ربما تكون اعتادت جدران محافظة شمال سيناء على سماع دوي الانفجارات، ففي أقل من أسبوع شهدت العديد من التفجيرات، أحدهم يوم الأحد الماضي استهدف المركبات المكلفة بمهام التأمين بمنطقة السبيل على الطريق الدائرى بالعريش؛ ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص وإصابة 5 آخرين، ولم تمضي أيام حتى يجتاح تفجير نقطة «كرم القواديس» وتشير النتائج الأولية إلى استشهاد 27 جنديا وإصابة 31 آخرين.

وفي نفس الإطار، أسفر انفجار آخر استهدف قوات الأمن بالمنطقة عن سقوط 3 شهداء آخرين؛ ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى دعوة مجلس الدفاع الوطني للانعقاد، وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر على شمال سيناء، وحظر التجوال من الخامسة مساءً حتى السابعة صباحا، بداية من فجر السبت 25 أكتوبر الجاري.

ولحل هذه الأزمة، طالب العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية، بإخلاء منطقة شمال سيناء من السكان، من أجل مواجهة الجماعات التكفيرية التي تعلن تبينها غالبا لتلك العمليات.. 

وفيما يلي ترصد بوابة الشروق مطالبة البعض بإخلاء شمال سيناء وتهجير أهلها.

«أحد مشايخ سيناء» يدعو الجيش لتهجير السكان وتحويل المحافظة إلى «ثكنات عسكرية»

بالرعم من كونه أحد أبناء المحافظة، إلا أن الشيخ سعدي القرش، أحد مشايخ قبائل سيناء، وصاحب مبادرة تسليم السلاح، طالب خلال مداخلة هاتفية لفضائية «صدى البلد»، القوات المسلحة بإعطاء سكان المحافظة مهلة أسبوع فقط من أجل ترك بيوتهم والانتقال لمساكن أخرى؛ حتى تتحول المحافظة إلى «ثكنات عسكرية» في مواجهة الإرهاب.

الرأي العسكري يتحمس لحل التهجير

أكد اللواء أحمد عبد الحليم الخبير العسكري، في اتصال هاتفي لفضائية «أون تي في»، على ضرورة إخلاء 5 كيلو متر من الشريط الحدودي من السكان؛ في محاولة للفصل بين المواطنين وأعضاء الخلايا التكفيرية، والتمكن من مواجهة الإرهاب.

وبدوره أبدى اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، خلال مداخلة هاتفية لفضائية «التحرير»، تأييده لحل تهجير السكان من الشيخ زويد حتى رفح، على أن يتم توفير منازل بديلة لهم، مؤكدًا أن ذلك الحل سيقضي على الجماعات الإرهابية خلال أشهر قليلة، وفقا لقوله.

وانتقالا للشخصيات العامة والسياسية..

ناشدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، القوات المسلحة، خلال تصريحات على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بتهجير أهالي شمال سيناء، أسوة بما حدث في الستينيات بمحافظات القناة.

ومن جانبه أيضا، شدد القيادي الإخواني المنشق محمد حبيب، خلاص تصريحات بصفحتة الرسمية على موقع «تويتر»، على ضرورة تهجير سكان العريش وما جاورها من مناطق؛ لتسهيل مهمة مواجهة الإرهابيين على القوات المسلحة.

ولم يكن التهجير الحل الأمثل من نظر شخصيات أخرى..

خالد داوود: هل سنخلي الجيزة نتيجة لتكرار التفجيرات قرب جامعة القاهرة؟

أبدى خالد داوود، المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور، تعجبه مما وصفه بـ«الاستسهال» في المطالبة بتهجير أهالي شمال سيناء.

وتساءل «داوود»، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مساء الجمعة، «هل سنخلي الجيزة نتيجة لتكرار التفجيرات قرب جامعة القاهرة؟».

سامح عيد: مازالنا نعاني من الآثار السلبية لتهجير أهل النوبة

واستمرار لرفض التهجير، أعرب سامح عيد، العضو المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، عن رفضه لمقترح تهجير أهل سيناء؛ لمحاربة الإرهاب، قائلا: «مالزلنا حتى الآن نعاني من الآثار السلبية لتهجير أهل النوبة، ومازلوا هم يتألمون، ويشعرون بعدم الرضا؛ بسبب تهجيرهم».

وأضاف «عيد»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «مباشر من العاصمة»، على فضائية «أون تي في لايف»، قائلا: «لا يجب اتخاذ أي قرار عسكري يتعلق بحياة المدنيين في سيناء، بدون إجراء حوار معهم؛ لأن أي قرار سيتم اتخاذه بدون رضاهم سيكون له نتائج خطيرة».

وحتى الآن لم تعلن الجهات الرسمية بالدولة أي نية لتهجير سكان سيناء الذين ينتظرون بدورهم عواقب حالة الطوارئ وحظر التجوال.