رسائل هيلارى كلينتون السرية تكشف تفاصيل جديدة للثورة الليبية

آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2015 - 11:57 ص بتوقيت القاهرة

• الدور المصرى كان حاسما فى نجاح الثوار فى شرق ليبيا

• حكومة مصر بعد 25 يناير سعت إلى إعادة الدور المصرى الإقليمى بقوة

• قلق فى سوريا واليمن والجزائر من عودة تنامى نفوذ القاهرة إلى المنطقة

كشفت إحدى الوثائق المفرج عنها من البريد الإلكترونى لوزير الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، وتحمل تاريخ 8 أبريل 2011، عن قلق أعضاء اللجنة العسكرية فى المجلس الانتقالى الليبى من تحركات المخابرات البريطانية لإملاء تصرفات على المجلس ونظام معمر القذافى.

وبحسب الوثيقة فإن «فرنسا وإيطاليا أبلغتا أعضاء اللجنة بأنه بينما ينخرط البريطانيون فى مناقشات مع المجلس بشأن المساعدة الممكنة، فإن دبلوماسييها وضباط مخابراتها ظلوا على اتصال مع أعضاء فى حكومة القذافى فى محاولة لحماية الموقف البريطانى فى حالة وصول التمرد إلى طريق مسدود».

وتابعت الوثيقة: «أن أعضاء اللجنة العسكرية يعتقدون أن ضباط من المخابرات البريطانية يجرون مناقشات مع المقربين من سيف الإسلام القذافى بشأن العلاقات المستقبلية بين البلدين حال توليه السلطة خلفا لوالده وتنفيذ إصلاحات».

ونقلت الوثيقة، عن مصدر مقرب من المستويات العليا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن الجيش المصرى حول اهتمامه الكامل إلى الأزمة فى ليبيا.

وبحسب الوثيقة، فإن «مصر صاحبة تأثير قوى فى إقليم برقة شرق ليبيا، وتسعى الآن للاستفادة من الأزمة الراهنة لاستعادة مكانتها، وبغض النظر عما إذا كان معمر القذافى لايزال فى السلطة أم لا، فإن الانقسام فى ليبيا يعطى مصر فرصة لملء الفراغ فى الشرق».

ولفتت الوثيقة إلى أن «مصدر دبلوماسى رفيع المستوى أفاد بأنه منذ الأيام الأولى للأزمة الليبية، كانت الحكومة المصرية تدعم بهدوء قوات المعارضة الليبية بالتدريب والأسلحة والمواد الغذائية والإمدادات الطبية، فى حين تحاول تنظيم الهيكل السياسى فى الشرق»، وتابعت الوثيقة: «بالإضافة إلى ذلك، فإن قوات خاصة مصرية تعمل مع قوات الثوار فى الجزء الشرقى من البلاد (ليبيا)، إذ أكد ضباط كبار أن هذه القوات وراء العديد من النجاحات التى حققها الثوار».

ورصدت الوثيقة، 5 عوامل وصفتها بأنها محور خطط مصر لنظام ما بعد القذافى، أهمها تجنب أزمة اللاجئين، ففى حال غزا القذافى شرق البلاد، فإن مصر ستكون الوجهة الأكثر منطقية للاجئين الليبيبن، لذا فمصر لديها مصلحة فى السيطرة على أى اضطرابات فى ليبيا يمكن أن تضر باقتصادها».

ومن هذه العوامل أيضا رغبة الحكومة المصرية فى إعادة دور البلاد فى العالم العربى، فقد رعت المباحثات التى جرت فى الأراضى الفلسطينية بين فتح وحماس، كما تتواصل مع سوريا والسعودية بشأن قضية إيران.

ونقلت الوثيقة عن مصدر دبلوماسى مطلع، تأكيده أن «استراتيجية الدبلوماسية المصرية الحالية تسعى لتعزيز مكانة البلاد من خلال الدفاع عن الشعب الليبى ضد نظام القذافى، وفى الوقت نفسه، تنأى بنفسها عن أى تدخل عسكرى بقيادة القوى الاستعمارية الاوروبية السابقة فى المنطقة».

وأوضحت الوثيقة إلى أنه «وفقا لمصادر مطلعة، فإن مصر لا يمكنها الاعتماد على دعم كل قوة عربية فى المنطقة، إذ إنها قادت الدعوة لفرض منطقة حظر الطيران فى ليبيا، رفضتها الجزائر، واليمن، وسوريا، حيث تخشى هذه الدول (وخاصة اليمن) من أن تصبح سابقة ويتكرر الأمر مع حكوماتهم».

ونقلت الوثيقة عن مصدر مطلع مقرب من قيادات حلف شمال الاطلسى «الناتو» تأكيده «أنهم على ثقة بأن معلوماتهم تشير إلى قلق سوريا والجزائر من إحياء الدور الإقليمى لمصر»، وأوضح المصدر أن «الانقسام الواقع بين شرق وغرب ليبيا سيمنح مصر فرصة لتستعيد مكانتها المؤثرة فى برقة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved