مستشار الديوان الملكي السعودي: التغييرات في المملكة من الداخل وغير مستوردة.. وعلى المجتمع مواكبة ذلك

آخر تحديث: السبت 4 نوفمبر 2017 - 6:18 م بتوقيت القاهرة

كتب - أحمد بدراوي:

• فيصل بن معمر: نحتاج لتسويق دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني

• جلسنا مع الشيعة لكن إيران لا تريد حوارا

• بناء الكنائس في السعودية أمر داخلي يحتاج لحكم شرعي
قال الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومستشار الديوان الملكي السعودي، فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، تعلمت الكثير من مصر العريقة وتتلمذت على يد معلمين أفاضل، واستفدنا من الأزهر الشريف وجهوده في الحوار.


وأضاف خلال جلسة منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، اليوم السبت، أن "الحوار الوطني وما يجمع الناس بدأ في السعودية في عام 2013، ودور القادة مهمة للجلوس على طاولة الحوار ونفذنا لقاء تجريبيا مع قادة الفكر والقادة الدينيين، لنطلق مركز الملك عبد الله للحوار الوطني".

وأشار، إلى أن "المجتمع السعودي انطلق في وضع لوائح الحوار ومأسسته، ويكون فيه احترام لأتباع الأديان المختلفة، وأطلقنا أكاديمية الحوار، وستكون مهيئة للتدريب على مستوى العالم العربي، ثم إقامة برامج مختلفة للاستطلاع".

وأوضح، في عام 2012، أنه تم إنشاء مركز حوار الأديان بعد جهود بدأت منذ عام 2005، بعد اتفاق من علماء اجتمعوا في مكة، ثم نفذنا هيكلة للمركز، وتم الاتفاق بين النمسا والفاتيكان وإسبانيا لتأسيس منظمة عالمية بها 9 ممثلين في مجلسها عن الأديان: "الإسلام، المسيحية، اليهودية، الهندوسية، البوذية".

وأشار إلى أنه هناك حاجة لتسويق دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تجديد الخطاب الديني، "وهو تجديد لا يمس الثوابت الدينية لكل دين، ولدينا برامج مشتركة مثلا عن الحوار مع الشيعة، لكن للأسف النظام الإيراني لا يريد الحوار ويستخدم اسم الدين لأمور سياسية، والغالبية العظمى من الشيعة في السعودية نفذنا برامج مهمة معهم".

وعن بناء الكنائس في السعودية، قال بن معمر، إنه أمر داخلي متروك لتوضيح الحكم الشرعي، لكن علماء السعودية راغبون في التواصل مع الآخر من أصحاب الديانات الأخرى، حسب تعبيره.

وأكد بن معمر: "هدفنا الخروج من حوارات النخب لحوارات المجتمع، وسط دعم واضح وكبير من خادم الحرمين، لكن هناك معونات غير مشروطة، ونشعر بالتغيير في السعودية أسبوعيا وهو تغيير من الداخل وغير مستورد من الخارج، وجهود الملك سلمان وولي العهد ظاهرة للعيان"، مضيفا: "وعلى المجتمع السعودي مواكبة تلك التغييرات"، مضيفا: "الحوار والتعايش هو السبيل الأمثل لمواجهة الأفكار الشاذة والعنف، ووثيقة المدينة المكرمة للرسول هي نهجنا، ولا علاقة لأي مجرم يرتكب العنف بالإسلام، ولابد من توضيح ذلك جيدًا، والإفتاء في السعودية والأزهر في مصر تبرءا من أفعال داعش".

وواصل فيصل بن معمر: "في ميثاق المركز لا وجود لعبارة أقليات في مصطلحاتنا، ونعتزم تنظيم مؤتمر في فبراير القادم للمركز، ونعتز بالشراكات مع الطائفة الإنجيلية لبرامج التعايش وبناء السلام لتكون أسلوب حياة، والأهم هو وجود الأغلبية المعتدلة".

وقال رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الدكتور القس أندريه زكي إن التاريخ القديم والحديث أثبت أن التطرف بكل أشكاله في أي دين أو مكان، يمزق القيم ورفض للآخر، والتوجه للاعتدال الديني والسياسي والثقافي، وهو طوق نجاة لتلك المنطقة في الشرق الأوسط، سيسهم في استقرار المنطقة وتقدم الشعوب.

وأضاف لـ"الشروق": "الاعتدال يفتح الشخص على إيجابيات وسلبيات الآخر، وبالتالي القرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تقدمية هامة ستسهم بشكل كبير للسعودية وللمنطقة العربية ككل، فالسعودية دولة كبيرة تؤثر في المنطقة والقرارات بادرة إيجابية لصالح المنطقة ككل".

وأكد أن: "الحوار مع المركز يدور حول قبول الآخر وبناء الجسور ودعم التعددية، والهدف منه دعم التقارب بين السعودية والأديان وهو أمر مطلوب وضروري، واعتقد أن التحرك مهم للتوجه نحو دعم الاعتدال، وهناك رغبة جادة للاستقرار فالمنطقة عانت كثيرا".

وفي كلمته، تحدث زكي عن زيارة وفد من قيادات الكنيسة الإنجيلية الأمريكية لمصر مؤخرا ولقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن التيار الذي التقاه الرئيس هو التيار المحافظ والمؤثر سياسيا في انتخاب دونالد ترامب.

وقال أسقف شبرا الخيمة، الأنبا مرقص: "نجلس في حوارات تنتهي لتوصيات ولا شئ، وتجديد الخطاب الديني متى يتحول لتجديد عملي، متى تكون التوصيات منفذة على الواقع في الشارع وتوجه للمتطرفين، نتمنى تنفيذا عمليا".

ومركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات يسعى حاليا لتأسيس تحالفات عالمية لمكافحة التطرف والإرهاب.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved