تقرير - كونتي ولعنة الموسم الثاني في «موطن الخونة»

آخر تحديث: الثلاثاء 6 فبراير 2018 - 3:55 م بتوقيت القاهرة

زيـاد الميـرغـني

"أهلا بك في قلعة ستامفورد بريدج .. موطن الخونة والمؤامرات"، ربما يكون الأمر مبالغا فيه كثيرا خاصة لأنه يتعلق برياضة يُفترض ان تسمو بالروح الإيجابية والاخلاق، ولكن الوضع هنا مختلف قليلا ومن الجائز أن يحتمل حقا ذلك الوصف، فقط استرجع ذاكرتك لسنوات قليلة ماضية ستجد أن القصة مألوفة في فريق غرب لندن الشهير بلونه الأزرق، فبعد كل نجاح في موسم أو اثنين تأتي الكارثة وتنتشر الفوضى في كل أرجاء النادي، ويكون الضحية الأبرز كالعادة هو المدرب ليهدأ "سفاح المدربين" أبراموفيتش مالك النادي قليلا ويظل هو البطل الأوحد في الفريق البطل ما بعد بداية الالفية الجديدة.

المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي بطل الكالتشيو 3 مواسم متتالية مع السيدة العجوز، وصاحب أفضل مستوى للاتزوري منذ تتويجه ببطولة العالم في ألمانيا عام 2006، وذلك في اليورو الأخير 2016 بفرنسا، وبطل البريميرليج الموسم الماضي بأطول سلسلة انتصارات متتالية عرفها البلوز في تاريخه، ها هو في مهب الريح هذا الموسم، بعد أن خذلته الإدارة كالمعتاد في الدعم بلاعبين وصفقات جديدة وقوية ومنحته فقط القليل من احتياجاته التي طلبها لتحقيق نفس النجاح أو الصمود لفترة أطول وسط الأموال العملاقة والصفقات الرهيبة لقطبي مانشستر رائدي الترتيب هذا الموسم بالمسابقة الأقوى في العالم.

كما أن المؤامرات المعتادة من لاعبي الفريق والتي كانت ولازالت الشوكة في حلق اي مدرب يقدم نجاحات في ستامفورد بريدج ليطاح به خارجه، فبعد ما قام به اللاعبون مع البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يدان له بالفضل في أكثر من نصف بطولات البلوز في الدوري الممتاز وباقي بطولات إنجلترا، وصاحب الفضل أيضاً في وضع نادي متوسط مثل تشيلسي مع بداية الألفية الجديدة لفريق عملاق وسط كبار القوم في بلاد الضباب.

فأطاح به اللاعبون في ولايته الاولى في منتصف الموسم أيضاً، وكان في مقدمتهم جون تيري في موسم 2007-2008، وكان ذلك بعد تحقيقه للقبين دوري إنجليزي ونجاح ساحق له مع الفريق الازرق، لتعود نفس الكره في ولايته الثانية وبعد موسم كبير أعاد فيه البلوز للواجهة وفاز بالبريميرليج، دخل الفريق في دوامة من التراجع والسوء، ليتآمر مرة أخرى نجوم الفريق وعلى رأسهم فابريجاس، هازارد ودييجو كوستا وغيرهم كما قالت الصحافة ومورينيو نفسه في بعض التلميحات، ليصدر السفاح قراره بإقالة "سبيشال وان" وتعيين جوس هيدينك مؤقتا كما حدث في الولاية الاولى وعين الإسرائيلي أفرام جرانت خلفاً له.

وتعود ريما لعادتها القديمة كما يُقال في المثل الشهير، مع الإيطالي كونتي هذا الموسم فيتآمر عليه بعض اللاعبين مثل ديفيد لويز، كورتوا وجاري كاهيل ليزيحوه من على مقعد المدير الفني، خاصة وأنه دخل في مشاحنات مع بعضهم ولم تدعمه الإدارة بالشكل القوي والمناسب أمامهم ما أدى لرحيل دييجو كوستا بالصيف ومؤخراً لويز الذي طلب كونتي رحيله عن الفريق، ليبقى الإيطالي منتظراً رصاصة الرحمة في القريب العاجل بعد تلقي الفريق للهزيمة الثانية على التوالي بالدوري امام واتفورد برباعية ومن قبلها امام بورنموث بثلاثية وهي فرق متوسطة وصغيرة في جدول ترتيب المسابقة، وربما تكون النهاية بعد مواجهة برشلونة المصيرية في ثمن نهائي دوري الأبطال، إذا أهلا بكم في موطن الخونة .. تشيلسي !!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved