أن تقدم سيارة ناجحة في الأسواق أمر ليس بالصعب. ولكن أن تقدم سيارة ناجحة، تقف في وجه الزمن، وتظل قوية حتى وإن بلغ عمرها عشرات السنوات، هذا هو الإنجاز الحقيقي. إنجاز لم تحققه سوى القليل من فئات محددة لعدد من الشركات. لنكن منصفين، الفئة الثالثة هي الأنجح بين أخواتها في الوقوف قوية في وجه الزمن، الدليل على ذلك هو اختيار الكثير من المتسابقين لسيارات مثل E30 وE36 لاستخدامها في سباقات الانجراف، وهذا وإن دل على شيء فيدل على أن تصميم هذه السيارات، وبالتحديد محركاتها وقواعد مكوناتها كانت سابقة لعصرها، على الرغم من أن الهدف من الفئة في الأصل حين قدمت الشركة E21 للسوق كان توفير سيارة عائلية صغيرة الحجم لا تضحي بالجودة مقابل كفاءة التشغيل. ولكن المصممون لم يتمكنوا من مقاومة الرغبة الملحة في تقديم نسخا رياضية تحفر قصصها في كتب التاريخ، جدير بالذكر أن الفئة الثالثة من BMW تمثل 25% من مبيعات الشركة العالمية. باختصار، لن يضيف هذا المقال لمقام السيارة الكثير أو القليل، ولكن التأثير الأقوى والأكثر فعالية هو تفوق السيارة بشكل عام، ويعود ذلك بالشكل الرئيسي لمحاولات الشركة المستمرة لأن تكون في المقدمة بتقديم آخر ما توصلت إليه أقسام الأبحاث والتطوير من تقنيات حديثة لا تتخللها مشاكل تنغص على العميل خبرته مع السيارة. كشفت BMW مؤخرا عن الفئة الثالثة الجديدة، وتفتخر بتقديمها هذه المرة خيارات هائلة للمحركات تتنوع بين البنزين والديزل كالعادة، يبلغ عدد المحركات المتوفرة للسيارة من الشركة للفئة الجديدة 11 محركا، 4 منهما تدار بالبنزين و7 يتم تشغيلهم بوقود الديزل، وتبدأ القدرات الحصانية من 116 وحتى 326 حصانا، كما يمكن للعميل الاختيار بين علب تروس تتنوع بين 6 نسب و8 نسب Steptronic، وأخيرا بين نظام دفع خلفي كلاسيكي أو نظام xDrive الذكي الذي يرسل قوة الحركة للعجلات الأربعة، ولكن الأخير مخصص لبعض الأنماط فقط وليس على كل الطرازات. المحرك الأكثر لفتا للانتباه في تشكيلة المحركات الجديدة هو المحرك الاقتصادي ذا الأسطوانات الثلاثة الذي سيتوفر في طرازي 316 و318i، بالإضافة لقدرته على توليد 136 حصانا، وهو القدر الكافي لسيارة عائلية للاستخدام اليومي، ذكرت الشركة أن للمحرك العديد من المزايا الأخرى أولها توفير الوقود حيث تتمكن السيارة من قطع 100كم بأقل من 6 ليترات من الوقود داخل المدينة، و5.3 ليترا فقط على الطرق السريعة، إضافة لهذا يساهم تصميم المحرك المدمج ذا الوزن الخفيف في الاستجابة السريعة لمدخلات السائق، من أبرز الخصائص أيضا هو النعومة المتناهية للمحرك، فالأسطوانات الثلاثة تتميز بمميزات خاصة في القصور الذاتي حيث لا يظهر سوى بترتيب أولي فقط مثل المحركات ذات ألأسطوانات الستة، في الوقت ذاته، تم استخدام أوزان معاكسة على عامود الكرنك للحفاظ على سلاسة الدوران خلال سرعات المحرك المختلفة، المحرك الذي نتحدث عنه ذو الثلاثة اسطوانات سعته1500 سي سي يولد أيضا عزم دوران يبلغ 220 نيوتن.متر ويمكن زيادته مؤقتا لـ230 باستخدام خاصية Overboost. يتمكن هذا المحرك المدمج من دفع السيارة من الثبات إلى 100 كم/س في 8.9 ثانية حتى تصل لسرعة قصوى تبلغ 210 كم/س. التصميم الخارجي للسيارة يتمتع بدراجات جديدة من الدقة والكثير من المراجعات في بعض التفاصيل. كما أن الشركة ركزت بعض الاهتمام على المقصورة الداخلية أيضا، وقامت بتجهيزها بعناصر تقنية جديدة أبرزها نظام الملاحة الذي يعمل الآن على الجيل الجديد من شبكات الاتصالات LTE. جدير بالذكر أيضا أن السيارة أضافت طراز 330e. وكما خمن البعض من الاسم، السيارة تأتي بنظام هجين يوفر أفضل نسبة لحرق الوقود لكل 100كم والتي تبلغ 2.1 ليترا فقط من محرك بسعة 2000 سي سي بقوة 184 حصانا، إضافة لآخر كهربائي بقوة 80 كيلو واط أي نحو 108 حصانا، وبهذا يولد النظام في المجمل 252 حصانا، كما توفر BMW خيار الشاشة المعلوماتية الرأسية أو Heads Up Display للعملاء حسب الطلب، وهو النظام الذي يعرض المعلومات الهامة عن القيادة على الزجاج الأمامي للسيارة مثل السرعة والملاحة والسرعات المقررة على بعض الطرق حتى يتمكن السائق من قراءة كل تلك المعلومات دون أن يشرد بنظره عن الطريق.