتشه بدراسة الفلسفة، ففي عامه الجامعي الأخير ظهر اهتمامه بهذا المجال؛ وبات يقرأ لكبار الفلاسفة، أمثال: سقراط وأرسطو وتأثر بهم بشكل خاص، وكتب عن الفلسفة النفعية المعاصرة والمادية الألمانية، حتى بات من أكثر الكتاب قراءة بين الجماهير.

من أشهر مؤلفاته: «الإرادة الحرة والقدر، الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي، ما وراء الخير والشر، هو ذا الإنسان، عدو المسيح».

صارع نيتشه صراعا طويلا مع المرض؛ فقد أصيب بمرض الزهري ولحقه تعرضه للانهيار العصبي، مما أثر بشكل كبير على صحته النفسية،. وقد أرسل إلى أصحابه عدد من الرسائل، التي سميت فيما بعد بـ "رسائل الجنون"، فأدركوا أنه بحاجة إلى العلاج النفسي، ولما اشتد عليه المرض، بحث أصدقائه عن مكان ملائم لتلقيه العلاج، وأرسلوه إلى تورينو؛ حيث اكتشف الطبيب أنه يعاني مرضا عقليا خطيرا؛ فكان في أوقات معينة يتخيل نفسه قيصر أو نابليون أو يسوع.

انتقل بعد ذلك لتلقي العلاج بألمانيا، غير أن أمه وشقيقته لم يرجحا ذلك، وقررا الاعتناء به في المنزل، إلى أن لقي حتفه في أغسطس 1900.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك