«لا أبيض ولا أسود»..اللون الرمادى يخيم على «القاهرة السينمائى»

آخر تحديث: الجمعة 1 ديسمبر 2017 - 9:02 ص بتوقيت القاهرة

كتب - أمجد مصطفى

• غضب فى قاعات العرض.. وحضور النجوم فرقعه إعلامية.. وحفل الافتتاح أزمة كل عام

• انتفاضة السينمائيين ضد الإرهاب.. والافلام العربية.. وتكريم الراحلين.. وبرنامج الندوات الرئيسية «4» نقاط مضيئة فى الدورة 39

• اختيار خاطئ للإعلان عن استقالة رئيس المهرجان تسبب فى إثارة حالة من التوتر

رغم أن مهرجان القاهرة السينمائى مر خلال السنوات الاخيرة من عمره ببعض العثرات والمشكلات نتيجة أن ميزانيته أصبحت محدودة بالمقارنة بأى مهرجانات أخرى سواء عربية أو عالمية مما انعكس على قدرة المهرجان المصرى فى مواصلة المنافسة مع المهرجانات الأخرى، إلا أن المهرجان ما زال يتمتع ببعض المقومات التى تجعل الكثيرين ما زالوا يثقون فيه وفى قدرته على العودة . هذه الدورة كانت تحمل اللون الرمادى فهى ليست حالكة الظلام، كما أننا لا يمكن أن نمنحها الدرجات كاملة. هى دورة لا يمكن أن نقيمها فقط بمستوى الافلام التى تقدم، لأنها لو قورنت بأفلام أخرى تقدم فى مهرجانات أخرى فالنتيجة ليست فى صالح القاهرة السينمائى، لكن هناك فعاليات أخرى ربما تتفوق على مهرجانات أخرى لأن المهرجانات ليست أفلاما فقط لكن هناك أمورا أخرى مثل الندوات التى عقدت على هامش المهرجان. كما أن حضور الضيوف المصريين أو الاجانب له درجة فى التقييم العام.

** الافتتاح.. أزمة المهرجانات المصرية
لم يخرج حفل الافتتاح بالصورة التى تصور البعض خروجه بها فى ظل دخول قناة مثل الـ «دى ام سى» كراعى رسمى وشريك أساسى للمهرجان، فقرات الافتتاح التى كانت نجمتها أصالة لم تكن جيدة خاصة أداء أصالة لنشيد الفن، كما أن اختيار آسر ياسين استقبله البعض برفض نتيجة أدائه غير الجيد على حسب تقييم النقاد والصحفيين، أيضا طول فترة الافتتاح، وتأخر موعده لقرابة الساعتين، كلها أعطت مؤشرا أن الحفل لم يكن على مستوى الحدث، أيضا شاشة العرض جعلت مخرج فيلم الافتتاح يعترض بشدة وطالب بوقف العرض وهو أمر وضع إدارة المهرجان فى حرج بالغ وتم إلغاء العرض والاعتذار للمخرج هانى أبو أسعد.

** حضور النجوم فرقعة إعلامية
حاول البعض أن يضخم من حضور عدد كبير من النجوم، لكن المتابع للفعاليات يتأكد أن الذين ظهروا فى حفل الافتتاح من الاسماء الكبيرة حضورهم لم يكن مفاجأة لانهم أغلبهم حريص على التواجد فى المهرجانات المصرية مثل يسرا رئيس شرف المهرجان وإلهام شاهين وليلى علوى وأحمد عز وأحمد حلمى ومنى زكى وهند صبرى المكرمة وماجد الكدوانى وسمير غانم المكرمين ومصطفى فهمى وحسين فهمى رئيس لجنة التحكيم ولبلبة، أغلب هذه الاسماء لا يتأخرون عن حضور أى مناسبة سينمائية فى مصر، فلم نشاهد مثلا عادل إمام المقاطع للمهرجان منذ سنوات طويلة جدا.
أيضا غاب النجوم عن حضور الفعاليات اللهم إلا بعض الندوات التى حضروها كمتحدثين فيها، لكننا لم نشاهد أى نجم فى أى فيلم أجنبى ولو على سبيل التواجد.

** ندوات المهرجان تنديد بالارهاب والعنف ضد المرأة
يحسب للمهرجان أنه قدم ندوتين رئيسيتين الاولى تزامنت مع اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، الذى حل يوم 25 نوفمبر، وتم تنظيم يوم بأكمله بدأ بتوزيع شارات رمزية بيضاء، قبل دخول عروض الأفلام، للتعبير عن تضامن ضيوف المهرجان، مع القضية، كما نظم المهرجان ندوة إدارتها الناقدة ماجدة موريس، تناولت خطورة ظاهرة العنف ضد المرأة، وأسبابها، والدور الذى ينبغى أن تلعبه السينما فى زيادة الوعى بحجم المشكلة، والتنديد بمظاهر العنف التى تتعرض لها المرأة فى العالم بأسره.
وشهدت الندوة التى أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة انتفاضة ضد الفكر المتطرف، واستنكرت الندوة ما يفعله الإرهابيين فى الأبرياء وتفجير مسجد للعبادة راح ضحيته 305 من الشهداء، وأكدت الفنانة يسرا أن الإرهاب لا دين له، ومحاربته بالفن شىء ضرورى، وأن المرأة المصرية التى فقدت زوجها وابنها وبعض من أسرتها فى الحادث، قوية وعندها إرادة لمواصلة الحياة.
وقالت الفنانة إلهام شاهين أنعى الأسرة المصرية فى الحادث الأليم الذى شاهدناه وقالت إن القوانين التى تعاقب من يقوم بالعنف ضد المرأة تحتاج إلى تعديل.
وأضافت: أطالب بإعدام الأب الذى اغتصب ابنته، والإعلام عليه دور كبير، لأننى أشاهد فى الفترة الأخيرة ضيوفا بعيدة عن الحقيقة، وفى إحدى حلقات طونى خليفة استضاف شيخا يبيح زواج الطفلة التى تبلغ ٩ سنوات، وهذا خطر على المجتمع، وفيلم لحم رخيص يتحدث عن قضية حقيقية، ويوجد منطقة موجودة فى مصر معروفة بزواج البنات للقادرين ماليا، ويوجد أسر تبيع أولادها، وحاولنا فى الفيلم أن ندق ناقوس الخطر، وأتمنى أن يقر مجلس الشعب بقوانين شديدة فى بنوده لمحاكمة صارمة لكل من يغتصب أو يتحرش بالمرأة.
بينما شهد الأحد الماضى الندوة التى ينظمها المهرجان بعنوان «تحديات السينما المصرية»، وأدارها الناقد السينمائى خالد محمود، وتبحث حاضر ومستقبل صناعة السينما المصرية، كما ناقشت المستجدات التى طرأت على الساحة،و تداعياتها السلبية على الصناعة؛ كالاحتكار، والقرصنة، والضرائب، والمشكلات المتعلقة بالانتاج والتوزيع فى الداخل والخارج .حضرها مجموعة من صناع السينما والمسئولين منهم العدل وخالد عبدالجليل ومجدى أحمد على وطارق العريان وحسن القلا وأنطوان زند ود. ميرفت أبو عوف ود. عمرو شكرى ومجموعة من النقاد.

** عدم رضا جماهيرى عن قاعات العرض
جمهور المهرجان شعر بحالة من عدم الرضا نتيجة تخصيص شباكين فقط للتذاكر مما جعل هناك ازدحاما شديدا إلى جانب أن تغيير الافلام فى اللحظات الاخيرة أيضا سبّب نوعا من الغضب، إلى جانب شكوى عامة من شاشات العرض خاصة سينما الهناجر لكون القاعة فى الاساس مخصصة للعروض المسرحية.
غياب طلاب معاهد السينما ودارسى هذا الفن كان واضحا ويبدو أن هناك حالة من عدم التواصل بين المهرجان وطلاب معاهد السينما والتمثيل والفنون المسرحية.
اختيار المخرج هانى أبو أسعد فى لجنة التحكيم الدولية للمهرجان، وهو أول مخرج عربى يقوم بإخراج فيلم من إنتاج شركة «فوكس للقرن العشرين» وهى واحدة من أكبر شركات الإنتاج الفنى والتوزيع حول العالم.
قدم المهرجان تحية خاصة لمن فقدناهم خلال العام من خلال الندوة التى تقام اليوم وتستعرض سير المبدعين الراحلين: الناقد السينمائى سمير فريد، المخرج المصرى محمد كامل القليوبى، المخرج اللبنانى جان شمعون بالاضافة إلى النقاد المصريين أحمد الحضرى، مصطفى درويش، فوزى سليمان، يعقوب وهبى ومحمد عبدالفتاح.
حرص «القاهرة السينمائى» على استقطاب عدد من أهم الأفلام العربية، التى أنتجت حديثا، والحصول على حق عرضها فى المهرجان؛ على رأسها الفيلم التونسى «تونس فى الليل» للمخرج إلياس بكار فى عرضه الدولى الأول خارج تونس، الفيلم السورى «طريق النحل» للمخرج الكبير عبداللطيف عبدالحميد أحد أهم مخرجى سوريا عبر تاريخها، الفيلم الفلسطينى «اصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلى فى مهرجان برلين السينمائى، الفيلم المغربى «عرق الشتاء» للمخرج حكيم بلعباس المشارك فى مهرجان تورنتو السينمائى وعشرات المهرجانات الدولية والفيلم اللبنانى «محبس» للمخرجة صوفى بطرس.. أحد أنجح الأفلام اللبنانية التى عُرضت خلال العام الحالى.

** استياء من «الجايدة» التونسى
أثار فيلم «الجايدة» التونسى حالة من الجدل بين النقاد والجمهور حيثُ طرحت مخرجة الفيلم سلمى بكار فكرة المساواة فى المواريث، وهو ما أثار غضب الجمهور والحاضرين، نظرا لأن الفكرة تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وردت بكار على مهاجميها فى الندوة، أنها لها مطلق الحرية فى طرح القضايا التى تريدها، لافتة إلى أن الأمر قابل للنقاش والتطوير حسب ظروف المجتمع.
وتحدثت بكار عن الفيلم قائلة: الفيلم استغرق سنوات لإعداده نظرا لأن القضية جريئة فى محتواها، كتبت الفيلم فى 2007، ثم توقفت واستكملت الكتابة مرة أخرى فى 2010، وكان يُصادف حينها عام ٢٠١٢ تصاعد التيار الإسلامى بتونس، فبدأت بدمج الأحداث مع الفكرة الأساسية للفيلم، حتى أنهيت من كتابته فى 2016 بعد بحث دينى فى المذاهب والقانون.
وعن مشهد انتحار إحدى بطلات الفيلم قالت: هذا المشهد يدعم فكرة تحرر المرأة، التى لم تستطع التغلب على معاناتها بالتخلص من زوجها العجوز فى عهود سابقة بالدولة سبقت عام ١٩٥٦.
خيم الحزن على أروقة المهرجان بعد حادث مسجد الروضة فى سيناء وقام الضيوف العرب والأجانب بتقديم التعازى لمصر كما أكدوا على دعمهم لمصر فى مواجهة الارهاب.
قبول استقالة مديرة المهرجان ماجدة واصف كان حديث الصباح والمساء فى أروقة المهرجان، وكان بمثابة القنبلة، ليس بسبب الاستقالة أو قبولها من الوزير حلمى النمنم، ولكن بسبب توقيت الاعلان عن قبولها وسط فعاليات المهرجان، تبع اعلان قبول الاستقالة، استقالة جماعية من العاملين فى المهرجان الذين أبدوا استياءهم الشديد من توقيت الاعلان عنها تضامنا مع رئيس المهرجان، البعض أيضا عاتب على أن ماجدة واصف هاجمت وزارة الثقافة فى بعض الحوارات الصحفية والتى لمحت فيها بالاستقالة.
أعربت د. ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن حزنها الشديد للحادث الإرهابى الذى استهدف المصلين عقب صلاة الجمعة بمسجد الروضة فى مدينة العريش، مؤكدة أن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 39 مستمر ولم نستسلم للإرهاب وجريمته الخسيسة.

**فى الختام
استضافت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى ثلاثة من النجوم العالميين فى حفل الختام هم نجوم نيكولاس كيدج، وهيلارى سوانك، وأدريان برودى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved