ثقوب فى جدار القلب.. أكثر العيوب الخلقية شيوعا لدى الأطفال

آخر تحديث: الجمعة 7 ديسمبر 2018 - 10:33 م بتوقيت القاهرة

< ثقوب الحاجز الأذينى Arial Septal Defect (ASD)

أثناء تلك الفترة التى يقضيها الجنين فى رحم أمه يبدو وجود ثقب بين الأذينين أمرا ضروريا ولازما حتى يمر منه الدم القادم من الأم عبر المشيمة فى دورة دموية جنينية خاصة. فى الأحوال الطبيعية حينما يولد الطفل ويبدأ فى التنفس يغلق هذا الثقب بذاته خلال ساعدات. إذا استمر هذا الثقب مفتوحا ولم يغلق على نفسه اعتبر ثقبا فى الجدار عيبا خلقيا يجب إصلاحه جراحيا فيما بعد. هناك أيضا النوع الثانى من تلك الثقوب والذى يولد به الطفل فى الحاجز الأذينى بعيدا عن مكان الثقب الطبيعى.

< هل يعانى الطفل صاحب الثقب الأذينى؟

عادة لا تظهر أى أعراض على الطفل عند ولادته أو حتى فيما بعد أثناء فترات نموه متى كان الثقب صغير الحجم. لا يؤثر الثقب الصغير عامة ويكتشف بالمصادفة إذا ما ذهب الطفل لزيارة طبيب بسبب آخر مختلف. وجود صوت مميز مسموع (لغط) أثناء الكشف هو أول ما يلفت الانتباه لوجود عيب خلقى.
إذا ما كان الثقب متسعا يعانى الطفل من أعراض تبدو فى إعراضه عن الطعام ونموه البطىء مقارنة بمن هم فى مثل عمره. سرعة التنفس والتعب لأقل جهد الأمر الذى يلفت بالطبع نظر أسرته.

< التشخيص والعلاج

يعتمد التشخيص بداية على الكشف الإكلينيكى على الطفل وتسجيل تاريخه المرضى والأسرى ورصد لغط القلب وأصواته.
يجب أيضا إجراء صورة أشعة على الصدر لمراجعة حجم القلب وأحوال الرئة. رسم قلب وصورة أشعة بالصدى الصوتى لهما بلا شك أهمية فى تجديد حجم الثقب وتبعات العيب الخلقى، الأمر الذى يشى بمستقبل خطة علاج الطفل وحتى يجب التدخل الجراحى.
صورة للقلب بالرنين المنغاطيسى تعطى صورة أكثر دقة لحجم الثقب وتوضح إذا ما كان هذا هو العيب الخلقى الوحيد أم أن هناك آخر يلازمه.
يعتمد العلاج على حجم الثقب وما أحدثه من تغيرات فسيولوجية فى عمل القلب. هناك ثقوب تغلق بنفسها هناك أيضا ثقوب ميكرسكوبية لا تحدث أى أثر يذكر وقد تكتشف بالمصادفة فى عمر متقدم.
ما يجب علاجه جراحيا هى تلك الثقوب المتسعة فى الجدار الأذينى إذا ما كان لها أثر على الدورة الدموية وعمل القلب.

< ثقوب الحاجز البطينى Ventricular Septal Dofect (VSD)

هو أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعا، إذ يمثل عشرين بالمائة منها. قد يحدث الثقب كعيب خلقى واحد وقد يحدث مع عدد آخر من العيوب المركبة التى يولد بها الطفل.
المعروف أن الضغط فى البطين الأيسر أعلى منه فى البطين الأيمن، لذا فوجود ثقب فى الجدار العضلى العازل بين البطينين يؤدى إلى اختلاط الدم المحمل بالأكسجين من البطين الأيسر بذلك الخالى منه والمحمل بغاز ثانى أكسيد الكربون فى البطين الأيمن. الأمر الذى معه تبدو الأعراض أكثر وضوحا كلما اتسع هذا الثقب.
يظل الطفل أيضا أكثر من أقرانه عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسى واحتقان الرئة وإصابة السطح الداخلى لعضلة القلب بالعدوى البكتيرية. الإصابة بالعدوى البكتيرية التى تتسلل غالبا من الفم إلى الدم هى أخطر ما يمكن أن يصيب الطفل بإصابات بالغة قد تؤدى لهبوط عضلة القلب.
قد تغيب الأعراض رغم وجود ثقب صغير بين البطينين ويكتشف العيب بالمصادفة أثناء كشف طبى عادى ربما كانت الشكوى مجرد نزلة برد إذا ما كان الثقب متسعا أو زاد بمرور الوقت بدت الأعراض فى الإجهاد المزمن وتكرار الإصابة باحتقان الزور. إذا ما ألم ذلك بالطفل وهو مازال رضيعا بدا ذلك فى تأخر نموه وعدم إقباله على الرضاعة وتعرقه دائما معها كما لو كانت جهدا يبذله مضطرا.

< كيف يتم تشخيص ومتابعة الطفل؟

كشف جيد إكلينيكى على الطفل إلى جانب تسجيل تاريخه المرضى والعائلى هى البداية لتشخيص دقيق.
رسم قلب وصورة أشعة للصورة معها تتضح معالم تطور الحالة إذا ما تم اكتشافها متأخرا.
من أهم الاختبارات التى يجب أن تجرى الكشف بالصدى الصوتى. الأمر الذى معه يتضح ما آل إليه حجم البطين الأيسر وحجم الثقب ومختلف تأثيراته على عضلة القلب.
صورة بالرنين المغناطيسى أيضا يمكنها إضافة بعض التفصيلات الدقيقة التى يحتاجها الطبيب لاتخاذ القرار فى طبيعة العلاج وموعد إجراء عملية رتق هذا الثقب.
قد تجرى قسطرة قلبية فى نهاية الأمر وفقا لنوع هذا الثقب ومكانه وعلاقته بما جاوره من أنسجة عضلية وصمامات لتتضح الصورة تماما قبل إجراء الجراحة.

< هل من علاج؟

ــ حجم الثقب وتداعيات وجوده وأثرها على عضلة القلب كلها عوامل تحدد خطة العلاج.
ــ هناك ثقوب لا تحتاج علاجا، إذ تكفى القلب شر القتال وتنغلق على ذاتها.
ــ إذا ما أحدثت الثقوب مضاعفات أخذ العلاج الطبى دوره منذ البداية لمقاومة ضعف وهبوط عضلة القلب.
ــ رتق الثقب جراحيا هو الحل النهائى والأمثل ويمكن أن يتم فى أى وقت من عمر الطفل حتى فى سنته الأولى، وفقا لما تأتى به نتائج الأبحاث المختلفة والأعراض التى يعانى منها الطفل.
حقق العلم فى العقدين الأخيرين نجاحات باهرة فى تشخيص وعلاج أمراض قلب الأطفال، حتى إن منها ما يعالج الآن والطفل مازال جينيا فى رحم أمه ليلقى العالم بقلب سليم لا عيب فيه ولا عجز يلاقيه. لكنه لم يجب عن السؤال الأشهر: لماذا يصاب القلب بعيوب خلقية؟
احتمالات تشير إلى الموروثات الجينية وأخرى إلى إصابة الأم بأمراض مزمنة مثل السكر. ربما كان للإدمان دور! ربما كانت أيضا إصابة الأمهات بالحصبة الألمانية!
لا أحد حتى الآن لا يعلم إلا الله سبحانه. إذا كانت تلك الإجابة المنتظرة ستشرح لنا سبل الوقاية فهذا مهم أما الأهم فهو أننا الآن نملك سبل رتق تلك الثقوب بعد تشخيصها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved