«أليريه.. أليريه.. والدستور أليريه»، هكذا تغنى النوبيون للدستور باللغة النوبية فى الفيلم الوثائقى «خليك فاكر» للمخرجة ساندرا نشأت قبيل الاستفتاء على دستور 2014، معلنين موافقتهم عليه.
واليوم؛ وبعد إقرار الدستور ينتظر النوبيون حلم العودة لأعالى النيل، الذى أقرته المادة 236، والتى تنص على الاهتمام بأبناء النوبة والحفاظ على كرامتهم وآدميتهم، وحقهم فى عودة كريمة خلال 10 سنوات.ويراود حلم العودة بشكل خاص النوبيين فى الإسكندرية، فهم يمثلون نصف مليون نسمة، حطوا على عروس المتوسط منذ 112 عاما بسبب قهر التهجير.. الذى دفعهم من الجنوب للشمال دفعا ليس بأيديهم، ورغم مرور هذه السنوات إلا أن الحنين للعودة لأعالى النيل لا يزال يراودهم.
ويبلغ عدد الجمعيات والأندية التى تخدم النوبيين بمدينة الثغر ثلاثين جمعية، هى نوب للتراث النوبى، والنادى النوبى العام، ونادى الكنوز العام، والنهضة النوبية، والكنوز العامة، والنصر النوبية، ودهميت، وجرف حسين، وامبركاب، وقريشه، وابريم الخيرية، والدر، والمراداب الخيرية، ونوماس وعافيه، وسيسوه والحدادين، وكرسكو، ومعية كشتمنه، وتوشكى، ودابود، وابوسمبل، والقبيلة الغربية، وارمنا، وماريا، وقته، وعنيبه ومصمص، وأبوراس، والجنينة والشباك، والديوان، والنزلة.
«الهجرة كانت صدمة.. والعودة ليست سهلة.. نبيت نحلٌم أملاً فى أن نفيق لنجد أنفسنا عٌدنا نقطن ضفاف أعالى النيل مصر، نٌرزق من خير طميه الذى حٌرمنا منه، ونحتفى بتراثنا الشعبى الذى هو أصل الحضارة المصرية، هذا ما يجمع عليه النوبيون بمختلف فئاتهم العمرية..
فالعودة الكريمة، والحفاظ على الهوية، وتدريس اللغة، وتوثيق التاريخ والتراث، وتفعيل الدستور، والمشاركة الفاعلية فى القرار، وفصل الدائرة الانتخابية، وإنشاء مفوضية عليا.. هذا ما يجمع عليه ممثلو نصف المليون نوبى بالإسكندرية، الذين التقت بهم «الشروق» فى هذا التحقيق.
أقرا إيضا:
رئيس النادى النوبى العام فى الإسكندرية:العودة حول بحيرة ناصر تفرغ المدن من تكدسها
«المراداب الخيرية».. أقدم جمعية نوبية فى الإسكندرية تستبشر بدستور 2014
الأديب حجاج أدول:النوبيون أهم «قوى ناعمة» لحل أزمة مياه النيل
مديرة صالون المرأة فى النادى النوبى: المرأة النوبية «مشرّفة» وتجمع بين الحضارة والتدين والعلم والثقافة
