حملة التطهير السعودية دليل على قسوة ولي العهد

آخر تحديث: الجمعة 10 نوفمبر 2017 - 5:34 م بتوقيت القاهرة

أشياء مهمة تحدث في السعودية. أمراء ووزراء ورجال أعمال كبار قبض عليهم، واحتجزوا في فندق فاخر بتهمة الفساد، ومنعت طائراتهم الخاصة من مغادرة البلاد، وصودرت أصولهم المالية.

ويقف وراء هذه الخطوات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما، الذي يرأس أيضا لجنة أنشئت مؤخرا لمكافحة الفساد.

إذن لماذا كل هذا؟ هل يتعلق الأمر فعلا بالفساد، أم أنه لا يتجاوز محاولة للاستحوذ على السلطة، من جانب ولي العهد محمد بن سلمان؟

الإجابة هي: كلا الأمرين معا.

"أفادت تقارير بأن من قبض عليهم في حملة مكافحة الفساد محتجزون في فندق ريتز كارلتون بالرياض".

والفساد أمر شائع في السعودية. وأصبحت الرشاوى والإكراميات السخية منذ زمن طويل جزء لا يتجزأ، من ممارسة الأعمال التجارية، في أغنى دولة منتجة للنفط في العالم.

ويكدس العديد ممن يشغلون مناصب مهمة ثروات هائلة، تصل في بعض الحالات إلى مليارات الدولارات، وهي أكبر بكثير من رواتبهم الحكومية، وجزء كبير منها مخبأ في حسابات خارج البلاد.

لكن البلد لا يمكنها أن تتحمل ذلك. إنها لديها كتلة سكانية شابة سريعة النمو، وتحتاج لإيجاد وظائف كافية لهم، وتمويل مشروعات توفر تلك الوظائف.

ويلاحق ولي العهد، مدعوما من والده الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاما، مجموعة من أغنى الرجال في المملكة لعدة أسباب.

ويرغب ولي العهد في إرسال رسالة، مفادها أن الطريقة القديمة لممارسة الأعمال التجارية لم تعد مقبولة، وأن السعودية بحاجة إلى الإصلاح والتحديث، من أجل أن تبقى كدولة ناجحة في القرن الحادي والعشرين.

وترغب الحكومة، التي يرأسها بن سلمان، في أن تضع يدها على بعض الأصول المالية الخاصة خارج البلاد، التي يقدرها البعض بإجمالي 800 مليار دولار.

تقول الحكومة إن الاعتقالات "تستند إلى أدلة محددة على ارتكاب جرائم"

لكن متى تنتهي حملة التطهير؟

أعلن النائب العام السعودي بالفعل أن "المرحلة الأولى" من عملية التطهير اكتملت، ما يشير ضمنا إلى أن هناك المزيد من الاعتقالات في الطريق.

ولم تكشف أسرة آل سعود الحاكمة في السعودية أبدا عن حجم العائدات من الثروة النفطية، التي تذهب إلى الأمراء وعائلاتهم، وهم بالآلاف.

وفي عام 2015، أفادت تقارير بأن الأمير محمد بن سلمان اشترى لنفسه يختا من رجل أعمال روسي، مقابل 580 مليون دولار.

ولذلك فإنه بينما يرحب كثير من المواطنين السعوديين العاديين بعملية التطهير، التي طالت هؤلاء الأغنياء المشاهير، على أمل أن بعضا من ثرواتهم سيعاد توزيعها على السكان العاديين، إلا أنه لم يتضح بعد المسار الذي ستسلكه تلك التحقيقات.

لكن بالطبع فإن الأمر يتعلق بالسلطة أيضا.

 

 

كان صعود نجم الأمير غير الشاب مفاجئا ليصبح ولي العهد الثاني في المملكة وسبب غضبا بين الأمراء الأكبر سنا.

وتضمنت حملة السبت الماضي اعتقال الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني ولم يكن الأمير متعب تهديدا جديا أبدا لطموحات بن سلمان لكن الحرس الوطني كان تحت قبضة والده الراحل ثم هو لمدة 51 عاما.

والآن أصبحت تحالفات قبلية وسياسية محل شك في المملكة والامير الشاب يعرف أنه سوف يواجه مقاومة في خطة "لتمدين المملكة" لكنه حاليا يظهر جليا أنه يستخدم أسلوب القبضة الحديدية في إزاحة أي شخص او أي شيء يقف في طريقه.

ولم يعد هناك أحد في المملكة يحظى بنفوذ أو قوة ليتحدى رغبة بن سلمان في ارتقاء العرش وحكم البلاد لنحو نصف قرن لكن بعض الأشخاص في العائلة يرون أنه يسعى لهذا بشكل أسرع وأعنف من اللازم موضحين أن الخوف الحقيقي يأتي من كيفية استجابة المحافظين والمتدينين في البلاد على المدى الطويل.

 

وقبل أسابيع انصاع هؤلاء للحملة الأمنية على بعض أبرز الشخصيات الدينية والمشايخ ثم مرروا على مضض قرار السماح للمرأة بقيادة السيارات وهو الامر الذي لطالما قاوموه لكن كيف سيكون رد فعلهم عندما يتم افتتاح دور السينما والملاهي على النمط الغربي؟

علاوة على ذلك كيف سيتستجيب قطاع الاقتصاد ورجال الأعمال في السعودية "لحملة مكافحة الفساد وهل يساعد ذلك على تدفق الاستثمارات الأجنبية للبلاد؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved