أسواق البالة .. كثير من الفرجة قليل من الشراء - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسواق البالة .. كثير من الفرجة قليل من الشراء

الكساد وارتفاع الأسعار يضربان موسم الشراء قبل العيد <br/>تصوير - محمد حسن
الكساد وارتفاع الأسعار يضربان موسم الشراء قبل العيد
تصوير - محمد حسن
كتب ــ أحمد عدلى ومحمود العربى وصدام الحسينى:
نشر في: الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 12:39 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 12:39 م

• الكساد وارتفاع الأسعار يضربان موسم الشراء قبل العيد.. ومحال وسط البلد تشكو قلة الزبائن

• بائع: أسعار الملابس المستعملة تأثرت بوقف التهريب من القنطرة ورشاوى المرافق

وقف محمود عبدالسميع برفقة ابنتيه وزوجته يتسوقون من منطقة وكالة البلح، ورغم أن الملابس التى وقفوا أمامها سعرها لا يتجاوز 30 جنيها، إلا أنه حاول الفصال مع البائع الشاب سعيد، واعدا إياه بشراء أكثر من قطعة لابنتيه الطالبتين فى المرحلة الإعدادية.

ليست هذه هى المرة الأولى التى يأتى فيها إلى سوق «البالة» أو الملابس المستعملة فى وكالة البلح، فالرجل الذى تجاوز عقده الرابع اعتاد أن يتردد على المنطقة منذ سنوات طويلة لشراء مستلزمات أسرته، لكن هذه المرة بحسب حديثه سيضطر إلى شراء طقم واحد فقط لكل فتاة من بناته بسبب ارتفاع الأسعار.

يقول عبدالسميع لـ«الشروق»: «الأسعار أصبحت نار، ورغم أننى لا اشترى ملابس جديدة لأسرتى إلا نادرا، لكن فى كل مرة تكون الزيادة فى الملابس الجيدة نحو 5 جنيهات»، مشيرا إلى أن الملابس التى عرضها التاجر بـ30 جنيه كانت العام الماضى بـ25 فقط.

وأكد أن أجره كعامل نظافة فى إحدى الشركات الخاصة لا يتجاوز 900 جنيه، عليه أن يقوم بإنفاقها على منزله واحتياجات أسرته وتعليم بناته، مشيرا إلى أن طبيعة عمله لا تجعله قادرا على الارتباط بعمل آخر، ومن ثم يحاول ادخار نحو مائة جنيه لشراء ملابس لابنتيه من سوق البالة.

رغم حركة الزحام الشديد فى وكالة البلح إلا أن الزحام لم يقابل بانعكاس على البيع، بحسب سعيد محمود، الشاب الذى يقف على أحد محلات البالة فى الوكالة، مشيرا إلى أن غالبية المواطنين يأتون ليشاهدوا الملابس ولا يشترونها رغم أن أسعارها ليست مرتفعة.

يواصل سعيد حديثه قائلا: «صحيح الأسعار زادت بس احنا مالناش دعوة، أنا شغال هنا من سنتين باخد 600 جنيه، والفلوس اللى بياخدوها بتوع المرافق عشان يسيبونا نشتغل فى الشارع زادت، وأسعار البضاعة اللى بيجيبها صاحب المحل زادت، لأن التهريب مش زى الأول، وبيضطر يشترى من بورسعيد بدل القنطرة».

يوضح الشاب العشرينى أن صاحب المحل كان يعتمد على البضاعة المهربة من منطقة القنطرة، والتى كان يشتريها بسعر جيد قبل أن يبدأ فرزها وتحديد أسعارها، أما الآن فبسبب الإجراءات الأمنية المشددة أصبح يشترى من بورسعيد، ما زاد من مصاريف النقل والجمارك التى يدفعها أحيانا.

لا يتوقف الضجيج فى شارع الوكالة، ضيق الشارع وتعثر السيارات واصطفافها بسبب فرش الباعة بالطريق، فضلا عن المئات من المواطنين، بعضهم يشاهد الملابس والآخر يقيس ليشترى ما يناسبه من ملابس فى حدود امكانياته، بينما كان لافتا وصول أسعار بعض قطع الملابس المستعملة إلى 100 جنيه.

زحام فى الوكالة

يقول ياسر ربيع، وهو عامل فى العشرينيات من عمره، إن الحركة فى المنطقة أفضل من العام الماضى رغم ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن رواج البيع لم يعد كما كان فى السابق، خاصة مع قضاء وقت طويل مع الزبائن لإقناعهم بأن الاسعار لا تقبل الفصال.

يشير ياسر الذى بدأ عمله فى الوكالة قبل أكثر من 10 سنوات، بعد أن ترك المدرسة من المرحلة الإعدادية ليعمل مع عمه فى المحل الخاص به، إلى أن نوعية الزبون الذى يتعاملون معه اختلفت، فأصبحت تضم فئات جديدة، مشيرا إلى أن هناك أسرا متوسطة الحال اصبحت من رواد المنطقة وتقبل على شراء الملابس ذات الحالة الجيدة وهو ما زاد من تصنيف الملابس لدرجات بعضها لم يتم ارتداؤه فى السابق سوى مرة أو مرتين.

وتقول مروة سراج الدين، ربة منزل، من سكان حدائق القبة: «الأسعار مرتفعة عن العام الماضى بنسبة كبيرة، وأصحاب المحال يرفعون الأسعار لأنهم لا يخضعون لرقابة».

لدى مروة سراج الدين ولد وبنت وزوجها متوفى، وتعمل للإنفاق على ابنائها بعد وفاة زوجها، تقول: أضغط على نفسى فى مصروف البيت حتى أتمكن من شراء ملابس العيد لأولادى، لأنهم ليس لهم ذنب فى ارتفاع الأسعار، «وده عيد ومن حقهم أن يعيدوا بملابس جديدة زى باقى الأطفال فى عمرهم».

وأضاف أحد الباعة أن ارتفاع الأسعار وأسعار النقل تجعلهم يغيرون فئات الملابس المعروضة والتى تبدأ من 10 جنيهات، مشيرا إلى أنهم يدفعون يوميا 50 جنيها كى يتمكنوا من وضع بضاعتهم أمام المحل وهو المبلغ الذى يتحمله الزبائن.

مع انتهاء شوارع الوكالة و«الفرشات» التى يجلس بها الباعة الجائلون فى منطقة الوكالة ومدخل وسط البلد، تبدو الحركة فى الشوارع مكتظة بالزبائن، بين أسرة وقفت أمام فاترينة محل وأخرى بالداخل تقيس لابنها أو ابنتها الملابس الجديدة، بينما تشكو المحلات الركود.

مولدات صغيرة اضطر بعض أصحاب المحال للاستعانة بها من أجل التغلب على الانقطاع المستمر فى الكهرباء، بينما يشكو أصحاب المحال من الركود الذى دفع الأسر للاكتفاء بقطعة ملابس أو قطعتين، وعدم شراء أطقم كاملة فى موسم كان أصحاب المحلات ينتظرونه كل عام.

محال بلا زبائن

داخل فرع لإحدى شركات الملابس الكبرى لا يوجد بالمحل سوى شخصين فقط بينما يجلس اثنان من البائعين الأربعة دون عمل فى انتظار وصول زبائن اخرى للمحل، أحد العاملين ويدعى إسلام توفيق قال لـ«الشروق» إن الشباب لم تعد لديهم القدرة على شراء الملابس، مشيرا إلى أن من يأتون إلى المحل يكتفون إما بالبنطلون أو التى شيرت فقط وقليل منهم من يشترى قطعتين.

وأكد موسم عيد الفطر كان حتى وقت قريب أحد أهم المواسم التى يعتمدون فيها على «البقشيش» من الزبائن وينعشون دخولهم المتواضعة، أما الآن فأصحبت أمنياتهم ألا تنهى الشركة المسئولة عن المحل عملهم توفيرا للعمالة كما حدث مع زملائهم العام الماضى.

يشير إسلام إلى أن أسعار الملابس الموجودة بالمحل لم تتغير مع زيادة الأسعار الأخيرة، لكن القطع التى وصلت مؤخرا كان ارتفاع أسعارها ما بين 10 و 20% تقريبا، مؤكدا أن القطع القديمة يتم بيعها بنفس السعر الذى طرحت به ولم يجر عليها أى تعديل على عكس بعض المحال التى رفعت الاسعار.

من جانبه أرجع محمود الدوغرى، رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة، ارتفاع الاسعار إلى عدة عوامل مرتبطة بتغيير سعر صرف الدولار وزيادة أسعار مواد صناعة الملابس، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو ألا يشترى الجمهور الملابس الجديدة لأن أصحاب المحال لن يبيعوا بخسائر كبيرة.

وأضاف: «ارتفاع المواد البترولية لم يؤثر على أسعار الملابس حتى الآن، خاصة أن البضاعة الموجودة فى المحال تم الاتفاق عليها قبل اتخاذ قرار الزيادة»، مؤكدا أن تطبيق الزيادة فى أسعار النقل سيكون له تأثير سلبى على الأسعار وسيزيدها مرة أخرى.

وقال يحيى زنانيرى، نائب رئيس شعبة الملابس بالغرفة التجارية بالقاهرة لـ«الشروق»، إن الموسم الحالى ضعيف جدا ولم يلب طموحات تجار الملابس الجاهزة، موضحا أن السوق يشهد حالة كبيرة من الركود نتيجة لانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين لقرب انتهاء فترة الامتحانات التى تستنزف ميزانية الأسرة المصرية، مضيفا: «بعض المواطنين ينتظرون الاوكازيون الصيفى المزمع عقده فى منتصف أغسطس المقبل، وبالتالى أجلوا عملية الشراء انتظارا لمزيد من التخفيضات».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك