بعد استحداث منصب «وزارة السعادة» في الإمارات.. هل تدخل السعادة إلى مصر؟

آخر تحديث: الخميس 11 فبراير 2016 - 1:43 م بتوقيت القاهرة

كتب – مصطفى ندا

• طارق فهمي: الشعب المصري شقيان وفي حاجة إلى وزارات خدمية أكثر من مجرد وزارة للسعادة
• رفعت السعيد: وفقا للمناخ السياسي والمجتمعي سأكتفي بكلمة «صباح الفل»
• ناصر أمين: الفرق بين القاهرة ودبي 50 عامًا
• معصوم مرزوق: وزارة التعاسة في مصر هي الموازية لوزارة السعادة في الإمارات

«تعيين عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة.. عهود مدير عام مكتب رئاسة الوزراء.. وستبقى معي لأتابع هذا الموضوع بنفسي»، ربما هي عبارة بسيطة كتبت على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، بتوقيع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات بعد ساعات قليلة من استحداث هذا المنصب، ليعلن فعليًا عن مرحلة جديدة عنوانها المستقبل والشباب في دولة عربية استطاعت أن تخطو محطات عديدة نحو الارتقاء بمواطنيها.

ولكن اختلف الوضع في مصر عند تلقي هذا الخبر وتباين شعور المواطنين وانقسمت آرائهم ما بين الدهشة وكذلك السخرية من مجرد مقارنة الوضع المعيشي في مصر بالإمارات، خاصة بعد أن احتلت مصر المركز 135 ضمن 158 دولة بالعالم في التقرير الصادر عن شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة «SDSN»، من حيث أكثر الشعوب سعادة.

«الشروق»، استطلعت آراء خبراء في العوم السياسية وكذلك ممثلين عن الأحزاب واعضاء بالمركز القومي لحقوق الإنسان، لاستشعار معنى السعادة لدى المصريين؛ وكذلك احتماليات استحداث هذا المنصب في مصر على غرار الإمارات.

يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأمر ليس بجديد على دولة الإمارات؛ فوفقا للتقرير الدولي «يو إن» المتخصص في استبيان مؤشرات السعادة بالدول كانت الإمارات العربية المتحدة في مصاف البلدان التي يتمتع مواطنيها بقدر كبير من الرضا النفسي والمجتمعي عن نظام الحكم، وهو ما دفع دوائر صنع القرار هناك للتشكيل حقيبة وزارية جديدة تحت مسمى «السعادة».

وأوضح فهمي، في تصريحات لـ«الشروق»، "بالنسبة لمصر قد يكون الأمر مثار للتهكم والضحك، فمصر ترتيبها 135 بين أكثر الدول سعادة على مستوى العالم، وبالتالي فإن الوضع في مصر لا يحتاج لمجرد وزارة للسعادة وإنما في حاجة إلى وجود معايير لقياس القبول المجتمعي والجماهيري عن نظام الحكم والأجهزة الإدارية، وربط مؤشرات السعادة بالقضايا والمشكلات المجتمعية مثل حالات الطلاق والعزوف السياسي والسلبية واعتماد المواطن على الدولة باعتبارها أبوية مسئولة عن توفير الخدمات مثل البطاقات التموينية والصحية؛ وكذلك التأمين الصحي.

وتابع، "الأمر مستبعد في مصر، لأننا في حاجة إلى وزارات خدمية في قطاعات كثيرة، لأن الشعب المصري عاني من الشقاء على مدار تاريخه، ويحتاج للخدمات أكثر من وزارة تحت مسمى «السعادة»".

وفي سياق متصل، قال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، "بطبيعة الحال دولة الإمارات شديدة الثراء، وعدد سكانها قليل جدا، ومن ثَم، إذا حدث تقسيم للثروة على المجتمع ولو بطريقة غير عادلة سوف تتحقق حالة من الرخاء لشعب الإمارات، أما بالنسبة لمصر ووفقا للمناخ السياسي والمجتمعي الذي نعيش فيه، سأكتفي بكلمة «صباح الفل».

أما المحامي الحقوقي ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والمسئول عن مكتب الشكاوى، كان له رأيًا آخر؛ فأوضح أن "هناك فرق بين مصر ودبي لا يقل عن 50 عامًا فيما يتعلق بالإدارة الرشيدة والحكم الجيد ومكافحة الفساد وأمور أخرى لم تبلغها مصر بعد، مثلما وصلت إليها الإمارات، وبالتالي يحق لهم أن يفكروا في وزارة السعادة، وهو المقتضى النهائي من أي إدارة رشيدة لإسعاد مواطنيها بعد تلبية احتياجتهم".

وتابع أمين لـ«الشروق»، "نحن مازلنا في مرحلة تلبية احتياجات المواطنين، ولازلنا نقف أمام عقبات منها الفساد الإداري في عدد من قطاعات الدولة، ولم يتم حتى هذه اللحظة وضع تصور لمكافحته، وبالتالي مازالت المسافة بعيدة بيننا وبينهم".

واستطرد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: "لم نستطيع أن نتقدم خطوة للأمام إلا بعد محاسبة المتورطين عن جرائم الفساد السياسي، وعمليات الإصلاح التشريعي والمؤسسي، وتعويض الضحايا وأسر الشهداء عما لحق بهم جراء سياسات غير رشيدة في الفترات الماضية، ثم بعد ذلك ننتقل لمرحلة البحث عن الاحتياجات، ثم السعادة".

من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق عضو التيار الشعبي، إن "الموازي في مصر لما حدث في الإمارات هو استحداث وزارة تحت مسمى «التعاسة»، ويكون أحد الوزراء من عهد مبارك الذين جلبوا الشقاء للشعب هو المسئول عنها، وفكرة وجود وزارة للسعادة في مصر حاليا أمل بعيد بعض الشيء"، على حد قوله.

وأضاف مرزوق لـ«الشروق»، "هناك غياب لمفهوم العدل في مصر، ولو شعر المواطن بسيادة القانون سيكون الجميع سواسية؛ فنحن لسنا بحاجة لوزارة السعادة، وكفانا من الإعلام التعبوي الذي يحاول إقناع المصريين بشىء غير موجود"، بحسب وصفه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved