مخرج فيلم ألمانى عن مذابح الأتراك ضد الأرمن: سحبته من «كان» وفضلت فينيسيا

آخر تحديث: الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 - 10:54 ص بتوقيت القاهرة

رشا عبدالحميد

يعود المخرج الألمانى التركى فاتح أكين، للمرة الثالثة، إلى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى مع أحدث أفلامه «القطع»، بعد فوزه فى عام 2009 بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «مطبخ الروح»، وترأسه فى العام التالى لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول.

وتدور أحداث فيلم «القطع» حول رجل ينفصل عن عائلته بسبب الجنود العثمانيين فى عام 1915 فى بداية الإبادة الجماعية للأرمن ولكنه ينجو بأعجوبة، ويعلم ان ابنتيه التوأم تنجوان أيضا، وهنا يبدأ رحلته فى البحث عنهما، ويقوم ببطولة الفيلم طاهر رحيم، سيمون ابكاريان ومكرم خورى.

وقال «أكين» لمجلة «هوليوود ريبورتر»، المعنية بأخبار المشاهير، إن الفكرة الأولى للفيلم تعود إلى عام 2007 عندما حلمت بصنع عمل حول فقدان الشخص لمنزله، هويته، والعثور على منزل جديد فى أمريكا، وأجلت المشروع بعدما أدركت إلى أى حد سيكون مكلفا، ثم عدت إليه مرة أخرى بعد النجاح المالى لفيلم «مطبخ الروح» فى أوروبا".

وأضاف «أنا كاتب ألمانى، وعندما بدأت التفكير فى كتابة الفيلم باللغة الإنجليزية، وهو ما كان أمرا ضروريا لتوسيع دائرة اختيار الممثلين، كنت بحاجة لشخص يكون أكثر من مترجم، كنت بحاجة إلى كاتب سيناريو على دراية وعلم بالمادة التى يطرحها الفيلم، وهنا جاء اسم الكاتب الإيرانى مارديك مارتن الذى لديه خلفية أرمينية، فقمت بزيارته فى لوس أنجلوس لمدة عشرة أيام وبدأنا فى السيناريو".

وحول كيفية سرد القصة من خلال الصور بدلا من الحوار حيث لعب طاهر رحيم شخصية صامتة فى الفيلم قال «أكين»: "كان الأمر مريحا جدا لأنه لم يكن عليك التركيز على الكلام على الإطلاق وإنما تذهب مباشرة إلى جوهر المشهد، فتبدأ فى التفكير بطريقة مختلفة حتى أنك تتوقف عن الحديث كثيرا كمخرج، وبعد هذا الفيلم أود تصوير الأفلام الصامتة إلى الأبد".

وردا على سؤال حول نجاحه فى جمع ثمانى دول للمشاركة فى تمويل الفيلم، قال "يمكن فعل هذا فقط إذا كان شركاؤك من محبى السينما مليئين بالعواطف، مخلصين، ويؤمنون بالنتيجة الفنية أكثر من شباك التذاكر، وبالفعل كان لدينا هؤلاء".

وعن تلقى إحدى الصحف فى تركيا تهديدات بسبب تصريحه لها بأن البلاد (تركيا) مستعدة لفيلم يتناول الإبادة الجماعية التى ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن، قال فاتح، إنه "يتمسك بموقفه، ولم يغير رأيه".

وتابع أنه يعتقد أن تركيا مستعدة لهذا الفيلم، لدى صديقى الاثنين منتجين وقد قرأ كل منهما السيناريو، أحدهما قال إن الأتراك سوف يردون بالحجارة والآخر قال إنهم سوف يلقون بالزهور، وهذا ما هو عليه البنادق والزهور.

وأضاف "عرضت الفيلم على أشخاص ينكرون حقيقة أن ما جرى فى العام 1915 كان إبادة جماعية وأشخاص يقبلون ذلك، وكان لكلا الفريقين نفس التأثير العاطفى، ولكنى أتمنى أن تتم رؤية الفيلم كجسر وبالتأكيد هناك الجماعات المتطرفة والجماعات الفاشية الذين يخشون أى نوع من المصالحة".

وشدد فاتح على أنه يشعر بالقلق من عرض الفيلم فى مهرجان فينيسيا قائلا: أنا متحمس وعصبى فى نفس الوقت، فقد قضيت الكثير من الوقت فى هذا العمل فعادة يقضى الناس عامين فى الفيلم أما هذا الفيلم فقضيت فيه سبعة أعوام وخلال الأربع سنوات الماضية كنت أعمل كل يوم وهو ما يجعلنى أشعر بالقلق والعصبية.

وكان من المقرر أن يعرض الفيلم فى مهرجان كان، ولكن سحب فاتح الفيلم فى اللحظة الأخيرة وقال حينها إن القرار يعود لأسباب شخصية، وفق ما قاله للمجلة. وكشف حقيقة الأمر قائلا «عرضنا الفيلم على مهرجان كان وفينيسيا فى نفس الوقت وكان رد فينيسيا متحمسا جدا وفى «كان» أكثر حذرا .. فشعرت بالقلق واتبعت غريزتى، ولكن لم أستطع أن أتحدث عن قرارى فى الصحف لأنهم فى فينيسيا طلبوا منى الانتظار حتى يقوموا بإعلامهم، فى «كان» لم يرفضوا الفيلم لكن كان لدى شعور أنه لم يكن ما توقعوه منى لأنه تاريخى، أو باللغة الإنجليزية.. لست متأكدا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved