يوسف شعبان لـ«الشروق»: لعبت أدوارًا يتباهى بها أى فنان مصرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوسف شعبان لـ«الشروق»: لعبت أدوارًا يتباهى بها أى فنان مصرى

يوسف شعبان
يوسف شعبان
حوار - إيناس عبد الله
نشر في: الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 10:45 ص | آخر تحديث: الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 10:52 ص

- لا أخشى دفع ثمن التعبير عن مواقفى السياسية

- أفنيت 40 عاما من عمرى فى الفن لأسعد الناس والبعض فرح بشائعة مرضى

- العندليب اعترض على مشاركتى فى «معبودة الجماهير» وقبل وفاته أصر على رؤيتى ليصالحنى

- نجحت وأنا نقيب للممثلين فى نقل أخبار الفنان من صفحة الحوادث إلى صفحة المجتمع

- حاربونى فى بداية مشوارى لأننى كنت أسرق الكاميرا من أى نجم

الحوار مع الفنان الكبير يوسف شعبان قد لا يحتاج إلى مناسبة، فهو قيمة كبيرة رأسه يمتلئ بذكريات تقترب من نصف قرن، وتاريخه حافل بالأعمال الناجحة، لكن هذه المرة بدأت فكرة الحوار من شائعة ترددت قبل أيام، بإصابته بجلطة فى المخ تهدد حياته، حينها اتصلنا بالفنان الكبير للاطمئنان عليه.. فوجدناه منزعجا للغاية ليس من الشائعة، لكن فيما أبداه البعض من سعادة بسببها، وفق ما يقول.

انفعالات متناقضة ومتتالية ارتسمت على وجه الفنان الكبير يوسف شعبان أثناء الحوار.. فقد كان يجيب على الأسئلة بمشاعره قبل أن يجيب بكلماته.. فيعلو صوته كثيرا معبرا عن غضبه من بعض الأشياء.. ويتحدث بصوت مختنق باكيا وهو يتذكر واقعة بعينها ويهتز المكان بضحكاته حينما يحكى عن مواقف تغلب عليها.. فرغم أن مناسبة الحوار معه هى تلك الشائعة، إلا أنها فتحت الباب أمامه لاستعادة الكثير من الذكربات والمواقف.

كيف استقبلت شائعة نقلك للمستشفى فى حالة حرجة؟

ـــ انزعجت بشدة وحزنت من فرحة البعض بهذه الشائعة وتناقلها بشكل يوحى أنهم سعداء غير قلقين وتساءلت ماذا فعلت لهؤلاء كى يتمنوا لى الموت؟، ألا يتذكرون لى ولو عمل واحد أسعدهم او أرشدهم للحقيقة وقدم لهم رسالة هادفة؟...وهل أفنيت 40 عاما من عمرى هباء، حقيقة تألمت بشدة من هؤلاء رغم أن كثيرين أقلقتهم الشائعة وحرصوا على الاطمئنان علىَّ.

هل تأثرت بهذه الشائعة إلى الدرجة التى تساءلت فيها عن قيمة ما قدمت فى مشوارك الفنى؟

ـــ لا بالطبع انا اعلم ماذا قدمت ولكنى انزعجت من عدم اعتراف البعض بأعمالى، ولكنى اعتز بكل ما قدمت فأنا عاشق للفن ولقد تركت كلية الحقوق وأنا فى الفرقة الثالثة لألتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ولم أعبأ بالسنوات الثلاث التى ضاعت من عمرى فى سبيل ان اكون فنانا صاحب بصمة مميزة وقدمت ادوارا يتباهى بها اى فنان مصرى وحينما كنت نقيبا للممثلين نجحت ان ارسى قاعدة احترام الناس للممثل ونقل اخبار الفنانين من صفحة الحوادث حيث الانحرفات والعصابات إلى صفحة المجتمعات بشكل مشرف، ولم نعد نسمع عن فنان لا يستطيع شراء دواءه.

وماذا عن مشوارك الفنى.. هل كان الطريق ممهدا أمامك أم أنك واجهت عقبات؟

ـــ لا يوجد طريق ممهد لتحقيق النجاح ولكنى سعيد بهذه العقبات ولم أنزعج منها أبدا، فلقد تمت محاربتى فى البداية من بعض الفنانين الذين خشوا على مكانتهم من وجودى خاصة أننى كنت امتلك الحسنيين، كما يقولون، فلقد كنت وسيما إضافة إلى أننى درست التمثيل فى مقابل ان هناك بعض الفنانين كانوا يعتمدون على وسامتهم وهم لا يجيدون القراءة والكتابة وحينما انتشرت أخبار عنى تؤكد اننى ممثل جيد بادر البعض بتخفيض أجورهم لكى يتم الاستعانة بهم وقد تلاعب بعض المنتجين بهذا الموضوع حيث كانوا يهددون النجوم بالاستعانة بى إذا لم يخفضوا أجورهم وكانت محاولاتهم تنجح، ولكن سرعان ما فرضت نفسى واستقر وجودى بين الناس والجميع ادرك اننى بالفعل ممثل جيد.

هل صحيح أن الفنان عبدالحليم حافظ اعترض على وجودك فى معبودة الجماهير لولا تدخل الفنانة شادية؟

ـــ عبدالحليم كان له وضع مختلف لأننى لست مطربا ولا انافسه على شىء كما أن شادية حينما دعمتنى لم تكن تربطنى بها أى علاقة حب أو أى كلام فارغ من هذا الشأن، وانما تمسكت بى لأنها رأتنى مناسبا للدور ومن قبلها كان زوجها الكاتب الراحل مصطفى امين فى هذا الوقت الذى شدد على ضرورة وجودى فى العمل وتغلب على عبدالحليم الذى كان يخشى حينها أن يتعرض لمضايقة من قبل أى ناقد خاصة أننى كنت مشهورا بسرقة الكاميرا وجذب العين فى أى مشهد اشارك فيه مهما كان النجم الذى يقف امامى وقد اعتذرت لحلمى رفلة عن الدور 4 مرات بعد أن تفهمت وجهة نظر عبدالحليم ولم أغضب منه ولكن رفلة رفض اعتذارى وقمنا بتصوير الفيلم.

وكيف كانت العلاقة بينك وبينك عبدالحليم؟

ـــعلاقة عادية جدا فلم نتحدث فى هذا الموضوع طوال التصوير، ولكن بعد عرضه بسنوات وقبيل سفره إلى الخارج لآخر مرة قبل رحيله، فوجئت بالراحل وحيد فريد مدير التصوير وشريك حليم فى شركة صوت الفن وصديقه يتصل بى ويقول إن حليم يريد مقابلتى فى منزله فوافقت فورا وحينما زرته وجدته فى حالة صحية حرجة جدا وفوجئت به يتحدث معى عن ما حدث فى فيلم معبودة الجماهير طالبا منى ان أسامحه وهنا لم أتمالك نفسى وقمت باحتضانه وقلت له إننى كنت ولا زلت مستوعبا موقفه ولم أغضب منه يوما.

وواصل كلامه باكيا: هذا هو الفنان الحقيقى صاحب الاحساس المرهف والأخلاق الحميدة والصدق مع النفس فلقد حرص على مقابلتى ليبرر موقفه حتى لا أكون غاضبا منه، كم نفتقد هذه الاخلاق كثيرا هذه الايام؟

ما هو الفيلم الذى يعتبر نقطة تحول فى حياتك وهل أنت تتفق مع من يؤكد ان فيلم ميرامار هو الذى يعد الانطلاقة الحقيقية لك؟

ـــ لا اعلم ما هو الفيلم الذى يعتبر نقطة تحول لى ولا ألتفت فى الحقيقة لهذه الموضوعات فأنا احرص فى كل عمل ان انتقى دورى جيدا وان اجيد فى ادائه وعلى الجمهور والنقاد التقييم، ولميرامار قصة ربما هى التى دفعت البعض لان يختاروه بالتحديد حيث سألوا الكاتب الراحل صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ وهو صاحب القصة الاصلية للفيلم عن اكثر الممثلين فى هذا العمل اجادة للدور المسند اليه وقالوا ان الجمهور والنقاد اتفقوا على فنانين هما يوسف بك وهبى ويوسف شعبان ولكنه قال ان يوسف وهبى لعب دور طلبه مرزوق كيوسف وهبى اما يوسف شعبان فاستطاع ان يعكس لى شعبان البحيرى كما كنت اهدف بالضبط لذا فهو احسن ممثل فى هذا العمل وقد كانت هذه شهادة لا زلت اعتز واحتفظ بها حتى الآن.

وما سر إقبالك على أدوار الشر؟ وما تأثير هذه الأدوار على شعبيتك بين الناس؟

ـــ أدوار الشر قدمت بجانبها أدوار الخير وإن كنت لا أقدم الشر المطلق أو الخير المطلق فلا يوجد إنسان ملاك أو إنسان شيطان بل يجمع بين الاثنين ولكن فى النهاية تغلب عليه صفة دون أخرى. والناس تعلم أنه تمثيل وإلا يكون مكانى السجن والإعدام إذا قمت بارتكاب جريمة قتل فى أى عمل شاركت فيه، والذين لا يصدقون أن ما نقدمه هو تمثيل هم فئة قليلة للغاية، ومع كل أقول فإن شخصية محسن ممتاز التى لعبتها فى رأفت الهجان مسحت أى تأثير لأدوار الشر لدى الناس الذين عشقوا هذه الشخصية وارتبطوا بها كثيرا.

وماذا عن المغرب والجدل الذى اثير مؤخرا بعد تصريحاتك ان حسن البنا يهودى مغربى؟

ـــ الضجة التى اثيرت سببها الاخوان الذين نقلوا جزءا من تصريحاتى للوقيعة بينى وبين الشعب المغربى ولكن سرعان ما حرص الاعلام المغربى على نقل كلامى كاملا عن حسن البنا ولم أهدف من ورائه الاساءة للمغرب فمن المعروف ان بالمغرب عددا كبيرا من اليهود كما كان فى مصر قبل أن يطردهم جمال عبدالناصر، وهذا لا يضيرهم فى شىء فلم أقل إن بها صهاينة، فاليهودية ديانة سماوية ولا زلت مصرا على رأيى أن حسن البنا يهودى وليس مسلما وكانت له اغراض دنيئة يدعمها الاحتلال البريطانى فى هذا الوقت.

عاصرت ناصر والسادات ومبارك والسيسى.. أى من الحكام تناصر؟

ـــ لا أحد منهم، فأنا أناصر الشعب المصرى لأنه وحده الذى يدفع خطأ نظامه الحاكم وهو الذى يعانى ويتجرع الآلام، وعليه لا أخشى إعلان موقفى السياسى بكل وضوح وآرائى فيما يحدث.

• ولكنك صرحت مؤخرا ان سبب عودتك للمسرح مرة أخرى هى تلبية لدعوة السيسى مما فهم للبعض أنك تسانده؟

ـــ قلت إن السيسى كلف المصرى كل فى مكانه بضروة العمل والابداع لمصلحة مصر وليست لمصلحته هو، وعليه تنفيذ هذا التكليف واجب وطنى فنحن بحاجة إلى بناء هذا البلد من جديد فلقد هرمنا من أجل هذه اللحظة وهذا لا يعنى ابدا اننى اغازل النظام.

أخيرا رغم مشوارك الفنى ورحلة عطائك التى تحتوى أكثر من مائة فيلم إضافة لكثير من المسلسلات والمسرحيات الا أن اسمك لم يتصدر ولو مرة واحدة أفيش أى عمل فما السبب؟

ـــ العمل الذى يعتمد على بطولة منفردة هو عمل فقير فنيا وأنا أرفض الاشتراك فى أى عمل فقير والتمثيل لا يحلو أبدا الا بوجود ممثلين رائعين أمامى يجيدون فى أدوارهم فأجيد فى دورى وتكون هناك مباراة فنية رائعة ولذا انا اعتبر أننى نجم فى كل أدوارى والناس كلها تشهد على هذا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك