«جحيم حلب».. طبيب سورى يروى: نتعامل مع إصابات لم نرَ مثلها من قبل

آخر تحديث: الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 9:59 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد هشام:

• شهادات طبية: لم نعد نعالج جروحًا فالأجساد يتم تفجيرها وتتحول إلى أشلاء.. ومقاتل من المعارضة: غارات الروس أكثر فتكًا من غارات النظام

«بعد 5 أعوام من الحرب الأهلية السورية، ظن عادل، الطبيب السورى المقيم فى حلب أنه شاهد كل أنواع الإصابات والجروح، إلا أن الغارات الروسية على المدينة الأسبوع الماضى أثبتت أنه لايزال هناك ما هو أسوأ فى المستقبل»، بتلك العبارة استهلت صحيفة «التليجراف» البريطانية، تقريرا عن الأزمة الإنسانية فى حلب.

ونقلت الصحيفة عن الطبيب عادل، وهو مسئول عن مركز استقبال المصابين قرب معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية قوله: «لم نعد نعالج جروحا فالأجساد يتم تفجيرها وتتحول إلى أشلاء».

وأكد الطاقم المعاون للطبيب السورى، بحسب الصحيفة، أن أغلب المصابين من المدنيين وذلك نتيجة لقصف المقاتلات الروسية المناطق السكنية بشكل عشوائى، فضلا عن قصف مناطق كان يقيم فيها لاجئون نزحوا من منازلهم فى مناطق آخرى من البلاد فى وقت سابق.

ونقلت الصحيفة عن طبيب آخر، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «عدد الإصابات القطعية بين السوريين قد تزايد ما أدى لزيادة عمليات بتر الأطراف».

وأضاف الطبيب المسئول عن أحد مراكز استقبال المصابين أنه «فى بعض الأحيان ننهار وندخل فى نوبات بكاء وانهيار عصبى فهؤلاء المصابون أهلنا».

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المرضى معتادى التردد على المركز يبلغ من العمر 75 عاما كان غائبا فى يوم زيارة مراسلة الصحيفة للمركز، إذ أوضح العاملون بالمركز أنه كان منشغلا بمراسم العزاء لـ6 من أبنائه لقوا حتفهم فى الصراع.

ونقلت الصحيفة عن مقاتلين فى المعارضة السورية التقتهم فى المركز يتلقون العلاج إن القوات الجوية الروسية حولت جهدها نحو معركة شمالى حلب، لضرب جماعات المعارضة قبل إرسال قوات برية للحسم النهائى.

وأوضحت الصحيفة أن «المعركة فى شمال حلب قد تكون نقطة تحول فى الحرب، ففضلا عن تهديدها لمواقع المعارضة فى باقى أنحاء المحافظة، فإنها قد تضع أجزاء كبيرة من الحدود السورية ــ التركية تحت سيطرة القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد فى غضون أشهر».

وأشارت الصحيفة، نقلا عن مقاتل مصاب بالمعارضة السورية إلى أن هناك فارقا بين غارات النظام والغارات الروسية، قائلا: «عندما كان النظام فقط يشن الغارات كانت تنفذها طائرة أو اثنتان تحلقان على مستوى منخفض تلقى بالقنابل على قرانا وينتهى الأمر، لكن الروس غاراتهم متواصلة وأكثر فتكا لدرجة لا تجعلنا نسمع صوت الغارة الثانية».

وذكرت «التليجراف» أنه على الرغم من أن الحرب أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص، فإن الأطباء فى مخيم كيليس للاجئين السوريين فى تركيا أكدوا أنه لا يمكن لأحد بعد تقدير الخسائر.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسعفين قوله إنه «فقط عندما نعود إلى سوريا يوما ما سنرى كم عدد مبتورى الأطراف والأرامل والأيتام الموجودين حقا»، مضيفا أنه «فى ذلك الحين سنعلم ماذا فعلت بنا تلك الحرب حقا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved