«س و ج»..كل ما تريد معرفته عن الجيش الأمريكي الفضائي الجديد

آخر تحديث: الجمعة 10 أغسطس 2018 - 2:11 م بتوقيت القاهرة

كتب- حسام شورى

«قوة الفضاء » أو«الجيش الفضائي» تسمية ظهرت كثيرًا في الأفلام السينمائية الأمريكية، فلا تعتبر رؤية «جنديا فضائيا» بطلًا من أبطال فيلم خيال علمي، أمرا مستهجنا للمشاهدين الذين يهوون هذه النوعية من الأفلام.

ولكن بعدما حددت الولايات المتحدة الامريكي عام 2020 موعدا لإنشاء فرع جديد سادس من الجيش الأمريكي تحت اسم «قوة الفضاء»؛ تنفيذا لاقتراحات وأحلام ماضية، ليصبح الفضاء ساحة لمعركة جديدة بين الجيوش، يجب أن نتوقف كثيرًا عند هذا الأمر الذي قد ينقل الخطط العسكرية والجيوش العالم إلى منطقة أخرى غير مألوفة.

وفي هذا التقرير ترصد «الشروق» مجموعة من الاسئلة والإجابات عليها بشأن الفرع الجديد للجيش الأمريكي.

ما هي مهمة الجيش الفضائي الجديد؟
الجيش الأمريكي حاليا يتألف من أربعة فروع هي البر والبحر والجو ومشاة البحرية، وستكون قوة الفضاء مسؤولة عن مجموعة من القدرات العسكرية الأمريكة الحيوية في الفضاء، والتي تشمل كل شيء من الأقمار الصناعية التي يعمل بها نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) إلى أجهزة الاستشعار التي تساعد في رصد إطلاق الصواريخ.

ما هو موعد تدشينه؟
أعلن نائب الرئيس الامريكي، مايك بنس، أمس، عن خطط لإنشاء قوة فضاء أمريكية جديدة، لتصبح الخدمة العسكرية السادسة بحلول عام 2020، وأوضح في خطاب بوزارة الدفاع (البنتاجون) أن إنشاء القوة "فكرة حان وقتها"، من أجل ضمان هيمنة أمريكا.

كم تبلغ التكلفة المقترحة؟
حث بنس الكونجرس على تمرير تشريع يقضي بتأسيس وزارة لقوة الفضاء لتكون معنية "بتنظيم وتدريب وتجهيز قوة الفضاء الأمريكية".
وطالب نائب الرئيس المشرعين الأميركيين بالموافقة على ميزانية تقدر بثمانية مليارات دولار أميركي للقوة الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.

متى بدأ الاعتراف بالفرع الجديد للجيش رسميا؟
في يوليو 2017 صادق مجلس النواب الأمريكي على قانون الدفاع الوطني الذي بموجبه يتم تشكيل فرع جديد من الجيش أطلق عليه اسم "كتيبة الفضاء" ستكلف بإدارة العمليات في الفضاء.

ويتضمن القانون تعديلا ينص على تشكيل "كتيبة الفضاء" من خلال نقل وظائف يشرف عليها سلاح الجو الأمريكي حاليا إلى قيادة منفصلة.

لكن من المستبعد أن يتم تشكيل هذا الفرع على الفور لأن نسخة مجلس الشيوخ من قانون الدفاع الوطني لا تتضمن هذا الإجراء.

ما هو موقف ترامب منه؟
فور إعلان «بنس» عن القوة الجديدة بالأمس، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على «تويتر» قائلًا: "قوة فضاء بلا حدود".
وكان ترامب وإدارات سابقة قد طرحوا من قبل فكرة القوة الفضائية، ولكن، وفي يونيو الماضي، خلال مؤتمر صحفي عقد بالبيت الأبيض، أصدر ترامب توجيها عاجلا إلى وزارة الدفاع البنتاغون ببدء تشكيل القوات الجديدة فورا، مشددا على أن مجرد الحضور في المجال الفضائي لا يكفي لحماية أمريكا من التحديات، بل تحتاج واشنطن إلى الهيمنة في الفضاء.

كما وعد ترامب بإرسال بعثة من رواد فضاء أمريكيين إلى القمر، وضمان الوجود الأمريكي طويل الأمد في هذا الكوكب، ما سوف يؤثر إيجابا على اقتصاد الولايات المتحدة، حسب قوله.

ماهو موقف البنتاجون؟
أيد وزير الدفاع جيم ماتيس، الثلاثاء الماضي، خطة البنتاجون لإنشاء قيادة قتالية موحدة، تعرف باسم قيادة الفضاء الأميركية، بنهاية 2018.
وأوصى تقرير البنتاغون بأن تكون القيادة الموحدة في الوقت الحالي تحت إمرة سلاح الجو، الذي يشرف حاليا على أغلب القدرات الحساسة في الفضاء.
وقال ماتيس لدى تقديمه الفكرة إن الفضاء "بصدد أن يصبح ساحة متنازعا عليها وتطلق الشرارة للحروب وعلينا أن نتكيف مع الواقع".
وكان ماتيس عبر في وقت من الأوقات عن معارضته لإنشاء فرع جديد للجيش الأمريكي يركز على الأصول العسكرية في الفضاء، قائلا في رسالة إلى عضو في الكونجرس العام الماضي إن الفرع "سيمثل نهجا ضيقا بل ومحدودا لعمليات لفضاء".

ماهي دفوع المؤيدين؟
ويستند أحد الدفوع المؤيدة لتخصيص مزيد من الموارد لقوة فضاء أو قيادة فضاء إلى أن منافسي الولايات المتحدة مثل روسيا والصين يستعدون على نحو متزايد فيما يبدو لضرب القدرات الأمريكية في الفضاء في حال نشوب صراع.

وتحدث نائب الرئيس عن تهديدات من الصين وروسيا، ليقول: "حان الوقت لإنشاء قوة الفضاء التابعة للولايات المتحدة"، مضيفا: ستتخذ إدارتنا قريباً إجراءات لتطبيق هذه التوصيات، بهدف إنشاء إدارة الولايات المتحدة لقوة الفضاء بحلول عام 2020".
فيما قال قائد سلاح الجو الأمريكي، الجنرال ديفيد غولدفين، خلال المؤتمر السنوى الـ34 لرابطة سلاح الجو ومعرض التكنولوجيا في فلوريدا،إن الحرب الفضائية، مسألة وقت وممكن أن تحدث في غضون سنوات، مطالبا بالتحضير لمعركة تدور خارج كوكب الأرض، مضيفًا أنه "لقد حان الوقت لأن نعمل من أجل التفوق الفضائي".

وقال مايك روجزر العضو الجمهورى بلجنة القوات المسلحة فى مجلس النواب أن تلك الخطوة ستعزز الأمن القومي.
وأضاف على تويتر "نحذر فى مجلس النواب منذ سنوات من التهديدات المحدقة بأصولنا فى الفضاء ومن الوتيرة البطيئة على نحو غير مقبول لتطوير مزيد من أنظمة الفضاء التى تتسم بالكفاءة".

ماهو موقف منتقدي الفكرة؟
يرى المنتقدون أن إنشاء قوة فضاء لا داعي لها ومكلفة وعديمة الجدوى إذا ما قورنت بتأسيس سلاح الجو عام 1947.
والإجراء قوبل سابقا بمعارضة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب التي لا ترى ضرورة لزيادة البيروقراطية العسكرية، كما أعربت وزيرة سلاح الجو، هيذر ويلسوشن، عن معارضتها للإجراء إذ اعتبرت أنه «سيدفع في الاتجاه الخاطئ وسيؤدي إلى إبطاء التقدم».

وواجهت الفكرة أيضا انتقادات من عدد من كبار المسؤولين العسكريين، وكان الجنرال ديفيد جولدفين رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية أبلغ جلسة للكونجرس عام 2017 بأن تشكيل فرع جديد مخصص للفضاء سيجعلنا ”نتحرك في الاتجاه الخاطئ“.
وقال الديمقراطي بيل نيلسون عضو مجلس الشيوخ الأمريكي على تويتر ”لحسن الحظ أن الرئيس لا يستطيع عمل ذلك بدون الكونجرس لأن هذا ليس هو الوقت الذي نمزق فيه أوصال القوة الجوية“.

للاستخدام السلمي أم الحرب؟
الولايات المتحدة عضو في معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 التي تحظر نشر أسلحة دمار شامل في الفضاء وتجيز استخدام القمر وغيره من الأجرام السماوية للأغراض السلمية فقط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved