الأقباط يحتفلون بـ«النيروز» ورأس السنة المصرية القديمة

آخر تحديث: الإثنين 11 سبتمبر 2017 - 11:44 م بتوقيت القاهرة

يمثل يوم 11 سبتمبر، تاريخا مفصليا وحدثا حزينا فى العديد من دول العالم، بسبب هجمات الطائرات التى ضربت الولايات المتحدة الأمريكية وخلفت نحو 3 آلاف قتيل، وضعفهم من المصابين، إلا أن التاريخ ذاته يمثل لقدماء المصريين حدث مهما، باعتباره بداية السنة القبطية.

ووفقا للتقويم الذى تستعمله الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر حتى الآن باعتباره التاريخ الدينى الرسمى لطائفة الأقباط فى مصر، والذى يرجع تاريخيا إلى بداية السنة المصرية القديمة، التى تبدأ فى 1 توت، الموافق 11 سبتمبر.

على أبو دشيش، عضو اتحاد الآثريين المصريين قال فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط «إن المصريين القدماء استخدموا تقويما فلكيا منذ أقدم العصور، وتوصلوا إلى اختراع السنة لاهتمامهم بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية، واحتفلوا بعيد رأس السنة أول (توت)، كبداية للسنة المصرية القديمة وفقا لظهور نجم الشعرى اليمانية مرة واحدة فى السنة، وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان.

ارتباط التاريخ القبطى بحياة الفلاح، يتمثل فى أن اختراع هذا التقويم جاء كاستجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فلقد كانت مصر من الوهلة الأولى حضارة زراعية بسبب الفيضان الذى أدى إلى خصوبة تلك الأرض وأطلق المصرى القديم على هذه الأرض اسم (كيمت)، أى الأرض الكاملة التى بها كل شىء كالشمس والقمر والحياة والعالم الآخر.

وأشار أبو دشيش إلى أن قدماء المصريين لاحظوا أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام، وأن نجمة الشعرى اليمانية تظهر فى الأفق مع شروق الشمس فى نفس اليوم الذى يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر حين ذاك، وعلى أساس هذا رتبوا العمليات الزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من 365 يوما وتقسيم السنة إلى 12 شهرا، والشهر إلى 30 يوما مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع 10 أيام، واليوم إلى ساعات. 

وأكد أن المصريين القدماء اتخذوا السنة النجمية وحدة أساسية فى قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم بكل دقة، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفه العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد فى مصر القديمة، وهو 1 توت 6256 فرعونيا، مشيرا إلى أن السنة المصرية تبدأ فى أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة (عادية)، وفى يوم 12 سبتمبر من كل سنة (كبيسة).

واحتفلت الكنيسة القبطية أمس (واحد توت) بعيد الشهداء (النيروز)، رأس السنة القبطية، ويتناول الأقباط فيه البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح إلى دماء الشهداء بينما الجوافة إلى الأبيض رمز الطهر والنقاء، وقد أتى لفظ (نيروز) من الكلمة القبطية (نى ــ يارؤو) أى الأنهار، لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر، ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السين للإعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس)، فأصبحت (نيروس) فظنها العرب (نيروز) الفارسية، والتى تعنى اليوم الجديد (نى تعنى جديد ــ روز تعنى يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس.

وشهور السنة القبطية، هى: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير (النسئ) وهو خمسة أيام فقط أو ستة أيام فى السنة الكبيسة، وجميعها تحمل أسماء لآلهة فرعونية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved