«جحيم حلب» يزيد من أسهم الأسد وحلفائه

آخر تحديث: الإثنين 8 فبراير 2016 - 10:52 ص بتوقيت القاهرة

«جارديان»: روسيا تطيح بخطط الغرب والأمم المتحدة فى سوريا.. وإندبندنت: خسارة المدينة يعنى انهيار المعارضة المعتدلة والمفاوضات
مع استمرار تصعيد القصف الروسى السورى المشترك على مدينة حلب الموازى لتقدم مشترك لجيش النظام السورى المدعوم بمليشيات شيعية فى ريف المدينة، وتفاقم أزمة اللاجئين بعد نزوح عشرات الآلاف من السورين إلى الحدود التركية، اعتبرت تقارير غربية أن المعركة الدائرة على «رمز الثور» أى، حلب، منذ الاثنين الماضى، تشكل نقطة حاسمة فى العلاقات بين روسيا ودول الغرب، كما أنها تعنى انهيار المعارضة المعتدلة فى سوريا حال تمكن النظام السورى من السيطرة على المدينة.

وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية فى تقرير لها، أمس، إن معركة حلب ستأخذ الحرب الدائرة فى سوريا إلى اتجاه مختلف حال سقوط المدينة فى يد النظام، إذ إن هزيمة المعارضة التى كانت قد استحوذت جزئيا على المدينة فى عام 2012، ستحول الصراع على الأرض فى سوريا إلى صراع ثنائى الأطراف فقط بين نظام الأسد وتنظيم «داعش»، ما يجعل أى أمل فى التوصل لتسوية قائمة على التفاوض السياسى مع المعارضة السورية أمرا مستحيلا، وهذا كان الهدف الأساسى لروسيا، وهو ما قادها بالأساس إلى خوض هذه الحرب منذ 4 أشهر.

وتابعت الصحيفة: «قد لا يكون مفاجئا أن قصف حلب، وهى أحد رموز الثورة السورية ضد الأسد فى عام 2011، قد بدأ بالتزامن مع مفاوضات السلام، التى جرت أخيرا فى جنيف، وسرعان ما تعثرت المفاوضات كما هو متوقع. فالتصعيد العسكرى للطيران الروسى بالتعاون مع جيش النظام كان يهدف إلى القضاء على أى دور للمعارضة فى مستقبل سوريا، كما يهدف إلى إيصال رسالة محددة مفادها أنه لن يتم السماح بتنفيذ أى خطط وضعها الغرب أو الأمم المتحدة بشأن مستقبل سوريا، وهو ما يعد تناقضا واضحا لما أعلنته موسكو من دعمها للحل السياسى».

وعن تأثيرات سقوط المدينة، مضت الصحيفة قائلة إنها ستؤثر على الجميع، حيث بات الأوروبيون يدركون أن ما يحدث فى الشرق الأوسط يؤثر بشكل مباشر على أوروبا، مضيفة أن تلك الأحداث أظهرت العلاقة الواضحة بين المأساة السورية المتمثلة بالتدخل الروسى فى سوريا، وبين الضعف الاستراتيجى الذى أصاب أوروبا والغرب بشكل عام فى المنطقة، حيث تعد حالة عدم الاستقرار تلك بمثابة الهدف الأمثل لروسيا، التى تسعى للسيطرة عبر استغلال تردد وتناقض مصالح أولئك الذين تعتبرهم منافسيها.

وتابعت الصحيفة أن مستقبل حلب سيحدد بشكل واضح ما سيحدث فى المستقبل، فهزيمة المعارضة ستقوى من داعش على الأرض وستحوله إلى المدافع الوحيد عن المسلمين السنة أمام الأسد.

وفى السياق ذاته، اعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن مقاتلى المعارضة السورية يخوضون معركة من أجل البقاء فى مدينة حلب وريفها بشمالى البلاد، إذ إن سقوطها يعنى قطع آخر خطوط الإمداد للثوار من تركيا إلى حلب، وهو «ضربة مدمرة» للمعارضة السورية المسلحة.

وبحسب الصحيفة، فإن الجحيم المتصاعد فى حلب غذى شكوك المعارضة بأن النظام السورى وحلفاءه لا يكترثون للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية أكثر من اهتمامهم بتأمين نصر عسكرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved