مواقف القاهرة والجيزة تحت سطوة «بلطجية السرفيس».. و«المرور» غياب
آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2017 - 10:11 ص بتوقيت القاهرة
كتب ــ مصطفى حمدى:
السائقون يقطعون المسافات ويرفعون تعريفة الركوب لتحصيل «ضعف الأجرة».. حلوان والصف وفيصل والهرم يتصدرون قائمة المخالفين.. والمواطنون يطالبون بتدخل الحكومة والرقابة على المواقف
سائق للركاب: «اللى مش عاجبه ينزل».. خبير مرورى: غياب الرقابة وراء تفشى الظاهرة.. ومصدر بـ«مرور الجيزة»: تشكيل فرق للوجود بالميادين ومواقف النقل
يفرض سائقو السرفيس والأتوبيسات الخاصة فى محافظتى القاهرة والجيزة سطوتهم على المواقف، ويضعون قوانينهم الخاصة فى ظل غياب الرقابة من إدارات المرور؛ حيث رفعوا تعريفة الركوب التى أقرتها الحكومة عقب الزيادة التى أقرت على المنتجات البترولية، إضافة إلى «تقطيع خطوط السير» إلى أكثر من مسافة لتحصيل «أجرة» مضاعفة من المواطنين.
تسبب انتشار تلك الظاهرة فى حالة من الغضب بين المواطنين، والذين طالبوا الأجهزة الأمنية بضرورة إحكام الرقابة على مواقف السرفيس وضبط السائقين المخالفين، وكشفت معايشة «الشروق» لعدد من سيارات الأجرة بشوارع حلوان وفيصل والهرم والجيزة والإسعاف وعبدالمنعم رياض وإمبابة، العديد من تلك المخالفات.
ففى القاهرة، يقطع سائقو المواصلات المسافات على خطوط سير حلوان للصف التى تقع فى جنوب الجيزة، ومخالفة خط السير المقرر؛ حيث تصبح من حلوان إلى الأوتوستراد أو الأخصاص أو غمازة الصغرى، ونادرا ما تجد من الصف حلوان مباشرة، بنفس قيمة الأجرة بعلم مسئولى السرفيس، وتتكرر نفس الظاهرة على خط سير ميدان عبدالمنعم رياض لحلوان ونجدها، من عبدالمنعم رياض إلى طرة فقط، أوإلى المعصرة.
وقال مؤمن شادى، 36 عاما، موظف، من أهالى الصف: إنه اعتاد على رحلة «العذاب اليومية» خلال استقلاله مواصلات مركز «الصف ــ القاهرة»، مضيفا أن السائقين يرفعون قيمة الأجرة ويقطعون المسافات وخاصة فى ساعات الذروة وأيام نهاية الأسبوع، فضلا عن تكدس أتوبيسات هيئة النقل العام خلال أوقات خروج المدرسين أو الطلاب ما يتسبب فى استسلام الأهالى لإتاوات سائقى الميكروباص.
وفى رحلة من ميدان عبدالمنعم رياض فى التحرير إلى شبرا، قام مساعد السائق «الكمسرى» بالمرور على ركاب الأتوبيس مرة ثانية بعد وصولهم إلى المظلات لتحصيل أجرة إضافية للتحرك إلى شبرا الخيمة، على الرغم من أن خط سير السائق هو عبدالمنعم رياض شبرا مباشرة، وعند اعتراض أحد الركاب عليه رد قائلا: «اللى مش عاجبه ينزل».
وفى محافظة الجيزة، تتصدر شوارع فيصل والهرم والسودان ومنطقة إمبابة مشهد «تقطيع المسافات»، حيث اتفق السائقون على تقطيع المسافات لإجبار الركاب على دفع الأجرة أكثر من مرة، ما أدى إلى وقوع العديد من المشاحنات بين الركاب والسائقين.
ويتعمد عدد كبير من سائقى سرفيس (فيصل ــ التحرير) تقطيع المسافة من فيصل إلى الدقى ثم من الدقى إلى التحرير مقابل ثلاث جنيهات ونصف برغم من أن قيمتها الرسمية جنيهان ونصف.
ويقول سامح النجار، عامل: إن السائقين رفعوا الأجرة من شارع العشرين إلى صفط اللبن إلى الضعف تقريبا عقب رفع سعر تذكرة المترو، مضيفا: «لم يكتف السائقون بذلك بل قطعوا المسافة لإجبار الركاب على دفع الأجرة أكثر من مرة، وذلك من خلال احتساب من أول شارع العشرين إلى منطقة الملكة فقط بجنيه ونصف، على أن يستقل الركاب سيارة أخرى إلى صفط اللبن بجنيه ونصف آخر».
وذكر محمد نوح أحد سكان الهرم، أن السائقين خلال أوقات الذروة يقطعون المسافة إلى ثلاث مراحل: «الأولى إلى ميدان الجيزة ثم إلى الطالبية ثم إلى نهاية شارع الهرم أو شارع فيصل» علما بأن لائحة السرفيس المكتوبة على السيارة بالبنط العريض (رمسيس نهاية شارع الهرم) أو (رمسيس ـ جيزة) أو (رمسيس ـ فيصل).
وأوضحت نهى أحمد موظفة، أن السائقين يجزأون شارع السودان إلى عدة مراحل مثلا (البحوث ــ بولاق)، (الجراج ــ أحمد عرابى)، (عرابى ــ إمبابة) وذلك ليضاعف من الأجرة على حساب المواطن، مؤكدة أنه فى حال اعتراض أحد من المواطنين على سائقى تلك السيارات ينهال عليه بالسباب، ويبرر ذلك، قائلا: «تذكرة المترو اللى بيشتغل بالكهرباء بقت بـ2 جنيه».
من جانبه، أكد الخبير المرورى اللواء مجدى الشاهد أن بلطجية الميكروباص اعتبروا أنفسهم فوق القانون، فحولوا مواقف القاهرة الكبرى خاصة «القاهرة والجيزة» إلى مسرح لاستعراض عضلات العصابات وتحد قوى للقوانين، على الرغم من صدور قانون المرور إلا أن هؤلاء البلطجية لا يلتزمون به، موضحا أنهم يقسمون المسافات فى جميع أنحاء القاهرة والجيزة ويضاعفون الأجرة.
وأشار الشاهد إلى أن العقبة التى تواجه ضباط المرور فى الشارع هى تقسيم خطوط السير إلى مسافتين أو ثلاثة، لافتا إلى أن القوانين الموجودة حاليا كافية لردع أى سائق يخالف القانون لكنها غير مفعلة نظرا لعدم وجود رقابة سرية من قبل الأجهزة المعنية.
وقال مصدر بالإدارة العامة لمرور الجيزة لـ«الشروق»: إنه تم تشكيل فرق للوجود بالميادين ومواقف النقل الجماعى والطرق والشوارع الرئيسية لضبط أى سيارات مخالفة، واستطلاع آراء المواطنين حول مدى التزام السائقين بالتعريفة المقررة ورصد أى شكاوى فى هذا الشأن، خاصة تقطيع المسافات والحيل غير الشرعية من بعض السائقين.