«مفاوضات ستوكهولم».. محاولة جديدة لإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن

آخر تحديث: السبت 8 ديسمبر 2018 - 11:28 م بتوقيت القاهرة

محمد عبد الجليل

انطلقت، الخميس الماضي، جولة جديدة من مفاوضات ساعية لإحلال السلام في اليمن برعاية أممية، بعد توقف دام لأكثر من سنتين، أملًا في إنهاء معاناة الشعب اليمني من الحرب التي استمرت لنحو 4 سنوات، تسببت بما وصف بـ «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».

وترصد «الشروق» في هذا التقرير لمحة عن الوضع الإنساني في اليمن ومصير المحادثات السابقة، وأبرز ملامح هذه المشاورات التي يبدي البعض تفاؤلًا بشأنها.

-لمحة عن الوضع الإنساني في اليمن

دفع الصراع المسلح في اليمن، الذي يتكبد ثمنه الشعب اليمني، نحو أزمة إنسانية وضعت ما يقرب من 22 مليون مواطن يمني، في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، منهم حوالي 14 مليونًا، نصفهم من الأطفال، يواجهون خطر المجاعة في البلاد.

أدى الصراع إلى تدهور كبير في الاقتصاد اليمني، وبحسب تقارير فإن انكماش النمو وصل إلى 50% منذ عام 2015، بينما وصلت نسبة البطالة إلى أكثر من 30%، فضلًا عن ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 42%، إلى جانب عدم دفع أجور الموظفين لسنوات، وتشير التقديرات إلى أن إعادة إعمار اليمن تتكلف من 50 مليار إلى 100 مليار دولار.

-محادثات سابقة مصيرها الفشل

محادثات ستوكهولم الجارية حاليًا، ليست الأولى، فقد تدخلت عدة أطراف لحل الأزمة اليمنية، منذ اندلاعها، وتمثل هذه المحاولات في عدة مشاورات، أبرزها:

*مؤتمر جنيف 2015:

انعقد مؤتمر جنيف، برعاية أممية، من أجل الدعوة إلى إنهاء الصراع، في 14 من يونيو عام 2015، لكنه سرعان ما انتهى دون التوصل إلى أية نتائج حاسمة لحل الأزمة.

*مفاوضات الكويت 2016:

بدأت مفاوضات السلام بشأن اليمن، برعاية كويتية، في أبريل عام 2016، لكنها تعثرت بعد نحو أكثر من 100 يوم من المحادثات، وغادرت الوفود المشاركة في المفاوضات الكويت في مطلع أغسطس من العام نفسه.

*مفاوضات جنيف 2018:

أعلن هذه المفاوضات تحت رعاية المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، لكنه صرح بفشل المحادثات قبل أن تبدأ، بسبب تغيب الحوثيين، الذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية للعودة إلى صنعاء عقب انتهاء المشاورات.
-تفاؤل بشأن مفاوضات «ستوكهولم» الجارية

ما يدعو إلى التفاؤل هو دخول الطرفين إلى المباحثات، بإعلانهما الرغبة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

وقد أعرب مسؤولان أمميان، يحضران اجتماعات مشاورات السلام المنعقدة حاليًا في ستوكهولم بالسويد، عن تفاؤلهما بشأن إمكانية إنجاز أمر ما على طاولة واحدة تجمع الطرفين خلال المناقشات لحل الأزمة.

مسؤولا الأمم المتحدة أوضحا أنه لا يوجد موعد محدد لنهاية المحادثات، مضيفين أن الطرفين يجتمعان معا، بشكل غير رسمي في غرف تناول الطعام، لتناول وجبات الإفطار والغداء والعشاء.

هذه التفاؤل يعززه إعلان المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، عن انتهاء المحادثات حتى الآن، إلى عقد اتفاق بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين، معتبرًا هذا الاتفاق بمثابة إجراء لبناء الثقة بين الطرفين.

-أهم النقاط محل النقاش خلال هذه المحادثات

تدخل الحكومة اليمنية هذه المحادثات ولديها عدد من المطالب، أهمها انسحاب جماعة الحوثي من مدينة وميناء الحديدة وتسليمهما إلى القوات الحكومية.

على الجانب الآخر تطالب جماعة الحوثي، بإعادة فتح مطار صنعاء، والإفراج عن المحتجزين، وبصورة عامة، فإن مطالب الحوثيين تتمثل في التوصل إلى حل كلي للأزمة دون تجزئتها، بينما تميل الحكومة اليمنية إلى عقد اتفاق أولي على بعض الملفات، ثم التطرق منها إلى القضايا الأخرى.

هذا ولا تزال الحكومة اليمنية متمسكة بالمرجعيات الأساسية الثلاثة لإحلال السلام في اليمن، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، إلى جانب قرار مجلس الأمن 2216، وهو ما يقابل بالرفض من قبل جماعة الحوثي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved