فرضها العالم الرقمي.. «البلطجة الإلكترونية» التهديد الأخطر للمراهقين

آخر تحديث: الأربعاء 6 ديسمبر 2017 - 1:36 م بتوقيت القاهرة

كتبت - دينا صالح:

تعتبر البلطجة الإلكترونية من أصعب المشاكل التي تؤثر بشكل سلبي على نفسية وحياة المراهقين والأطفال، وأحيانا صحتهم.

• ما هي البلطجة الإلكترونية؟

تعرف الدكتورة نانسي ماهر خبيرة العلاقات الأسرية والاستشارية النفسية البلطجة الإلكترونية بأنها نوع من أنواع التنمر وهو تعقب أو إضافة شخص ما لشاب أو فتاة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وخدمات الإيميل والرسائل الهاتفية النصية على «واتس آب» و«فايبر» خاصة.

وتضيف خبيرة العلاقات الأسرية أن عناصر عملية البلطجة الإلكترونية تكمن في 3 عناصر أساسية:

1. المتنمر «المعتدي» cyberbullyer
2. المتنمر به «الضحية» cyber bullied person
3. الوسيلة.

- أولاً - المتنمر:

1- غالبا ما يكون شخصية ضعيفة أو غير مستقرة نفسيا.
2- قد يكون هو شخصيًا تعرض للتنمر أو التحرش الجنسي من قبل.
3- يظهر للناس في أغلب الأحيان أنه شخص طبيعي معتدل لا يثير الشك تماما.
4- يعاني من مشكلة نفسية أو نزاع أسري أو مشاكل في التربية.
5- غير ناجح في أغلب الأحوال ويعوض عدم نجاحه بنقد الآخرين وإهانتهم.
6- جبان «إذا صح التعبير» لأنه يخشي أن يواجه أو ينتقد أو يفتضح أمره. وغيرها من الصفات التي تنم كلها عن شخصية غير سوية وتحتاج لعلاج.
7- قد يكون شخصًا معروفًا (زميل في المدرسة أو أحد الأقارب) وقد يكون غير معروفًا ولكنه في أغلب الأحيان يتخذ شخصية مختلفة أو يتقمص دور مختلفة (مثل شخصية مروان في مسلسل اختيار إجباري، كان شخصا كبيرا ولكنه أنشأ حساب شخصي على «فيسبوك» باسم شاب عمره 15 عاما).

- ثانياً - المتنمر به «الضحية»:

تعددت الدراسات التي تصف الضحية أو الفريسة أو المتنمر به وكانت الصفات الأكثر انتشارا:
1- الشخصية الضعيفة التي لا تستطيع المواجهة أو الدفاع عن نفسها.
2- الشخصية القوية المميزة والناجحة التي ترفض السير مع القطيع والتي تكون هدفًا لكثير ممن حولها فيتربصون بها لإيقاعها.
3. الشخصية الناجحة التي يحاربونها بهدف أن تضل أو تفشل.
4. الفتيات بنسبة أكبر من الفتيان.

ويتركز هذا الهجوم بشكل كبير في مرحلة المراهقة حيث يقدر المعرضين للتنمر بـ«واحد» لكل 4 مراهقين.

- ثالثاً - الوسيلة:

للأسف الشديد أن الوسيلة هي أي جهاز متصل بالإنترنت (موبايل، كمبيوتر، لابتوب)، ومن خلال مواقع التواصل بكل أشكالها (فيسبوك، تويتر، واتس آب، ماسينجر)، وهنا تكمن خطورته لأن الشاب أو الفتاة يكونون معرضين للهجوم في أي لحظة وفي أي مكان.

والسؤال الآن - كيف تتم عملية البلطجة الإلكترونية؟

1- الاستفزاز عن طريق الإهانة أو البدء بألفاظ غير مناسبة أو إرسال صورة أو كلام عن المتنمر به يثير فضوله أو غضبه.
2- الاستدراج: والذي يعتبر أكثر خطورة؛ لأنه يلعب على وتر الاحتياج العاطفي وبخاصة عند الفتيات فيبدأ بالمدح والإعجاب حتى تقع الفتاة في الفخ.
3- البدء بإثارة إشاعة أو خبر كاذب يثير فضول المراهق ويجعله يستجيب للكلام.
4- الأسئلة التي غالبا ما تكون مبنية على معلومة صحيحة أو حقيقة يعرفها المتنمر عن المعتدي عليه.

• الآثار النفسية للضحية المعتدي عليها إلكترونيا:

1- التعرض للأذى النفسي للضحية الذي قد يصل إلى الاكتئاب المرضي.
2- التوتر والقلق.
3- العرضة إلى العزلة والإنسحاب.
4- الأمراض النفس جسدية.
5- قلة المستوى الدراسي والعلمي.
6- قد يزداد الوضع سوءا ويصل إلى حد الانتحار في كثير من الحالات.

• كيف تحمي طفلك من البلطجة الإلكترونية؟

1- لابد من توعية الشخص المتنمر به إلى أهمية أن يتحدث إلى أهله أو أي شخص يستطيع أن يحميه، والتأكيد على أنه ليس مجرمًا بقدر كونه ضحية حتى لا يشعر بالخجل أو الذنب فلا يستطيع إتاحة الفرصة لإنقاذ نفسه.
2- يجب إغمار الشخص المتنمر به بالحب والاحتواء والاهتمام والرعاية ومساندته والوقوف بجانبه.
3- لابد من محاولة اكتشاف وعقاب المتنمر ووضعه تحت خطة إعادة تأهيل لكي يعالج هو الآخر ويصبح فرداً مفيداً للمجتمع.
4- وأخيراً لابد من توعية أبنائنا من أهمية الوقوف في وجه البلطجة الإلكترونية بكل أشكالها والتركيز على إعادة ثقتهم بأنفسهم ومحاولة بنائهم نفسيا والإسراع بإتخاذ إجراء حاسم لإنقاذهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved