ما وراء «خلية الماريوت».. «بوابة الشروق» تكشف تفاصيل جديدة في القضية

آخر تحديث: الإثنين 14 يوليه 2014 - 6:45 م بتوقيت القاهرة
تحقيق: عزة جرجس - إنفوجراف: نجم المتولي

كان «باهر» يجلس بغرفة مكتبه، في منزله بمدينة السادس من أكتوبر، عندما تناهى إلى سمعه عواء الكلب الخاص به، ترك الغرفة متجهًا للحديقة؛ فوجد الكلب جثة هامدة وإلى جواره عدد من ضباط الشرطة، بمجرد أن رأوه ألقوا القبض عليه وقاموا بتفتيش مسكنه ثم حملوا جهاز «اللاب توب» الخاص به وتوجهوا إلى قسم الشرطة.

«أنا صحفي أعمل بالقطعة في قناة الجزيرة الإنجليزية، وعقدي ينتهي هذه الأيام»، يقول باهر حازم نصر، الذي بالرغم من أن والده قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، فقد قال إنه ليس له علاقة بالتنظيم: «لم أنضم للجماعة يومًا واحدًا رغم محاولات أبي معي» يسرد في التحقيقات معه.

بعد ذلك علم باهر أن زميليه الصحفيين محمد فاضل فهمي وبيتر جريسته، قد تم القبض عليهما منذ يومين من غرفهما بفندق الماريوت، لتتم بعد ذلك محاكمتهم جميعًا بتهم «الانتماء لتنظيم إرهابي» و«بث أخبار كاذبة تضر بمصالح مصر»، ثم تقضي محكمة جنايات القاهرة في الثالث والعشرين من يونيو الماضي، بالسجن المشدد مدد تتراوح ما بين سبع وعشر سنوات على الصحفيين وآخرين.

في السطور التالية تكشف «بوابة الشروق» عن المضبوطات التي وجدتها الشرطة بحوزة الصحفيين، وتقرير لجنة المهندسين الإذاعيين باتحاد الإذاعة والتليفزيون التي فحصت مقاطع الفيديو وآخر فيديو للمراسل الأسترالي بيتر جريسته والذي نفى فيه ما قالته مذيعة الجزيرة بأن «الوضع في مصر يتهاوى».

الجناح رقم 2056

في الثاني والعشرين من ديسمبر 2013، تم تحرير محضر ضد الصحفيين يفيد بتردد عدد من المراسلين والإعلاميين وعناصر من جماعة الإخوان عليهم في الجناحين رقم 1756 و2056 بفندق الماريوت وأنهم "يقومون ببث أخبار كاذبة لتشويه سمعة مصر بالخارج".

الضابط «م. أ» نقيب شرطة بإدارة القاهرة قطاع الأمن الوطني، قال في تحقيقات النيابة إن وظيفته هي متابعة النشاط الإعلامي ورصد مخالفات القنوات وتوجهاتها السياسية، توجه في التاسع والعشرين من الشهر ذاته، بعد أيام من تحرير المحضر للقبض عليهما في الفندق.

وكان الجناح رقم 1756 خاليًّا تمامًا، وبالانتقال إلى الجناح رقم 2056 كان به الصحفي محمد فاضل فهمي ومعه المضبوطات التي حرزتها الشرطة.

الأحراز

 

ضباط الأمن الوطني كانوا قد اصطحبوا معهم أثناء انتقالهم لفندق الماريوت، لجنة مشكلة من ثلاثة مهندسين في الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتليفزيون (تتحفظ بوابة الشروق على ذكر أسمائهم) لفحص مقاطع الفيديو على أجهزة الصحفيين.

ووفقًا لتقرير اللجنة والذي حصلت «بوابة الشروق» على نسخة منه فإن الفيديوهات المضبوطة «بعضها تعرض لعمليات التعديل وهو ما يعرف بالمونتاج عن طريق استخدام برنامج Final cut pro».

وهو الأمر الذي اعتبرته النيابة دليلًا على أنهم «أجروا تعديلات بالحذف والإضافة على المواد الإعلامية، وبثوها عبر قناة الجزيرة، للإيحاء للرأي العام الخارجي بأن البلاد تشهد اقتتالًا داخليًّا وحربًا أهلية».

وعلى الرغم أن اللجنة ذكرت في تقريرها أن المونتاج يتم لتغطية العيوب الفنية في التصوير والإخراج، لكنهم قالوا إن الصحفيين استخدموه «للتعبير عن وجهة نظر واحدة فقط وهي المؤيدة للإخوان».

«تقرير اللجنة يجب أن يكون فنيًّا وليس عليها أن تبدي رأيها في مهنية العمل من غيره» كما يقول المحامي شعبان سعيد، محامي الصحفيين لـ«بوابة الشروق»، مشيرًا إلى أنه استجوب أعضاء اللجنة أمام المحكمة وأكدوا أن تقريرهم فني.

فيما يشير تقرير اللجنة إلى أن قائمة الفيديوهات التي قاموا بفحصها تم تصويرها في 2012، حيث تضمنت مقاطع فيديو لمجلس الشورى المنحل ومؤتمرات جماهيرية للرئيس المعزول محمد مرسي وفيديو لمباراة كرة قدم، بالإضافة لـ«فيديو تمثيلي لرجال شرطة مع متهمين».

ولم يرد في التقرير أي حديث عن مقاطع فيديو تم تصويرها بعد 30 يونيو 2013، وبالرغم من ذلك فقد قالوا في نهاية تقريرهم إن «الفيديوهات التي تم ضبطها تنقل الأحداث الجارية في البلاد من جانب واحد متعاطف مع الإخوان المسلمين».

«الانتماء لتنظيم إرهابي»

بعد 48 ساعة من القبض على الصحفيين في الماريوت، وفي ذات اليوم الذي تم القبض فيه على الصحفي باهر نصر، تم إلقاء القبض على ثلاثة شباب، كانوا يستقلون سيارة في المقطم، وهم صهيب سعد، خالد عبد الرؤوف، وشادي عبد الحميد، وعندما ذكر الأخير أثناء التحقيق معه بقسم المقطم، أن شقيقه أحمد عبد الحميد مسجون على ذمة أحد القضايا مع أنس البلتاجي، تم ضم الاثنين الآخرين للقضية.

«بوجود كاميرات تصوير معهم، قالوا: إنهم يعملون لصالح قناة الجزيرة وتم تجميع القضيتين في قضية واحدة وأطلقوا عليها (خلية الماريوت) كما يقول محامي الصحفيين شعبان سعيد، قبل أن يضيف «على الرغم أن معظم المتهمين ما يعرفوش بعض».

لماذا «خلية»؟