«السيسي»: صياغة الشخصية المصرية لا تتم عن طريق التعليم فقط

آخر تحديث: السبت 10 ديسمبر 2016 - 3:20 م بتوقيت القاهرة

كتبت - مارينا نبيل

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرصه لعقد الحوار الشهري للشباب، من أجل تبادل الآراء والأفكار في القضايا المختلفة، ومن بينها قضايا التعليم في مصر، قائلًا: «قضية التعيلم من أهم القضايا على الإطلاق».

وأضاف «السيسي»، خلال كلمته بجلسة الحوار الشهري الأول، اليوم السبت، أن صياغة الشخصية المصرية، أمر لا يقتصر فقط على إعطائها التعليم والمعرفة فقط، لكنه يعتمد على مسؤولية دور العبادة الكنيسة والمسجد، والإعلام، متابعًا: «هل ستكمل الكنيسة والمسجد ما يقال في المدارس، يتعلم الطالب شيئًا في المدرسة ويقال له في دور العبادة هذا حرام شرعًا».

وأوضح أنه يرغب في أن يكون المجتمع متناغمًا في العمل مع محور التعليم والمحاور الأخرى التي تشكل الشخصية الإنسانية، تجنبًا للازدواج في الفهم والممارسة، قائلًا: «احنا عاوزين إنسان يتعامل مع الناس بالشكل المتكامل اللي بنتمناه، لا نختزل الموضوع فقط في التعليم والمعرفة بالرغم من أهميتها، لابد أن نستفيد مما يحدث في المناطق حولنا، يوجد دول لم يكن لديها أي أمية، لكن هل صاغوا الشخصيات بشكل يمنع بلادهم من الخراب؟ لا، يبقى فشل التعليم».

واستطرد الرئيس: «أنا عاوز أقولكم ينفع التعليم في إيه مع وطن ضايع أو يضيع أو أحنا نضيعه، احنا عندنا تحديات كبيرة جدًا».

وأشار إلى زيارته لإحدى مدارس التعليم الأساسي في دولة أجنبية، وكانت المدرسة بسيطة في بنائها بالرغم من غنى هذه الدولة، قائلًا: «في الفصل مفيش باب أو جدار رابع، الفصل الواحد فيه 3 حوائط فقط، وكأنه بيقول للطالب مش هنقفل الباب لأننا مش بنخبي حاجة أو وهنبقى شفافين، أو مش هنقفل الباب علشان هنعمل دوشة، فوجئت أن الأطفال دي وهما عارفين أن الناس دي جايين من مصر وعاملين علم مصر والهرم في لوحة، مفيش حد فيهم أعارني انتباهه، لا أحد قال ليّ تعالي "سيلفي"، لا أحد أشار ليّ، وكأني أشاهدهم عبر جدار غير مرئي ليهم».

وأوضح أن المسؤولين بالمدرسة استطاعوا تعليم الأطفال كيفية احترام الآخر عن طريق تبادل الوظائف في المدرسة والفصل، لافتًا إلى عدم اعتراض أي طالب على نوعية أو كمية الطعام المقدم في وجبة الغداء، وعدم وجود أي مظاهر عنف في التعامل بينهم، ما صاغ شخصية قادرة على التعامل مع زملائها وتنصاع للتعليمات.

وأكد، أن التعليم الجيد يخرج إنسانًا متفوقًا يمكن الاستفادة من ملكاته ومهاراته، متابعًا: «إذا استطعنا عمل آلية لجمع المتفوقين وأصحاب المهارات العليا في الدوة ونكسر بهم القواعد الممكن كسرها لندفع بهم إلى الأمام ونعطيهم فرصة لدخول الجامعات والتعليم العالي لاختصار 15 عام هي خطة تنفيذ ذلك بهدف لخلق أجيال جديدة، الشعب المصري 90 مليون مليئ بالكوادر والمهارات».

وقال إن العبرة في مزاولة أي مهنة ليست بالتقدير الجامعي لكن تتم وفقًا لمعايير محددة وثابتة يتم من خلالها قياس قدرة الخريج على أداء المهنة وفقًا لرؤية خبراء ومتخصصين يتم من خلال ذلك منحه رخصة مزاولة المهنة ويتم تجديدها، مؤكدًا «إذا كنت ترغب في رفع كفاءة الأداء لابد من وجود معايير منضبطة لقياس قدراتنا، ونتحدث مع مسؤولين وزوار أجانب لعقد توأمة بين الجامعات المصرية والأجنبية لمنح شهادات تخرج ورخص مزاولة للمهن لرفع الكفاءة، فهذا كلام جاد لنتمية وتطوير وطن».
وتسائل عن مدى تقبل المجتمع لقرارات الإصلاح، مشيرًا إلى رفض المجتمع لقرار وزير التربية والتعليم الخص بوضغ درجات على الحضور والمواظبة، وعمل مظاهرات ووقفات احتجاجية رفضًا لهذا القرار.

وأضاف «هناك الكثير من الأشياء التي تشير إلى تقبل المجتمع للإصلاح، لكن حين يبدأ التنفيذ نجد رفض، وكأن لسان حال البعض يقول أبدأ في الإصلاح دون المساس بي، هناك فرق بين الطرح والفكرة وتنفيذها ودي "شطارة" العمل التنفيذي كيف يسوق الموضوع».

وأوضح أنه طالب المسؤولين والوزراء بالاستقالة في حالة اتخاذهم أي إجراء سليم يصب في صالح مصر، وتم رفضه من قبل المجتمع، قائلًا: «لو كل مسؤول جه وتحلى بالتجرد والأمانة وطرح طرح سليم والناس رفضت ومشي، مرة على مرة هنتعلم نسمع كلام المسؤول السليم».
ولفت إلى جاهزية المشروع القومي للتعليم كهدف قومي، نتيجة العمل على مدار عامين مع المجلس الاستشاري للرئيس، مضيفًا «هناك إجراءات وتكاليف سندفعها، هل نحن مستعدين لذلك، فإذا أطلقنا المشروع وحدث ارتداد فيه، سيكون تخطيطنا غير متكامل، فلا بد من أخذ كل الظروف المحيطة بعين الاعتبار، ونحن لا نبغى إلا الإصلاح».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved