أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرا خاصا عن افريقيا في عام 2014، يشرح اوضاع الكهرباء في أفريقيا خاصة منطقة جنوب الصحراء، المنطقة التي وصفها التقرير "بؤرة فقر الطاقة"، حيث يعيش الملايين بدون كهرباء، وحتى من يتصل بمصادر للكهرباء فإنه يتحمل اسعار عالية لتيار غير مستمر وغير كاف، فتعريفة الكهرباء في بعض دول المنطقة ضمن الشريحة الأعلى في العالم.
وباستثناء جنوب أفريقيا، فإن فاقد الكهرباء المُنتجة في شبكات النقل والتوزيع، رديئة الصيانة، هي ضعف المتوسط العالمي.
هذا ما جعل الوكالة تصف أوضاع الكهرباء في منطقة افريقيا جنوب الصحراء بأنها لا تواكب احتياجات وتطلعات سكان المنطقة، الذين يمثلون 13% من سكان العالم، بينما يستخدمون 4% من طاقة العالم فقط.
وشهدت افريقيا جنوب الصحراء نموا بلغ 45% منذ عام 2000 حتى الأن، ولاستمرار هذا النمو فمعظم حكومات المنطقة يكثفون جهودهم لتجاوز العوائق السياسية والتنفيذية والتشريعية أمام الاستثمار في إنتاج الطاقة محليا، لكن عدم كفاية البنية التحتية لإنتاج الطاقة تقف عائقا أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية تحسين مستويات المعيشة للأفارقة، وهو "ما تحتاجه القارة بشدة"، وفقا للتقرير الذي أشار إلى أن توفير مصادر الكهرباء سيكون له تأثير قوي على النمو في المنطقة.
ورغم الوضع السئ، فالوكالة تؤكد أن هذه التحديات من الممكن التغلب عليها، نتيجة وفرة مصادر الطاقة، ووصفها بأنها "أكثر من كافية لسد الاحتياجات"، ولكنها لم يتم تنميتها وغير موزعة بشكل متساو، مما يعني أنه بالإضافة إلى ضرورة التنمية فهناك ضرورة للتكامل بين الدول.
وحاليا هناك العديد من كبار منتجي الوقود التقليدي مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وأنجولا، بالإضافة للإمكانيات الكبيرة في توليد الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الكهرومائية المولدة من السدود، وبحسب التقرير فأن "أفريقيا غنية بمصادر الطاقة وفقيرة في إنتاج الطاقة".
ويُظهر التقرير الندرة الحادة في خدمات الطاقة في العديد من بلدان افريقيا جنوب الصحراء ، فهناك 290 مليون شخص فقط في المنطقة يتمتعون باتصال بالكهرباء من اصل 915 مليون شخص، أي أن هناك 625 مليون شخص يعيشون بدون كهرباء في أفريقيا جنوب الصحراء، وتتوقع الوكالة أن يتصل مليار شخص في هذه المنطقة بالكهرباء بحلول عام 2040، بينما سيبقى 530 مليون شخص دون اتصال، و "هذه نتيجة حلوة و مرة"، وفقا لنظرة الوكالة الدولية.
وانتقد التقرير قلة الاعتماد الافريقي على الطاقة المائية بسبب ضعف التعاون بين الدول المتجاورة لإنتاج هذا النوع من الطاقة، وهو تعاون ضروري للإنتاج.
وتُمثل الطاقة المائية خُمس الطاقة المولدة في المنطقة هذه الايام، لكنها من المتوقع أن تُمثل 10% في 2040، وضرب التقرير مثالا سيئا بالكونغو التي تمتلك إمكانيات هائلة لإنتاج الطاقة المائية ولكن حتى الان 9% فقط من سكانها هم من يتصلون بالكهرباء، "مثال هائل للتعايش بين الإمكانيات الضخمة والفقر المدقع".