مقتدى الصدر يسعى إلى ترسيخ موقعه عبر المطالبة بإصلاحات في العراق

آخر تحديث: الأحد 1 مايو 2016 - 3:31 م بتوقيت القاهرة

بغداد - الفرنسية

يطرح رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية واسعة لدى فقراء الشيعة نفسه بطلا للإصلاح في العراق الغارق في أعمال العنف والفوضى منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003.

وقال أحمد علي، الباحث في معهد الدراسات الإقليمية والدولية في الجامعة الأمريكية في العراق إن "الصدر يحظى بشعبية واسعة لدى الطبقات الشيعية الشعبية ويستخدم هذه الميزة لترسيخ نجاح حركته".

و«الصدر» المستدير الوجه الذي غزا الشيب لحيته، زعيم إحدى الحركات الشيعية الأكثر أهمية في العراق، والممثلة منذ سنوات في البرلمان على الرغم من انتقاد مؤيديه للمؤسسة السياسية التي يشاركون فيها.

ولد «الصدر» الذي يقول مقربون أنه سريع الغضب، وقليل الإبتسام، في مطلع السبعينات في الكوفة جنوب بغداد، وهو نجل محمد محمد صادق الصدر، أبرز المتشددين الشيعة المعارضين للرئيس الأسبق صدام حسين، الذي قتله مع اثنين من أبنائه العام 1999.

ووالد «مقتدى»، هو أحد أبناء عم محمد باقر الصدر، المفكر البارز الذي أعدمه صدام مع شقيقته نور الهدى عام 1980.

ومنح هذا النسب المرموق اندفاعة لـ «مقتدى» اعتبارا من عام 2003، حين برز اسمه بعدما أسس وحدات مسلحة تضم عشرات الآلاف من الشبان الشيعة تحت اسم "جيش المهدي".

وسرعان ما خاضت هذه الميليشيا معارك ضد القوات الأميركية في النجف في أغسطس 2004 أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ألف من أنصار «الصدر» الذي اعتبرته وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2006 من أكبر التهديدات التي تعيق استقرار العراق.

- معاد للاحتلال الأمريكي -

توارى «الصدر» عن الأنظار أواخر عام 2006، ولم يعرف مكان إقامته حتى عودته إلى حي الحنانة في النجف، حيث مقر إقامته في بداية العام 2011، ليتبين لاحقا ـنه أمضى أكثر من 4 أعوام في مدينة قم الإيرانية لمتابعة دروس في الحوزة الدينية.

لكن جيش المهدي، الجناح العسكري للتيار الصدري، خاض معارك قاسية مع القوات الأمريكية والحكومية العراقية ربيع العام 2008 في البصرة، ومدينة الصدر، قبل أن يأمر مقتدى الصدر في أغسطس 2008 بحل هذه الميليشيا من دون أن يتخلى عن تأكيد معاداته "للاحتلال الأمريكي".

ويتمتع «الصدر» بشعبية واسعة في أوساط فقراء الشيعة، وخصوصًا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية في بغداد، وخاض اللعبة السياسية في العراق الجديد من خلال المشاركة في حكومة نوري المالكي، قبل اتخاذ قراره باستقالة وزرائه الستة عام 2007.

لكن «الصدر» عاد وانخرط بقوة في السياسة عام 2010، حين لعب دورا حاسمًا للخروج من الازمة المرتبطة بعدم قدرة الأطراف على تشكيل حكومة ائتلافية في البلاد.

ورغم حقده على «المالكي» بسبب الحملة العسكرية عام 2008 ضد جيش المهدي، إلا أنه اختار تقديم الدعم له مانحًا إياه ميزة حاسمة على منافسيه (خلال فترة محدودة).

ومع ذلك، فإن الزعيم الشيعي، ينتقد بانتظام «المالكي» متهما إياه بـ "الكذب" والتصرف مثل "ديكتاتور". وفي عام 2012، حاول عبثا سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء مع مسؤولين عراقيين آخرين.

- القضاء على الفساد -

وتناوب «الصدر» بين فترات من الإنسحاب ظاهريًا من الحياة العامة، وتكريس نفسه لمزيد من الدراسة في حوزة النجف، ودعوة أنصاره علنًا إلى الاعتصام خارج المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد.

وكان قد صرح في مارس الماضي، في النجف "لقد حان الوقت بالنسبة لكم للقضاء على الفساد والمفسدين".

وطوال أسبوعين، اعتصم الآلاف من أنصار الصدر في المنطقة حيث تتمكرز مؤسسات السلطة للمطالبة بحكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها حيدر العبادي، الذي خلف «المالكي» في منصب رئيس الوزراء.

وقد دخل «الصدر» شخصيًا إلى المنطقة الخضراء في 27 مارس، بهدف مضاعفة الضغوط على البرلمان والحكومة.

ولـ «الصدر» الذي يرفع سبابة يده اليمنى خلال خطاباته، مكاتب سياسية في معظم لأنحاء البلاد، ويمثل تياره 32 نائبًا في البرلمان، وثلاثة وزراء في الحكومة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved