حالة من التخبط والارتباك سادت وزارة النقل عقب اصطدام قطار مترو بصدادات محطة العباسية، أمس الأول، ففى الوقت الذى يحاول فيه مسئولو الوزارة السيطرة على الوضع واحتواء غضب سائقى قطارات الخط الثالث، تمسك السائقون بموقفهم بإخلاء مسئولية زميلهم عن الحادث.
وتنفرد «الشروق» بنشر نسخ من الخطابات والتأشيرات الموجودة بمحطات «العتبة والعباسية والأهرام» بالخط الثالث، والتى شكا فيها السائقون والعاملون بالخط من وجود مشكلات فنية فى القطارات وأنظمة التشغيل، وكان آخرها السبت الماضى، حيث أبلغ أحد قائدى القطارات بأنه أثناء دخوله محطة العباسية على السكة 1 بالقطار رقم 11/12، تم إغلاق السيمافور الخاص بتشغيل القطار، وفور الوصول لرصيف المحطة تم فتح السيمافور بشكل تلقائى، وعند سؤال الفنيين كان ردهم أن هذا بسبب «عيب فى السيستم (نظام التشغيل)».
كما أظهرت المستندات أن قائدى قطارات الخط الثالث طالبوا لقاء وزير النقل مطلع الشهر الحالى، لعرض ما سموه بمظاهر الإهمال الشديد فى الخط، وتقديم نسخة من مذكرة السائقين التى تم تقديمها مسبقا لإدارة شركة المترو، بوجود خلل شديد فى التحويلة الخاصة، وهو ما يعرض القطارات إلى السقوط من عليها، وتم تحرير محضر بقسم شرطة العباسية.
وبتاريخ 2 فبراير 2015، تقدم سائقو قطار الخط الثالث ببلاغ فى «دفاتر طوارئ المترو» إلى وزير النقل والمباحث وجهاز الأمن الوطنى وشركة المترو والمنطقة المركزية بالخط الثالث، يوضحون فيه ما سموه بـ«وجود عيوب فى كامل منظومة التشغيل أنظمة القيادة وإشارات تحويل ووحدات، وهو ما قد يتسبب بكارثة فى أى لحظة، وأنه حرصا منهم على حياة الركاب وسلامة ممتلكات الهيئة، أخلوا مسئوليتهم، منوهين بأن الخط الثالث به أخطاء فادحة».
وفى 25 فبراير الماضى، تقدم 14 سائقا ببلاغ لإدارة المترو والتحكم المركزى بالشركة، بوقوع خطأ فى الازدواج «ضمن عيوب السيستم التى لم ولن تنتهى إلا بحادث أليم، وأنه تم تقديم تقرير كامل بالحادثة»، مطالبين بالتحقيق فى الواقعة وإصلاح عيوب السيستم «حتى لا نضطر للتصعيد»، بحسب السائقين.
وطالب ما يقرب من 28 قائد قطار، فى وقت سابق، بتحديد موعد لمقابلة وزير النقل ومسئولى المترو، وانتداب لجنة من كلية الهندسة لمعاينة الخط، حسب القوانين العامة للسكة الحديد، ولجنة أخرى من السكة الحديد، وانتداب لجنة من معهد شبرا الخيمة، باعتبارها هيئة تدريب السائقين، وشددوا على إخلاء مسئولية أى قائد قطار من وقوع أى كارثة فى الخط بسبب أخطاء فى السيستم، من حيث تسلم الخط والكابينة.
ورفض سائقو الخط الثالث للمترو تحميل زميلهم المسئولية عن حادث القطار، وتجمعوا على رصيف محطة العباسية، بعد تسرب معلومات من مصادر مسئولة بأن التقرير المبدئى يشير لسلامة القطار ويتهم السائق بتجاوز السرعة القانونية فى منطقة غير معدة للسير السريع وهو ما يعد إهمالا من السائق، وطالبوا بتوفير الحماية اللازمة فى أثناء عملهم ومعالجة المشكلات الفنية الموجودة بالقطارات، وعدم تحميل زميلهم مسئولية تصادم قطار العباسية.
وأشار السائقون إلى أنه فى أثناء خروج السائق بالقطار من ورشة العباسية كان يسير بسرعة 20 كيلو متر/ الساعة، لكنه فوجئ بعدم وجود فرامل سواء الإلكترونية أو الطوارئ، وفشل فى إيقافه، وأبدوا تعجبهم من خضوع القطار لعَمرة كاملة، حيث إن قطارات الخط الثالث حديثة والعمرات التى تحدث للقطارات لا تتم إلا بعد مرور ٥ سنوات على الأقل على تشغيله، فى حين أن قطارات الخط الثالث بالكامل دخلت الخدمة منذ 3 سنوات فقط مع تشغيل مرحلة العتبة/ العباسية، مشددين على أنهم قاموا بالتوقيع فى دفتر الطوارئ بمحطة العتبة منذ بدء تشغيل الخط، أى من 3 سنوات، بوجود مشاكل فنية بقطارات الخط الثالث.
من جانبه، أكد وزير النقل، هانى ضاحى، للسائق المصاب فى الحادث، خلال زيارته له ولأسرته وزملائه بمستشفى عين شمس التخصصى بأنه «لن تكون كبش فداء، وأى تقصير سيُحال المسئول عنه للنيابة العامة سواء كان كبيرا أو صغيرا».
وأصدر وزير النقل، قرارا بتشكيل لجنة فنية من أساتذة كليات الهندسة لمعاينة الحادث وإعداد تقرير فنى عن أسبابه، رافضا الأخذ بالنتائج الأولية بتحميل السائق المسئولية، خصوصا بعد شكوى العمال بوجود خلل فى أنظمة التحكم فى التشغيل وهو ما أدى إلى وقوع الحادث، وعلمت «الشروق» أن الوزير سيعقد اجتماعا موسعا بعد رفع آثار الحادث، يضم ممثلى الشركة الفرنسية المنفذة للخط الثالث وهيئة الأنفاق والمترو، لعرض تقرير شامل يتضمن تفريغ جميع التسجيلات، التى تمت بين السائق ووحدة التحكم فى التشغيل.
من جانبه، أكد مستشار وزير النقل لشئون السكة الحديد والمترو سمير نوار، إجراء اختبارات كاملة للمحطة قبل استئناف حركة القطارات بها.