«الفيل الأزرق» يعيد «بريق» السينما الجادة لموسم العيد - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الفيل الأزرق» يعيد «بريق» السينما الجادة لموسم العيد

لقطة من فيلم «الفيل الأزرق»
لقطة من فيلم «الفيل الأزرق»
محمود مصطفى وأحمد السنهورى:
نشر في: الأربعاء 30 يوليه 2014 - 2:04 م | آخر تحديث: الأربعاء 30 يوليه 2014 - 2:09 م

جولة بدور العرض تكشف تقدم الفيلم.. و«الحرب العالمية الثالثة» ينافس

الجمهور: «الفيل الأزرق» حقق المعادلة الصعبة قصة وتمثيلًا وإخراجًا.. ويمكن وصفه بالعالمى

الحجز مقدمًا.. وعودة السوق السوداء أمام شباك التذاكر

لا يمثل فيلم «الفيل الأزرق» تطورا كبيرا فى تركيبة موسم عيد الفطر السينمائى، فقط، لكنه نجح بالفعل فى خلق ظاهرة جديدة هذا الموسم بتقدمه فى سباق شباك التذاكر أمام مواجهة الكوميديا، التى ظلت «أيقونة» هذا الموسم.

الفيلم الذى ينتمى لنوعية من الأفلام ذات العيار الثقيل، سواء من حيث الشكل والمضمون أو الإنتاج، يحمل رؤية لسينما عميقة وجادة، والتجربة تمثل بحق تحديا لصناعها من نجوم وتأليف وإخراج، كونه ينافس بقوة فى موسم عرف بنوعية مألوفة من الأفلام الكوميدية الخفيفة.

بينما يعزف «الفيل الأزرق» على وتر سينما جادة مأخوذة عن عمل أدبى، هو رواية تحمل نفس عنوانه للكاتب أحمد مراد، الذى كتب السيناريو والحوار له فى تجربة يصفها بالثرية، وهو ما بدا واضحا من خلال جولة قامت بها «الشروق» فى عدد من دور العرض، ورصدت الإقبال الجماهيرى عليه منذ اللحظة الأولى لطرحه.

وقال عبدالرحمن عمرو، من أمام إحدى دور العرض، متحدثا عن «الفيل الأورق» إنها أول مرة منذ فترة طويلة أذهب لمشاهدة فيلم متميز فى العيد، فدائما ما تكون هناك أفلام سينمائية تافهة، ليس بها مضمون أو هدف يتم طرحها فى دور العرض اعتمادا على ذهاب الجمهور الكثيف خلال العيد للسينما بشكل اعتيادى، وهو ما يجعل نوعية تلك الأفلام تعتمد على الأغانى والإسفاف لجذب الجمهور لها، ولكن بالنسبة للفيل الأزرق فقد حقق المعادلة بتوافر جميع العناصر، التى تساعد على نجاحه.

متفقة معه فى الرأى تقول منة الله مصطفى، التى اصطحبت شقيقتها الصغرى منار لمشاهدة الفيلم، وتقول: إن كريم عبدالعزيز عاد بقوة من خلال ذلك العمل الجيد، فعلى الرغم من وجود أفلام عديدة بدور العرض إلا أن الفيل الأزرق استطاع أن يجذب المشاهد له، فجميع أبطال العمل نجوم، سواء فى الدراما أو السينما وبالتأكيد لهم معجبون كثيرون؛ لذلك أرى أن هذه التوليفة تجذبنا له وتعطى انطباعا جيدا بأننا أمام عمل هادف ومهم، خاصة أفلام النجم كريم عبدالعزيز الذى عودنا دائما على أن يقدم الأعمال المتميزة، فبمجرد أن علمنا أنه يصور مشاهد الفيلم حتى انتظرنا طرحه فى السينما بفارغ الصبر.

أما محمد مراد وشقيقه مجدى، فقالا عقب مشاهدة الفيلم إن العمل يحترم عقلية المشاهد فى وقت أصبحت السينما فيه ليس بها احترام، وأصبحت تنتج أفلاما لشريحة معينة من الناس، وأصبحت معتادة بشكل جعلنا نمل من تلك الأفلام، التى تعتمد على المعارك والأسلحة، التى جعلت الأطفال والشباب يتبعون تلك الأفعال من أبطال العمل، والتى تسيئ إلى سمعة السينما فى مصر ولصناعها، بينما فيلم الفيل الأزرق يعتبر البداية الحقيقية لإعادة السينما الهادفة، وهو ما يحتاجه جمهور السينما بعد سلسة من الأفلام الهابطة.

المهندس محمد المليجى، الذى اصطحب عروسه لمشاهدة الفيلم، قال: من النادر أن نجد أفلاما لها طابع العالمية، وأنا على وجه الخصوص أحب هذه النوعية من الروايات، التى قرأتها واستمتعت بأسلوب أحمد مراد الراقى، الذى كتب الرواية، فضلا عن أننى أحب أفلام كريم عبدالعزيز ونيللى كريم، فما بالك عندما يجتمعان فى فيلم واحد.

وأضاف: الفيلم يحتوى على مشاهد قتل كثيرة إلا أنها غير مقززة، كما كنا نشاهد فى أفلام أخرى.

فيما قالت منى عادل: بمجرد أن بدأت أحداث الفيلم شعرت أنا وكل من معى أننا بصدد عمل قيم، وما أن توالت الأحداث وبدأت العقدة الدرامية تظهر على الشاشة حتى تحول الفيلم إلى العالمية.

وأضافت: الفيلم يحتوى على العديد من العناصر، التى تؤهله إلى النجاح مثل جودة القصة وأسماء الأبطال، بالإضافة إلى الإخراج المتميز.

المهندس عمرو حسين أعرب عن سعادته بمشاهدة الفيلم، مشيرا إلى أنه كان ينتظره بفارغ الصبر بمجرد أن شاهد العرض المسرحى، الذى أقيم فى ساقية الصاوى للقصة نفسها، وقال: كنت على ثقة أننى بصدد فيلم سيكون علامة مهمة فى تاريخ السينما المصرية؛ لأنه يحتوى على جميع عناصر النجاح والتميز.

وتدور أحداث رواية مراد حول الشيزوفرينيا، التى أصابت «يحيى» بطل العرض، والتى جعلته لا يدرك إذا كان ميتا أم أنه ما زال على قيد الحياة، فهو يسعى دائما لأن يفقد الوعى من خلال احتسائه النبيذ طوال خمس سنوات لم يخرج فيها من المنزل، حتى أنه يلجأ فى النهاية للحصول على جرعة جديدة من حبة «الفيل الأزرق»، التى تساعده على التخلص من الواقع وتنقله بدورها إلى عالم اللا وعى مرة أخرى متنشيا، ومتسائلا: لماذا حرم الله المخدرات؟

جسد وشم «التاتو»، الذى دقته الساحرة على يد «لبنى» مستخلصة إياه من أحد الكتيبات الفرعونية القديمة دور البطولة الموازية لأبطال الرواية بما يعود به من شر على الجميع، لأنه يعمل على تحسين العلاقة الزوجية لمدة 20 يوما فقط، ثم ينقلب على عقبيه ليؤذى كل من حوله من خلال سيطرة العالم السفلى عليهم فيجد «يحيى» نفسه أسيرا للحوار، الذى يدور بينه وبين «عم سيد»، الذى فارق الحياة منذ أربع سنوات بعدما قطعت شجرة الكافور المزروعة فى منزله.

ويصاب «شريف» صديق «يحيى» بمس من الجن، فيقتل زوجته «بسمة» ثم يقتله «يحيى» مرات متعددة، ويقتل «شريف» حبيبته بعد أن عرف بخيانتها له، وبين دقيقة والأخرى يطل صوت العلم متمثلا فى د.صفاء وصوت الضمير متمثلا فى «يحيى» تارة و«شريف» تارة أخرى، ثم «لبنى» و«سامح» و«مايا» و«ديجا» مرات متعددة، بينما تظهر بعض الاستعراضات الراقصة للتعبير عن الحالة المزاجية لهؤلاء المرضى النفسيين.

أحمد مراد: تابعت الأبطال خلف الكاميرا لرصد الجوانب النفسية للشخصيات

قال المؤلف الشاب أحمد مراد معلقا على النجاح الكبير، الذى حققه فيلمه «الفيل الأزرق» خلال الأيام الأولى لعرضه: تعمدت فى هذه الرواية أن أحدث تداخلا ملموسا بين العديد من الأحاسيس الإنسانية والحقائق العقلية، وعن سير الواقع مع الخيال فى خطوط متوازية قد تتقاطع وتتلاقى فى بعض المواقف، التى تنتهى بعدم انتصار أى من الطرفين على الآخر.

وأضاف: الفيلم بسط تلك الفكرة واختزلها فى بضعة مشاهد متلاحقة عبرت عن مضمون الرواية.

وتابع مراد: كنت أنتظر الرؤية الإخراجية « للفيل الأزرق» فى السينما بفارغ الصبر وهى الرؤية التى عمقها المخرج مروان حامد بشكل مختلف من خلال إنتاج ضخم وأداء فنى احترافى.

وأوضح: كنت أحرص على التواجد أثناء التصوير خلف كاميرا لأرصد مدى تركيز فريق عمل الفيلم على إبراز جوانب الرواية النفسية الخفية للأبطال، غير أننى كنت مجرد متابع فقط، ولم أتدخل نهائيا فى ذلك التناول السينمائى، الذى رضيت عنه تماما.

 

اقرأ أيضًا..

نقاد: نجاح الفيلم دعوة لصناع السينما لتجديد أنفسهم باستمرار



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك