روشتة ضيوف الدورة 49 لمعرض الكتاب لتحقيق أهداف «القوة الناعمة»

آخر تحديث: الجمعة 9 فبراير 2018 - 8:46 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ حاتم جمال الدين:

-مخاوف من تراجع دور مصر إفريقيًا.. وتحذيرات من تنامى الدور الإسرائيلى.. ومطالبات بالاعتماد على
الأزهر والفن

 

شهدت ندوات معرض الكتاب فى الدورة 49 العديد من الحوارات الساخنة عن واقع الثقافة بمصر، والمشاكل التى تواجه قوة مصر الناعمة للقيام بدورها الفاعل على الساحة الدولة، وخرجت كثير من تلك الحوارات بتحذيرات خطيرة وتوصيات مهمة جديرة بالاحترام، وفى السطور التالية ترصد «الشروق» بعضا منها.

 

حذرت ندوة «دوائر الدور المصرى» من فقد مصر لأدوات التواصل مع افريقيا، وقالت د. منال الطويل إن الدور المصرى فى إفريقيا تراجع منذ عام 1979، بعد أن وضع الرئيس السادات معظم اوراق اللعبة فى يد امريكا.

 

فيما أشارت إلى تنامى الدور الاسرائيلى بالقارة السمراء، وقالت ان اسرائيل تعمل بمنهج خرج من دراسات طويلة فى شئون القارة، واستطاعت خلال سنوات طويلة ان تغير الصورة الذهنية للعرب فى المخيلة الإفريقية، وربطها بتجارة الرقيق الاسود، ونتيجة ذلك اصبحت صورة العرب فى العقلية الإفريقية باعتبارهم «النخاسين الأوئل»، والحقيقة أن العرب لم يكن لهم أى دور فى هذا الامر.

 

وحذرت د. الطويل من نظرة التعالى والاحساس بالتفوق التى تمثل حاجزا كبيرا فى علاقتنا بافريقيا، مؤكدة بأن هذه النظرة اصبحت ضربا من الخيال، وليس لها اساس فى الواقع.

 

أما ندوة «القوى الناعمة والسياسة الخارجية المصرية» التى شارك فيها د. مصطفى كامل السيد والسفير محمد انيس ود.محمد كمال، فأكد السفير محمد أنيس انه لابد من عودة التلفزيون المصرى لمكانته الراسخة، لأنه من أحد المصادر التى تمثل مصر خارجيا فى القوى الناعمة.

 

واشار د. مصطفى كامل السيد، أن مصر كانت تمتلك قوى ناعمة كبيرة، فى الجامعات المصرية، ولكن الآن وضع الجامعات المصرية تراجع، وقال إن مصر لم تعد تحتكر تفوق التعليم مثل ما كانت فى الماضى، لتفقد بذلك واحدة من عناصر القوى الناعمة التى كانت تمتلكها.

 

وطالب بضرورة استغلال الازهر الشريف كمصدر للقوى الناعمة الخارجية، لأنه مازال يحتفظ بمكانته السامية واحترامه بين الدول العربية والاسلامية.

 

وفى اللقاء الفكرى الذى عقده د. زاهى حواس وزير الآثار الاسبق، فأكد أن آثار مصر تمثل اكبر قوى ناعمة فى العالم، ويجب استثمارها من اجل اعلاء شأنها امام العالم.

 

كما طالب بضرورة وضع خطة تسويقية شاملة لجلب السياحة إلى مصر، والتأكيد على ان مصر الذى مر بها الانبياء بلد آمن.

 

وعلى محور آخر شدد المخرج داود عبدالسيد على ضرورة وضع حلول لمشاكل السينما المصرية، وإعادة النظر فى صناعة السينما واعتبارها واحدة من اهم عناصر دعم قوة مصر الناعمة، وقال إنه باسترجاع صناعة السينما مكانتها الثقافية فى العالم يمكن لصناع السينما حصد العديد من الجوائز العالمية التى غابت عنها.

 

وفى سياق متصل قال المؤلف الموسيقى راجح داوود، فى ندة «الموسيقى والغناء وقوة مصر الناعمة» بان الفن ليس للترف والمتعة فقط، ولكنه يساعد ترسيخ الذوق العام فى المجتمع، ويقوم بتفريغ الشحنات السلبية بقتل الملل، ويساعد على تنظيم العمل.

 

وانتقدت د. سهير عبدالسلام، عميدة كلية الادب جامعة حلوان، الافلام التى تسىء لصورة المرأة المصرية، فى وقت يفتخر فيه العالم كله بالنساء فى بلاده، وقالت ان فيلم مثل «اللمبى» قدم صورة سلبية للشباب المصرى.

 

وطالبت بضرورة الاهتمام بالدراما كأحد عناصر القوة الناعمة، والتى تقدم صورة لمصر فى الخارج، مسيرة للتجربة التركية فى ترويج السياحة عبر مسلسلات درامية.

 

واشار د. أحمد نوار، الفنان التشكيلى، رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق، إلى أزمة الفن التشكيلى فى مصر، والتى تكمن فى موقف الإعلام غير المبرر منه، وقال بأنه لا توجد برامج عن هذا الفن فى جميع القنوات الفضائية، مؤكدا بأن هذا التجاهل يمثل ساقطة كبيرة يسأل عنها المجلس الأعلى للإعلام.

 

شهد ندوة «القوى الناعمة والنخبة المصرية» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب مناقشات حول مفهوم القوى الناعمة فى مجتمعاتنا العربية، وكيفية الاستفادة منها، وحذر المشاركون فى الندوة من المفهوم السائد والذى يلخص ادوات القوة الناعمة فى الـ«بروباجندا الاعلامية».

واوصت ندوة «الملكية الفكرية» بضرورة نقل التجربة الجزائرية فى الاهتمام باصحاب حقوق المصنفات الابداعية.

 

وطالب د. نور فرحات، استاذ القانون، بإرسال متدربين إلى الجزائر لنقل تجربة ديوان حقوق المؤلف إلى مصر وتفعيل قانون الملكية الفكرية الذى تم تشريعه فى الدستور الاخير، وذلك تعقيبا على كلام سامى بن شيخ الحسين، مدير عام الديوان الوطنى لحماية المؤلف الجزائرى، والذى قال بأن الديوان جمع 52 مليون دولار لقاء جمع استغلالات المصنفات الفنية واختراق قوانين الملكية الفكرية.

 

وكان للرياضة موقعها على مائدة الحوار، حيث أوصت ندوة «كرة القدم والقوى الناعمة»، بضرورة عودة الجماهير إلى الملاعب مع إدخال بعض الأساليب الجديدة فى تنظيم المتفرجين داخل الملعب، حتى تظهر مصر بشكل يليق بمكانتها، وقال الناقد الرياضى ياسر أيوب إن تأثير كرة القدم كإحدى وسائل القوى الناعمة يزداد، ويجب الالتفات له.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved