"لن استطيع تقديم نصيحة للرئيس القادم إلا إذا تقبل ذلك، كنت أنصح السادات ولم يكن يتبع نصائحي واعتقد أن الرئيس القادم لن يفعل ذلك"، كان هذا رد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارت على سؤال عن نصيحته للرئيس القادم.

وقال كارتر، خلال مؤتمر صحفي بشأن عملية المراقبة التي قام بها مركز كارتر خلال الانتخابات الرئاسية، إن النصيحة التي قد يعطيها ستكون بشأن "الدور العسكري المستقبلي، والنموذج الأمريكي ربما يجب دراسته من قبل المجلس العسكري والرئيس القادم والبرلمان، وأن يكون هناك سيطرة مدنية كاملة على الجيش من قبل البرلمان والرئيس".

وتعليقا على القيود على المراقبين الدوليين والمحليين وتأخر صدور تصاريح مراقبة الانتخابات للمنظمات الدولية قال كارت "في الـ45 عاما ماضية لم يقبل كارتر مثل هذه القيود من قبل، وكان علينا اتخاذ قرار صعب إما أن أقبل أو أرفض المشاركة ، لكن بسبب تاريخي مع مصر الذي يعود لسنوات طويلة قررنا المشاركة في حدود لكن لا يمكن نقدم تحليلا كاملا للعملية الانتخابية".

وأشار إلى أنه لم يزر مناطق ريفية إلا أن بعثته بها 102 متابع وذهبت إلى كل المحافظات ماعدا سيناء، للظروف الأمنية التي تحيط بالمنطقة، وقاموا بزيارة أكثر من 900 مركز اقتراع، وغطوا المنطقة الجغرافية في مصر.

وقال "لم يعجبني قيد النصف ساعة، رغم أن زيارتنا كانت أقصر من ذلك، ورغم كل قيود غطينا البلاد بشكل جيد ولم نمنع من أي سفر أو دخول لمراكز الاقتراع".

وعن الجمعية التأسيسية للدستور، نصح كارت أن يكون هناك تمثيل حقيقي لكل فئات المجتمع، وعدد قليل من أعضاء البرلمان، وتضمين مجموعات النساء والشباب والمسيحيين وغيرهم لتمثيل مناسب في اللجنة الخاصة بصياغة الدستور، وتمثيل حقيقي للأطياف المختلفة.

وتعجب كارتر من عدم تحديد صلاحيات الرئيس، قائلا "أول مرة أشارك في مراقبة انتخابات رئاسية لا يوجد توصيف لمهام الرئيس المنتخب، مع الوضع في الاعتبار جميع المشاكل السابقة، هوية الرئيس الذي تنتخبونه قد يكون لها تأثير كبير على تشكيل الانتخابات".

وأضاف بعد الانتخابات الرئاسية لابد من تحديد العلاقة بين الرئيس والبرلمان واختيار نائب الرئيس ورئيس الوزراء.

وعن الانتهاكات التي لاحظتها البعثة قال "كانت هناك انتهاكات واعتقد أن كل انتهاك مسألة تؤخذ مأخذ الجد لكن لا اعتقد أنها تنال من نزاهة الانتخابات".

وعن اتفاقية السلام مع إسرائيل، أشار إلى أنه تحدث مع جماعة الإخوان المسلمين وقادتهم مرسي والشاطر وغيرهم من القادة في يناير الماضي وأمس الأول عن المعاهدة مع إسرائيل، و"في رأي أن هذه المعاهدة لم تغير بشكل ثنائي على مدار 30 عاما ولم تنتهك إسرائيل أو مصر هذه الاتفاقية، اعتقد أن الإخوان المسلمين أو مرشحيهم سيحافظون على الاتفاقية، أما إذا رأت مصر الحاجة لتعديل بعض المواد التي كتبت كل كلمة فيها بنفسي لابد أن توافق عليها إسرائيل وتخضع للتفاوض، لا يصح أن تغير من طرف واحد".

وأضاف ، أن عملية الاقتراع كانت "مشجعة" رغم فرض "قيود" غير مسبوقة على المراقبين. مضيفا "أقول أنها كانت بالنسبة لي مشجعة"، مشيرا في الوقت نفسه إلي "قيود ... لم يسبق أن فرضت" على المراقبين. وجرت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية يومي الأربعاء والخميس، وتجرى الجولة الثانية في 16 و17 يونيو المقبل.