«القوات الخاصة».. استراتيجية أقل تكلفة وأكثر كفاءة لمحاربة الإرهاب

آخر تحديث: السبت 5 ديسمبر 2015 - 12:16 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد أبو المجد:

- واشنطن رفعت ميزانية القوات الخاصة من 2.3 مليار دولار فى 2001 إلى 10.5 مليار عام 2012.. وأنجح عملياتها كانت قتل «بن لادن»

يعتبر دفع الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأول، بنحو 100 عنصر من القوات الخاصة إلى العراق لتنفيذ «عمليات دقيقة ومحدودة جدا» على الأرض، على حد وصف المسئولين الأمريكيين لمهامهم، قرارا ليس الأول من نوعه، فعلى مدى العقود الماضية، اعتمدت استراتيجيات الأمن القومى لواشنطن على العمليات الخاصة بدرجة لم يسبق لها مثيل، خاصة أن التعرف على الإرهابيين وإضعافهم باتت من أولويات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».
وبحسب ما نقلته مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية، فإن القوات الخاصة أثبتت قدرتها على تنفيذ عمليات المطاردة من خلال نظام استهداف جديد يقضى بالتعرف على الأهداف والقضاء عليها واستغلال وتحليل الموقف، لافتة أن تعاونهم مع أجهزة المخابرات سمحت لهم التحرك «فى سرعة الحرب»، حسب ما نقلته عن المصمم الرئيسى لنهج الولايات المتحدة
المعاصر لمكافحة الإرهاب، ستانلى ماكسترال.
وأضافت المجلة أن تحقيق رؤية ماكسترال كلفت الإدارة الأمريكية الكثير، حيث ارتفعت ميزانية القوات الخاصة من 2.3 مليار دولار عام 2001 إلى 10.5 مليار عام 2012، مشيرة إلى أن الاستثمار حقق أرباحا واضحة، وعلى الأخص عملية أفغانستان فى مايو 2011، للقضاء على زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن.
وتابعت المجلة: «فى بعض الأحيان يلجأ صناع القرار للطائرات المسلحة بدون طيار، أو العمليات العسكرية الخاصة، وهو ما يطلق عليه «التعامل المباشر»، ولكن قادة القوات الخاصة يعترفون أن هذا النوع من العمليات لا ينبغى أن يكون مرتكز استراتيجية الولايات المتحدة لأنها تؤدى أحيانا إلى تعقيد الجهود والعلاقات الدبلوماسية لمدة طويلة، مشيرة إلى أنه يجب أن يصاحبها «التعامل غير المباشر»، وهو المتمثل فى العمل مع شركاء من خارج الدولة لتنفيذ المهام بطرق غير تقليدية أحيانا.
وأشارت المجلة إلى أن القوات الخاصة تعمل على تكوين علاقات تستمر لعقود مع مجموعات مختلفة، لتدريبهم ونصحهم، والعمل بجانب قوات أمن دول وقبائل ومليشيات وأى مجموعات غير رسمية، بالإضافة إلى القيام بعمليات مدنية يوفرون من خلالها مساعدات صحية وبيطرية وزراعية للمدنيين، لكسب ثقتهم وفهم الظروف المحلية والسكان.
ولفتت المجلة إلى أنه يجب أن تعطى القوات الخاصة الأولوية للعمليات غير المباشرة، لأنها تحقق مزايا مستديمة وتترك بصمات أقل، كما أن تكلفتها أقل بكثير، لذلك يجب إعادة تكوين مجتمع القوات الخاصة لينفذ هذه العمليات بمهارة أعلى، لأن فائدتها كبيرة خاصة فى أوقات التقشف المالى.
وذكرت المجلة أن للقوات الخاصة قصة نجاح كبيرة فى كولومبيا، حيث بدأت عملية تدريب قوات «كوماندوز» كولومبية عام 1998، والآن تحولت الدولة اللاتينية إلى مكان آخر، حيث انخفضت أعمال العنف وتجارة وإنتاج مخدر الكوكايين بنسبة 72% منذ عام 2001، كما دخلت المجموعات المسلحة فى مناقشات سلام مع الحكومة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved