خبراء: «السيسي» يدرك خطورة الموقف في اليمن على الأمن القومي لمصر

آخر تحديث: الإثنين 4 مايو 2015 - 3:49 م بتوقيت القاهرة

كتب – مصطفى ندا

معتز بالله: إرسال قوات مصرية يجب أن تكون بخطوات دقيقة ومحسوبة للغاية

نافعة: التدخل البري في اليمن يمثل انصياعا للإدارة الأمريكية والإسرائيلية

الديهي: لا يجب على الإطلاق مناقشته وتداوله في وسائل الإعلام لأنه قرار متعلق بالأمن القومي

بلال: طبيعىة الأرض والحياة في اليمن لا تحبذ تواجد قوات برية

بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الوزراء مساء أمس لبحث التصديق على التدخل البري فى اليمن، وذلك بعد ساعات على دخول قوات عربية إلى عدن، لمساعدة قوات المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور، اختلف عدد من المتخصصين في الشئون السياسية والخبراء العسكريين على فكرة التدخل البري، ومنهم من رأى أن مصر يجب أن تدفع ثمنا لكي تلعب دورا بارزا في محيطها الإقليمي من خلال إرسال قوات لصد خطر إيران، ومنهم من رأى أيضا أن مصر تدخل في إطار حرب عربية فارسية ولكن يجب أن يكون التدخل بشكل محسوب.

قال معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، إن الإشكالية الوحيدة التي تقف أمام مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب فيما يتعلق بالاجتماع الطارئ مساء أمس لبحث مقترحات إرسال قوات مصرية إلى اليمن، هو غياب مجلس الشعب الذي يجب الاستناد إليه من الناحية القانونية والتشريعية لمناقشة قرار الحكومة ومن ثم تصديق النواب على القرار من عدمه.

وأوضح عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، اليوم الاثنين، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الدفاع الوطني بحكم الدستور المصري، يمكنه أن يصدر قرارا سياديا واستثنائيا في تلك المرحلة وفقا للضرورة، وبما يتسق مع مصلحة الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن صانعي القرار السياسي في مصر بالتأكيد درسوا طبيعة الموقف في اليمن، وحجم التهديدات التي من الممكن أن تواجه مصر، سواء ما يتعلق بقناة السويس أو مضيق باب المندب.

وألمح عبد الفتاح إلى أن الضربات الجوية التي وجهها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، استطاعت أن توقف زحف الحوثيين وتحد من خطورتهم الهجومية واستحواذهم على المزيد من الأراضي في محافظات اليمن، ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع تحرير الأراضي وحجم النجاحات التي حققها الحوثيون على الصعيد الميداني بجانب مليشياتهم المسلحة، والتي تتلقى سبل الدعم اللوجيستي من إيران.

وواصل أستاذ العلوم السياسية حديثه قائلا "بناء على هذا الأساس فإن تواجد قوات عربية داخل الأراضي اليمنية هو أمر قد يكون ضروريا من أجل دعم الجيش اليمني الذي يمثل الحلقة المفقودة في دائرة الصراع هناك، حتى يستجمع قواه ويحصل على الإمداد العسكري والأسلحة الثقيلة من قبل العواصم العربية متحدة لحسم الصراع على الأرض، وتحرير المحافظات اليمنية التي تقع رهينة في أيدي مليشيات جماعة أنصار الله المعروفة بالـ«الحوثيين».

وأضاف عبد الفتاح أن مسألة إرسال قوات مصرية يجب أن تكون بخطوات دقيقة ومحسوبة للغاية ومن خلال التنسيق مع القوات العربية المشاركة في عاصفة الحزم فمسألة التدخل البري ليست سهلة على الإطلاق ولمصر تجارب سابقة في هذا السياق على الرغم من وجود فرق بينما حدث في التدخل المصري باليمن في عام 64 أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبين الظرف الراهن لأن قديما كان الصراع بين قوات عربية عربية على الأراضي اليمنية أما الآن فالصراع عربي فارسي وهي معركة وجود ولإثبات سيطرة الكيان العربي في الإقليم .

فيما يرى الدكتور نشأت الديهي الباحث والمتخصص في العلاقات الدولية أن قرار التدخل البري في اليمن من عدمه لا يجب على الإطلاق أن يتم مناقشته وتداوله في وسائل الإعلام لأنه قرار متعلق بالأمن القومي وبالتالي لمجلس الدفاع الوطني حق أصيل في اتخاذ القرار لأن الرئيس وكذلك القوات المسلحة هم من لديهم لخبرة العسكرية في معرفة وتقييم خطورة الوضع داخل الأراضي اليمنية وما يمثل الأمر من تداعيات سلبية على مصر وأمنها الإقليمي.

وأوضح الديهي في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، بأن الخريطة الإقليمية والتطورات التي حدثت من وجود قطع بحرية للأسطول الإيراني داخل خليج عدن وكذلك ما يحدث في مضيق باب المندب وإدراك خطورة الوضع والتخوف من التمدد الإيراني في جيبوتي والصومال يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لدى الأطراف المعنية في مصر.

وأضاف الديهي أنه يجب على جموع الشعب المصري أن يدرك جيدا أن أي قرار سوف تتخذه مصر بإرسال قوات عسكرية لليمن هو بالتأكيد في صالح الدولة المصرية وأمنها القومي في المقام الأول قبل أن يكون في صالح أي دولة عربية حتى وإن كانت المملكة العربية السعودية لأن مصر إذا أرادت أن تكون دولة بارزة في الشرق الأوسط وذات ثقل في محيطها الإقليمي يجب أن يكون هناك تكلفة وتضحية وقد تتمثل تلك التضحية في إرسال قوات برية إلى اليمن لتحجيم الخطر الإيراني في المنطقة.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أشار سابقا إلى أن أي قرار يتخذ من خلال مجموعة عمل فضلا عن الدراسات البحثية التي يقوم بها صانعو القرار والقوات المسلحة لمعرفة كافة السيناريوهات والاحتمالات بالتوازي مع الحرب الدائرة في اليمن.

من الناحية العسكرية قال اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج 1991، إن طبيعىة الأرض والحياة في اليمن لا تحبذ تواجد قوات برية، موضحا أن الوضع الحالي على الصعيد الميداني مفاده سيطرة الحوثيين على معظم شمال اليمن فإن تدخل قوات برية قد يؤدي إلى اصطفاف القبائل مع الحوثيين في مواجهة تلك القوات.

وفي سياق متصل قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، إن التدخل البري في اليمن يمثل انصياعا للإدارة الأمريكية والإسرائيلية أكثر مما ينبغي والتي باركت توجيه ضربة عسكرية داخل الأراضي اليمينة لمصالح استراتيجية خاصة بها لها علاقة وطيدة بالضغط على الجانب الإيراني فيما يتعلق بالملف النووي وهو الأمر الذي يتحمله القادة العرب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved