سيمون مدافعة عن دورها فى «بين السرايات»: الست الشعبية مش لازم يكون «لسانها طويل»

آخر تحديث: الخميس 2 يوليه 2015 - 2:09 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ منة عصام

• مصر تتفرد بمهنة «السايس» وهذا شجعنى على تقديم الدور
• لم أعد بشروطى الخاصة.. واختيار الوقت المناسب أهم من الدور الحلو

بعد سنوات طويلة من الغياب عن الشاشة، عادت الفنانة سيمون للوقوف أمام الكاميرات مرة أخرى، فى مسلسل «بين السرايات»، لترتدى ثوب المرأة الشعبية، وهى من المرات القليلة التى تجسد فيها هذه النوعية من الأدوار، فتجسد دور «السايس» ولترسم من خلاله ملامح المرأة الشعبية التى تحاول أن تكسب قوت يومها، ومع ذلك لديها من الطموح ما يكفى لتصل إلى ما تريده وتتمناه من أحلام بسيطة، من دون أن يكون «لسانها طويل» كما اعتادت الدراما تقديمها، فى الحوار التالى تتحدث سيمون لـ«الشروق» عن أسباب عودتها بعد هذا الغياب، وتتطرق إلى المسلسل دورها فيه وأشياء أخرى.

كيف جاء ترشيحك لمسلسل «بين السرايات»؟
وجدت المخرج سامح عبدالعزيز، يحدثنى عن وجود دور سيدة اسمها صباح، تعمل سايس فى جراح مواجه لجامعة القاهرة، بعد أن ورثته عن والدها، ومع ذلك لديها طموح كبير فى أن تفتح مكتبة وتبيع فيها ورق وكتب، وبصراحة أعجبنى الدور جدا لأنه إيجابى وطموح، وما أحوجنا الآن لمثل هذه النماذج الإيجابية، فقد عرض على من قبل كثير من الأدوار خلال السنوات الماضية ولكنها كانت سلبية جدا وكئيبة، ولا يوجد بها أى بصيص ضوء، فأنا طول عمرى أحب الإيجابية وأرفض النماذج السلبية، لأن الفن دوره تنويرى وإيجابى فى المقام الأول، وليس دوره أن يعكس السلبيات فى المجتمع، لأن الناس تحتاج من يعطيها جرعة أمل، والدنيا فى النهاية ليست سوداء طول الوقت، ولكن بها أمور جميلة ومشرقة أيضا، وقد اعتمد الكاتب أحمد عبدالله على شخصية سايس حقيقية، استوحى منها شخصية صباح.

هل نستطيع القول أن دور صباح فى «بين السرايات» جاء فى الوقت المناسب؟
بالطبع دور صباح جاء فى توقيت مناسب بالنسبة لى وبالنسبة للمناخ العام، ففى الوقت الحالى هناك موجة شعبية سائدة فى الأفلام والمسلسلات، ولكن لا أحبذها، فعندما يعرض على دور مثل صباح الذى يعتبر شعبيا بمقاييس صحيحة، وأقول من خلاله إن المرأة الشعبية ليس شرطا أن يكون «لسانها طويل»، وأريد أن أقول إنه إذا فعلا وجد فى الواقع هذا النموذج السلبى فليس معناه أن كل الشريحة المنتمى اليها تتمتع بنفس المواصفات، فكما يوجد السلبى يوجد أيضا الإيجابى والجيد، ولكن لماذا لا نسلط عليه الضوء؟!
وأضافت سيمون: من خلال تجربتى الطويلة فى مجال الفن أقدر أقولك إن اختيار التوقيت مهم للغاية وليس اختيار الدور أو العمل الحلو فقط، فأغلبية الأعمال الفنية التى خضتها لم تكن لتنجح لو كانت فى توقيت آخر، فمثلا فى المسرحيات التى جسدتها مع محمد صبحى كان توقيت عرضها مناسب جدا، وأحب أقولك إنه قبل هذه المسرحيات عرضت على مسرحيات كثيرة، ولكنى رفضتها لأن المسرح بالنسبة لى كان فكرة شديدة النمطية وستحجر على وقتى، وكانت خبراتى الفنية لنفسى أقل بكثير، ولذلك لو كنت خضت تجربة المسرح قبل التوقيت المقرر لها لما نجحت ولما كانت لتصبح ناضجة، وأضيفى على ذلك أن المناخ نفسه وقت ظهور مسرحيات مثل كارمن ولعبة الست كان مهيئا جدا، لأن المسرح كان وقتها فى أفضل حالاته، ولذلك لا ينفع أبدا أن تفصلى التوقيت عن المناخ السائد.

ولكن كثيرا ممن يقدمون الواقع بالشكل السلبى يعتمدون على مبدأ أن هذه هى الحقيقة ولن يجملوها؟
لست ضد تقديم السلبيات والواقع كما هو، ولكن على الناحية الأخرى، إذا كان الواقع به سلبيات فيوجد به إيجابيات أيضا، وأذكر كلمة بركات التى قالها ليوسف شاهين «إذا كنت ستقدم الواقع كأنه دودة على الأرض، فأنا سأقدمه كطير على الشجر»، بمعنى أن الواقع يجمع بين الاثنين، ويوجد به السلبيات والإيجابيات، وأنا مع اظهار السلبيات حتى يمكن علاجها، ولكن بشرط ألا تخدش أحاسيس ومشاعر المشاهد، فالناس لن تتعلم من خلال الفجاجة.

أى أنك عدت ولكن بشروطك وقناعاتك الشخصية؟
لو قلت «بشروطى» فستنطوى على نوع من العجرفة، فهى ليست شروطا بقدر ما هى مطالب توافرت وبناء عليه عدت، فأنا عمرى ما فرضت شروطى على أحد.
معنى ذلك أن صباح السايس كانت هى النموذج الإيجابى الوحيد الذى عرض عليك طوال سنوات غيابك؟
قالت ضاحكة: «طبعا أنا ما صدقت، فبمجرد أن عرض على نموذج إيجابى واحد، قررت تجسيده فورا».

وكيف استعددت لشخصية صباح؟
فى الحقيقة أحمد عبدالله كتبها بدقة شديدة وبحرفية عالية بكل تفاصيلها، واستوحى تفاصيلها من شخصية سايس حقيقية ورثت المهنة عن أبيها، وما أعجبنى فى شخصية صباح بصراحة هو أنها خاصة بالمجتمع المصرى، فلا يوجد فى العالم كله مهنة سايس الجراجات سوى فى مصر، وأنا منذ بدايتى فى العمل الفنى أحب بشدة الأمور الخاصة بالمجتمع المصرى التى يتسم بها، وأحب دائما البحث عن الاختلاف والتنوع، وأذكر أننى فى أعمال كثيرة لى قدمت موضوعات خاصة بالمجتمع المصرى فقط مثل المولد وغيره، وأستطيع وصف «صباح» أنها عودة لى مهمة وحقيقية ومن الأدوار التى يصعب تكرارها.

بصراحة هل فكرت فى فترة ما فى الإنتاج لنفسك بسبب الأدوار ذات المحتوى السلبى التى عرضت عليك؟
لا، لم أفكر إطلاقا فى الإنتاج لنفسى، لأن الإنتاج له ناسه، فليس معنى أن لدى مبلغ مالى يسمح لى بالإنتاج لنفسى أن أخوض هذا المجال، لأن الإنتاج ليس مالا موجودا فقط، ولكن هناك اعتبارات كثيرة أخرى ومنها مثلا الإنتاج الفنى والمنتج المنفذ.
والمرة الوحيدة التى شاركت فى الإنتاج كانت للترويج للسياحة فى مصر ضمن مهرجان الصداقة بين مصر واليونان، وأنا اعتبرها ليست إنتاجا بقدر ما هى فكرة حلوة مع الأستاذ محمد شبل، ولذلك فالإنتاج لا يتعلق بالفلوس المتوفرة فقط، فضلا عن أن فكرة الإنتاج للفنان أفضل بكثير.

هل لغيابك فى السنوات الماضية علاقة بالأوضاع السياسية؟
بالطبع جزء من غيابى كان له علاقة بالوضع السياسى، فالعالم كله كان مهموما بما يحدث فى مصر، وكل البرامج كانت تتحدث فى السياسة، وإن كانوا هناك من يحدثونى من أجل الظهور فى البرامج والحديث عن موقفى السياسى وغيره، ولكنى رفضت لأنى أنظر لنفسى كفنانة، وعندما أظهر فى برنامج أتحدث فيما يخص فنى فقط، أما الدور السياسى فأنا أمارسه من خلال وسائلى الخاصة من «فيس بوك« و«تويتر»، فالوضع كله كان صعبا، فضلا عن أن كل الأعمال الفنية التى عرضت على لم تكن مناسبة على الإطلاق، وأقصد أنها غير مناسبة لى.
وأضافت: صحيح أننى غبت فنيا، ولكن كان لى تواجد آخر على المستوى الإنسانى والاجتماعى من خلال العديد من النشاطات الاجتماعية والخيرية التى أجدها مهمة جدا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved