«الثقافة»: 5 أسباب وراء منع عرض «آلهة وملوك» بمصر - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 2:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الثقافة»: 5 أسباب وراء منع عرض «آلهة وملوك» بمصر

الشروق
نشر في: الأحد 28 ديسمبر 2014 - 4:15 م | آخر تحديث: الأحد 28 ديسمبر 2014 - 4:15 م

نفت وزارة الثقافة، الأحد، وجود صلة لمؤسسة الأزهر الشريف في قرار منع عرض الفيلم الأمريكي «آلهة وملوك» المعروف تجاريًا بـ«موسى أو الخروج» بدور العرض المصرية، متسمكة بأن أسباب الرفض ليس من بينها سبب ديني واحد على الإطلاق.

وأشار بيان صادر عن الوزارة إلى أن شركة الخدمات (هاما فيلم بوردكشن)، المسئولة عن تصوير مشاهد الفيلم في مصر، قامت بعملية تمويه وخداع متعمدة، وذلك بإخفاء المعلومات الحقيقية عن طبيعة وقصة وسيناريو وحوار هذا الفيلم، فتقدمت الشركة ببضع وريقات قليلة بغرض تصوير فيلم سياحي عن مصر، يتكون من عدة مشاهد بدون أشخاص، ولم تقدم الشركة النص الأصلي لسيناريو الفيلم، وبناء على ذلك تم منحها الترخيص بالتصوير داخل البلاد، وقامت بتصوير مشاهد الفيلم الحقيقية «خلسة» .

ولفتت إلى أن الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات السمعية والبصرية شكلت لجنة رقباء ثلاثية، برئاسة مدير الإدارة العامة للرقابة على الأفلام الأجنبية، لمراقبة الفيلم، وقدمت تقريرًا وافيًا عن الفيلم تضمن عرض العديد من الملاحظات التي تؤكد فداحة المغالطات التاريخية المتعمدة التي تسيئ لمصر وحضارتها الفرعونية وتاريخها العريق، في محاولة ليست هي الأولى لتهويد الحضارة المصرية.

وأضاف البيان: «ما سبق يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم، الذي بنيت فكرته على عددٍ كبيرٍ من تزييف الحقائق التاريخية، والمغالطات الفادحة».

وعدد البيان المغالطات التي تضمنها الفيلم، بداية من أن أحداث الفيلم تعود إلى مصر الفرعونية عام 1300 ق.م في مدينة ممفيس، ومن هنا تبدأ أولى المغالطات التاريخية ، حيث يظهر فيه (العبرانيون) على أنهم قضوا في مصر 400 سنة يقاسون فيها ويلات العبودية والسخرة في بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية، ولموجهة هذا الظلم قام موسى (الذي أظهره الفيلم في صورة قائد عسكري) بتكوين جماعات مسلحة من بني إسرائيل لمجابهة المصريين ليحررهم من العبودية .

ثم تطرق إلى مغالطة ثانية مرتبطة بأن مادة الفيلم مستمدة من منظور توراتي إلا أن أحداثها جاءت بعيدة تمامًا عن قصة (نبي الله موسى عليه السلام)، التي وردت في الكتب السماوية الثلاثة .

وأوضح أن هناك مغالطات فادحة في العديد من مشاهد الفيلم، فيظهر طفل صغير عدة مرات على أنه الوحي الإلهي، الذي يرشد موسى إلى الطريق القويم، ويملي عليه وصاياه وعقائده، وكأنه الذات الإلهية الذي تجلى لموسى في طور سيناء .

وأضاف: «الفيلم يقدم صورة غاية في العنصرية ليهود موسى، فلم يقدمهم على أنهم الطبقة المستضعفة في مصر بل قدمهم على أنهم الطبقة القادرة على المقاومة المسلحة، فيقومون بتفجير السفن التجارية ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج» .

«أظهر الفيلم المصريين على أنهم متوحشون، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم في الشوارع، بصورة بشعة، وهذا يتنافى تاريخيًا مع الحقائق التاريخية، فالمصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق وهذه الأحداث ليس لها أي سندٍ تاريخي، فهذه المشاهد لم تحدث نهائيًا ولم يثبت تاريخيا أنها حدثت»، بحسب البيان.

وذكر أن من بين المغالطات أنه بسبب ظلم المصريين ليهود موسى تتوالى اللعنات على مصر (فتتلوث مياه النيل بالدماء، والضفادع، والذباب، والجراد، ليتحول أهل مصر إلى الصراخ، والعويل، والبكاء»، بالإضافة إلى أنه في نهاية الفيلم يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه، لتسأله: (هل عدت وحدك؟) فيرد قائلا: «لقد نجوت بالصفوة»، أي شعب الله المختار، في إشارة عنصرية واضحة .

وقالت لجنة وزارة الثقافة في تقريرها: «مما سبق كنا نود أن نصرح بعرض هذا الفيلم إنتصارًا لحرية التعبير والإبداع، إلا أن هذا قد يؤدي إلى تسريب تلك الأفكار المغلوطة التي يبثها الفيلم، لجيل يستقي معظم معارفه وثقافته عبر تلك الأفلام، والتي تضرب التاريخ المصري في مقتل، ولذلك توصي اللجنة برفض الفيلم، وعدم عرضه في دور العرض المصرية».

وأوضح البيان أنه رغم كل ما سبق، لم يكتف الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة بهذا التقرير، بل شكل على الفور لجنة علمية خارجية برئاسة الدكتور محمد عفيفي وعضوية رئيس الرقابة د.عبد الستار فتحي، واثنين من أساتذة الآثار المصرية، لمشاهدة الفيلم وكتابة تقريرهم عن ذات الفيلم، وجاء تقرير اللجنة العلمية مطابقًا تمامًا لما ورد في تقرير لجنة الرقباء، ليؤكدوا نفس المغالطات التاريخية، ويوصوا بعدم عرض الفيلم نهائيًا لأنه يعطي صورة ذهنية مزيفة وخاطئة ومغلوطة عن تاريخ مصر .

وناشدت «الثقافة»، في نهاية تقريرها، كل أجهزة الإعلام والمواقع الإخبارية، توخي الدقة والحذر فيما تنشره من أخبار تتعلق بهذه القضية، وأن تستقي أخبارها ومعلوماتها حول هذه القضية، من مصادرها الطبيعية في وزارة الثقافة .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك