«أوغلو».. رئيس وزراء أردوغان «المغضوب عليه»

آخر تحديث: الخميس 5 مايو 2016 - 7:46 م بتوقيت القاهرة

أنقرة - الفرنسية

- صاحب سياسة صفر مشاكل مع الجيران
- مهندس السياسة الخارجية المعتمدة أثناء حكم أردوغان

رغم كل الجهد الذي بذله رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ليتبوأ مكانته الخاصة في مشهد سياسي يهيمن عليه الرئيس رجب طيب أردوغان، لم يتمكن قط من الخروج من عباءة الرجل القوي في البلاد.

ففي 22 مايو يعقد حزب العدالة والتنمية المحافظ الحاكم مؤتمرا استثنائيا لتعيين خلف داود أوغلو الذي أعلن اليوم، أنه لن يترشح، ما يعني تلقائيا خسارة منصبه في رئاسة الوزراء.

وفيما اعتبرته المعارضة "دمية" أردوغان عندما عينه الأخير خلفا له في أغسطس 2014 على رأس الحكومة تمكن داود أوغلو تدريجيا من احتلال مكانة خاصة به على الساحة السياسية التركية.

فمن مستشار دبلوماسي إلى وزير للخارجية اكتسب داود أوغلو مهندس السياسة الخارجية المعتمدة في أثناء حكم أردوغان صورة المفاوض المحنك.

كما أنه قاد وفد التفاوض التركي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ما أدى في 18 مارس إلى اتفاق مع اوروبا حول الهجرة قد يعود على المواطنين الأتراك بإنجاز تاريخي يكمن في إعفائهم من تأشيرة الدخول إلى فضاء شنغن الأوروبي.

وسعى الأستاذ الجامعي السابق اللطيف والباسم بالعادة إلى إضفاء القوة على صورته فرفع صوته على المنابر مكررا الخطابات الحادة النبرة المليئة بإحالات إسلامية التي اعتمدها الرئيس.

وحتى الآن بقيت خلافاته مع الرئيس المعروف بطبعه المتفجر طي الكتمان، قبل أن تنكشف فجأة في الأسابيع الأخيرة.

مهندس الدبلوماسية -

اضطر داود أوغلو المؤيد لاستئناف المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لإنهاء نزاع دام في جنوب شرق البلاد، للانصياع إلى إرادة الرئيس الذي يعتبر أن الحل الوحيد هو الحل العسكري.

كما انه لم يبد مستعجلا لتطبيق مشروع الدستور الجديد الرامي لإنشاء نظام رئاسي يسعى إليه أردوغان بجهد.

وفيما حاول رئيس الوزراء إعادة تلميع صورة تركيا في ملف حقوق الإنسان لا سيما بعد التظاهرات المناهضة لأردوغان التي قمعت بشدة في غيزي بإسطنبول في 2013، كثف الرئيس التركي التصريحات الحادة إزاء أوروبا.

ويشير المراقبون إلى أن اتفاق الهجرة المبرم مع الاتحاد الاوروبي قد يكون حسم مصير داود أوغلو الذي ترأس المفاوضات في ما بدا استبعادا لأردوغان.

أخيرا بلغ التوتر بين الرجلين أوجه في 29 إبريل عندما سحبت اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية من رئيس الحكومة صلاحية تعيين المسؤولين المحليين للحزب مقوضة سلطته.

في الخطاب الأكثر إيجازا لداود أوغلو أمام أكثريته البرلمانية الثلاثاء، قال إنه مستعد للتخلي عن أي منصب يعجز أي كان عن رفضه في تصريح اعتبره البعض مؤشرا على استقالة محتملة.

ويتوقع المراقبون أن ينسحب داود أوغلو بلا أي مشاكل مع بقائه عضوا في الحزب.

ولد أحمد داود أوغلو في 26 فبراير 1959 في محافظة قونيا في قلب الأناضول الأوسط، المنطقة المتدينة والمحافظة، وهو أب لأربعة أطفال.

بعد تدريس تاريخ العلاقات الدولية لفترة طويلة انضم إلى فريق رجب طيب أردوغان مع تولي الأخير رئاسة الحكومة في 2003. بعد ست سنوات استلم الرجل الذي يتقن عدة لغات بطبيعة الحال حقيبة الخارجية.

في تلك الفترة وضع صاحب كتاب "العمق الاستراتيجي" بصمته على الدبلوماسية التركية، خصوصا مع تطبيق سياسته "صفر مشاكل مع الجيران" التي روج لها بهدف تحويل تركيا إلى لاعب لا مناص منه على الساحة الشرق أوسطية.

لكن اعتبارا من 2011 سرعت أحداث "الربيع العربي" تهالك مشروعه الذي بدا معارضوه يسمونه تهكما "مشاكل مع جميع الجيران".

اليوم تواجه تركيا تبعات الحرب في سوريا على حدودها وتهديد تنظيم «داعش» والنزاع الدامي مع الأكراد في جنوب شرق البلاد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved