أم مروة.. تمسح الأحذية لتعليم أبنائها

آخر تحديث: الأحد 5 نوفمبر 2017 - 11:17 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ نسمة يوسف:

بنفس راضية وملامح شبه جامدة، تفترش الثلاثينية أم مروة الرصيف المجاور لمبنى الشهر العقارى فى رمسيس، أمام صندوقها الخشبى الصغير المخصص لمسح الأحذية.. مهنة لم تكن تريد أن تمتهنها، لكن «اليد القصيرة» قادتها إلى هذا المفترق.
تقول أم مروة بعد الانتهاء من مسح أحد أحذية العابرين: «أنا أم لثلاثة أطفال: مروة 7 سنوات، ومحمد 4 سنوات، ومها سنتان، وزوجى مريض عنده فيروس (سى)، ومش بيقدر يشتغل، وكان لازم أنا اللى اشتغل وأدور على حاجة ينفع أعملها وأجيب منها فلوس أمشى بيها البيت».
بجوارها، تجلس ابنتها الكبيرة ذات السبع سنوات، ممسكة كتبها المدرسية، وتلتحف بغطاء يسترها من نفحات الهواء، الذى قد يكون قارصا على جسدها النحيل.
«كان لازم أتحدى الظروف علشان أكسب القوت الحلال وأربى ولادى أحسن تربية وأعلمهم كويس وأقدر أصرف عليهم علشان يطلعوا متعلمين وفاهمين وأحسن ناس ويقدروا يعملوا اللى مقدرناش إحنا نعمله، وكمان أعرف أجيب علاج جوزى»، أحلام بسيطة تدور داخل البركان الخامد الذى يحاول أن يثور من داخل أم مروة، والتى اختارت أن تكون «ماسحة أحذية»: «عندى استعداد أمسح جزم الناس بس المقابل ولادى تتعلم ويبقوا أحسن».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved