بعد سنوات كثيرة من العمل الجاد اخيرا صعد «ماهرشالا على» إلى النجومية بحصوله على جائزة الاوسكار افضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «ضوء القمر»، وهى ليست الجائزة الوحيدة التى حققها على من وراء دور تاجر المخدرات طيب القلب فى فيلم «ضوء القمر» فقد حصل على اول ترشيح له لجائزة الجوادن جلوب والبافتا، كما فاز بجائزة ساج كافضل ممثل مساعد.
وصرح ماهرشالا لموقع راديو تايمز ان السبب فى اهتمامه بالفن والتمثيل هو تأثره بوالده، مؤكدا على أنه كان له تأثير قوى على حياته «انفصل والدى عندما كان عمرى ثلاث سنوات وتوفى عندما كان عمرى 20 عاما لذلك استطيع ان احصى المرات التى رأيته فيها، وعلى الرغم من انه شخص لم اكن اراه كثيرا ولكنه كان له تأثير قوى جدا على حياتى».
ففى عام 1977 فاز فيليب والده فى مسابقة رقص وانتقل إلى نيويورك حيث بدأ عملا ناجحا فى برودواى، وكان «على» يذهب إلى رؤيته لبضعة اسابيع فى كل صيف الا ان هذه الزيارات تركت اثرا لا يمحى من ذاكرته وحياته كلها «كان يأخذنى إلى المسرح، إلى المتاحف، الى برودواى، والى افلام سودربرج، وكان دائما يشعر بالغضب من المخرج وودى آلن؛ لأنه لم يكن هناك اشخاص من اصحاب البشرة السوداء فى افلامه، واذا قدم سبايك لى او روبرت تاونسند فيلما كنا نذهب ونشاهده فى اول اجازة، كان يقوم بتثقيفى لمدة الاسبوعين او الثلاثة التى كنت اراه فيها، ثم اعود إلى هايوارد التى كانت طبيعية جدا بالمقارنة مع ما تعرضت له وشاهدته، بالفعل اشعر وكأنه زرع البذور وانا افكر فيه كثيرا».
ثم اضاف «عندما تفكر فى ما تريد القيام به فى الحياة عليك أن تسال نفسك: ما هى اعلى نقطة يمكننى الوصول اليها؟ ولكن بعد ان تعمل لمدة 23 عاما تشعر انه امر غريب ان تحصل على أى تقدير، وعند نقطة معينة تتوقف عن الاعتقاد فى ان يكون هذا احتمال».
وكان لدى «على» احلام كثيرة منها ان يكون لاعب كرة سلة وشاعرا، ولكنه قال انه يشعر ان رسالة «ضوء القمر» جاءت فى وقتها: «بالفعل انا سعيد اننا قدمنا هذا الفيلم الآن».
وفيلم «ضوء القمر» لم يكن الانطلاقة الأولى له، فقد جاء بعد سنوات من العمل التليفزيونى والقيام بأدوار صغيرة فى الافلام، والدور الذى فتح له الابواب حقا كان فى مسلسل «House of Cards»، والآن لديه دور لا ينسى فى فيلم «Hidden Figures» الذى كان مرشحا ايضا لجائزة الاوسكار افضل فيلم، ولكن الاكثر اهمية الآن بالنسبة له هو دوره فى فيلم «ضوء القمر».
ثم تحدث على عن اعتناقه الاسلام قائلا «فى عام 1999 كان لى الفرصة اخيرا لاختبر لماذا أؤمن بما أؤمن به» ثم اضاف «فقد اردت السلام الروحى»، ثم قرأ كثيرا ولكن كان له رد فعل قوى للصلاة عندما زار المسجد: «شعرت وكأنها علامة الحياة».
وفى النهاية يرى ان هناك اسبابا كثيرة للتفاؤل «كافراد فى كل الميادين، يجب ان ننتزع الطاقة من الثقافة ونجس نبض العالم وفى اثناء ذلك نستطيع ان نقدم بعضا من افضل الاعمال فى عصرنا، وفى المقابل آمل ان هذا يستطيع ان يلهم الناس ليكونوا الافضل».