فيسك: لماذا يلوذ المهاجرون بـ«الكفار» بدلا من «الخليج»؟

آخر تحديث: السبت 5 سبتمبر 2015 - 11:11 ص بتوقيت القاهرة

قال الكاتب البريطانى، روبرت فيسك إن دافع مئات الآلاف من المسلمين الآن للفرار من الشرق الأوسط إلى أوروبا رغم افتقارها للإيمان الدينى، هو أن «فكرة الإنسانية فيها مازالت على قيد الحياة».

وأضاف فيسك فى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس الأول، أن «أوروبا الذى كان يطلق عليها يوما الغرب المسيحى، ويعتبر أهلها أشرارا فى الشرق الأوسط، فنحن الذين فجرنا وأفسدنا واعتدينا على مسلمى المنطقة وندعم الطغاة الأشرار فيها (باستثناء غير الطائعين لرغباتنا)، ونمتص كنوز النفط والغاز الطبيعى من الشرق الأوسط»، متسائلا: «ألسنا نحن الكفار؟».

وتابع الكاتب البريطانى: «صحيح أن اللاجئين السوريين، ويقدرون بالملايين، استقروا فى مخيمات بائسة على حواف لبنان وتركيا والأردن، ولكن مئات الآلاف من الفقراء منهم يرغبون فى مواصلة الفرار من جلاديهم»، متعجبا من أن «هؤلاء اللاجئين يبحرون فى القوارب لا إلى المكان الذى يمكن أن نتوقع منهم أن يذهبوا إليه، حيث القلب النابض للإسلام، إلى الأرض التى عاش فيها النبى وأنزل عليه القرآن فيها.. السعودية وهى واحدة من أغنى الممالك الخليجية».

ولفت فيسك إلى أن «اللاجئين لم يقتحموا شاطئ البحر الأحمر فى جدة، مطالبين باللجوء والحرية فى المملكة، ولم يتوسلوا إلى حرس الحدود السعودى للسماح لهم بأخذ القطار من الظهران إلى الرياض، للبحث عن الراحة والأمان لأسرهم».

وأوضح الكاتب البريطانى أيضا أن السوريين الفارين من نظام الرئيس السورى بشار الأسد لم يلقوا بأنفسهم تحت أقدام تنظيم داعش وخلافته المزعومة، والذى تفوح من مقاطع الفيديو الخاصة به رائحة الموت العفن والعقاب بدلا من الرحمة.

وختاما، لفت فيسك إلى وجود هوة متنامية بين الناخبين الأوروبيين والطموح غير الأخلاقى لقادتهم، مستثنيا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مؤكدا أن ذلك يفرض تحديا أكثر خطورة فى المستقبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved