أكد هشام زعزوع ــ وزير السياحة ــ أن انعقاد المؤتمر السادس عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب الذى ستبدأ فاعلياته اليوم بالقاهرة تحت عنوان «الاستثمار فى مصر.. استثمار فى المستقبل» تحت رعاية رئيس الجمهورية ــ المشير عبد الفتاح السيسى ــ هو رسالة إيجابية من المستثمرين العرب بأن مناخ الاستثمار فى مصر آمن ومشجع.. مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعتبر أول مؤتمر اقتصادى عربى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويحظى برعايته شخصيا، كما سيكون هذا المؤتمر تمهيدا لمؤتمر قمة مصر الاقتصادية الذى ستعقد فى منتصف شهر مارس المقبل بشرم الشيخ، وسيكون أيضا رسالة للمستثمرين الأجانب بأن الاشقاء العرب يستهدفون الاستثمار فى مصر أولا.
وأضاف زعزوع ــ فى تصريحات صحفية خاصة ــ أن جميع أجهزة الدولة وليست وزارة السياحة وحدها مهتمة بتنقية مناخ الاستثمار والاستفادة من التجربة الماضية بعد الثورة والمشاكل التى ترتبت على النزاعات القانونية من قبل بعض المستثمرين، والتى نتج عنها قضايا تحكيم دولى، ما أثر بالسلب على مناخ الاستثمار فى مصر.. مشيرا إلى أن الدولة تسعى لإزالة جميع العقبات امام المستثمرين، خاصة انها مدركة تماما بأن طموح الشعب المصرى فى حياة أفضل لن يتأتى الا بثقته فى مناخ الاستثمار.. كما أن الدولة لن تستطيع وحدها القيام بالاستثمارات المرجوة، كما ان الاستثمارات المطلوبة لمصر والتى تتواكب مع زيادة عدد السكان تصل الى 260 مليار جنيه، حيث تستطيع الحكومة توفير60 مليار جنيه فقط منها والباقى وهو 200 مليار جنيه سيوفره القطاع الخاص والمستثمرون سواء كانوا مصريين أو عربا أو أجانب.
وأوضح الوزير أن هناك توجها عربيا من دول الخليج لمصر يجب ان نستثمره بعلاقتنا مع المستثمرين العرب حيث تبين أن هناك ملفات كثيرة يجب ان نتناولها ونعمل على تحسين هذا المناخ الملائم لها لزيادة الاستثمارات العربية فى المشروعات الاقتصادية بصفة عامة والسياحية بصفة خاصة خلال الفترة المقبلة.. مؤكدا أن الدولة اتخذت قرارا صائبا باحترام العقود التى أبرمتها مع المستثمرين فى عهد رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلى منصور وهو ما أعطى إشارة إيجابية للمستثمرين بصفة عامة والعرب بصفة خاصة ان مصر تحترم جميع التعاقدات التى أبرمتها حتى ولو كانت هذه العقود فى غير صالح الدولة نفسها.
كما أكد زعزوع أن الدولة تعكف حاليا على تنقية مناخ الاستثمار وتتطلع لاصدار تشريعات تهدف لتشجيع الاستثمار خلال المرحلة القادمة.. لافتا إلى ان الحكومة فى سباق مع الزمن لاصدار عدة تشريعات مهمة للمستثمر أهمها قانون الاستثمار الجديد قبل قمة مارس القادم، وهذا القانون سيكون له تأثير إيجابى على قطاع السياحة باعتباره أحد أهم قطاعات الدولة المنوط بها دعم الاقتصاد الوطنى من خلال تشجيع الاستثمار فى قطاع السياحة، وتوفير المزيد من فرص العمل خاصة أن لدينا مميزات ضخمة فى قطاع السياحة الذى يعد قطاعا واعدا وهاما بالنسبة للاقتصاد الوطنى .
وعن مؤشرات الحركة السياحية خلال العام الحالى قبل أسابيع قليلة من انتهائه أشار وزير السياحة الى اننا نسير بمعدلات جيدة فى الدخل والايراد بالمقارنة بالعام الماضى بالرغم من الانخفاضات التى شهدتها الحركة السياحية الوافدة لمصر حتى يونيو الماضى حيث كان هناك معدل انخفاض فى الايرادات والاعداد يتجاوز 25 % بسبب تحذيرات السفر التى أطلقتها معظم الدول المصدرة للسياحة عقب حادث الاتوبيس السياحى بطابا فبراير الماضى ..قائلا بدأنا نتجاوز الوعكة الصحية التى ألمت بقطاع السياحة على مدار أكثر من ثلاث سنوات ونصف حيث بدأت الحركة السياحية تعود لطبيعتها فى معظم المدن السياحية المصرية
وعن الخطط التى تقوم بها الوزارة لاستعادة الحركة الوافدة لمصر أكد زعزوع أنه يطرق كل الأبواب لاستعادة الحركة السياحية الوافدة مشيرا إلى نجاح الجهود التى بٌذلت لرفع قرارات حظر السفر إلى مصر التى فُرضت من بعض الدول الرئيسية المصدرة للسياحة، معربا عن أمله وثقته فى مستقبل أفضل للسياحة المصرية .
أكد الوزير على نجاح الخطة التكتيكية التى تسير على نهجها الوزارة حيث انعكس هذا النجاح فى التزايد الملحوظ فى معدلات الطلب على البحر الأحمر وجنوب سيناء فى أشهر يوليو ــ أغسطس ــ سبتمبر 2014، وخاصة من الدول العربية التى وصلت معدلات الزيادة فى الحركة الوافدة من بعض دول الخليج إلى حوالى 300 % عن نفس الفترة فى العام الماضى،
وعن الطفرة التى حدثت فى السياحة العربية هذا الصيف أكد الوزير ان معدلات حركة السياحة العربية الوافدة لمصر حققت انجازا ضخما خلال موسم الصيف وعادت بقوة، وبالذات السياحة الخليحية التى ارتفعت بمعدلات قياسية.. مشيرا إلى النجاح الباهر الذى حققته حملة «وحشتونا» فى السوق العربية، موضحا أنه فى القريب سيتم إطلاق أوبريت جديد لجذب مزيد من السياحة العربية بعنوان «مصر قريبة». وأوضح أن زيادة الحركة السياحية يرتبط ارتباطا وثيقا بتسهيلات التأشيرات وزيادة حركة الطيران للمقصد السياحى المصرى بأسعار مناسبة.. قال زعزوع أن السياحة الوافدة من أوروبا ليست بديلا عن السياحة العربية البينية.. لافتا إلى أن السياحة العربية تشكل 20% من حجم السياحة الوافدة لمصر، وتتميز بالانفاقات المرتفعة، بينما تشكل السياحة الأوروبية أكثر من 70 من حجم السياحة الوافدة.