بالصور.. في الذكرى الـ115 لإنشائه متحف الفنون الإسلامية.. «قبلة تراثية جسدت كل العصور»

آخر تحديث: السبت 12 يناير 2019 - 3:43 م بتوقيت القاهرة

إنجي عبدالوهاب :

يقع «متحف الفن الإسلامي»، في تلك الرقعة المتبقية من قاهرة المعز بدين الله الفاطمي، تحديدًا في منطقة «باب الخلق» التي تتميز بملامحها المعبرة بجلاء عن فنون التراث الإسلامي.
وبالتزامن مع احتفال قطاع المتاحف بوزارة الآثار، اليوم السبت، بمرور الذكرى الـ115 على افتتاح المتحف، «الـشروق» تأخذكم في جولة داخل «متحف الفنون الإسلامية» الذي يحوي 100 ألف قطعة من مختلف بقاع العالم الإسلامي يعود بعضها غلى ما قبل 10 قرون، في محاولة للتعرف على تاريخه، ومراحل تطوره، وأهم مقتنياته

«عين على المتحف»
يمكنك عند زيارة «متحف الفن الإسلامي» أن تلتقي ألوانا عديدة من الفنون المنتمية لعصور وثقافات وبلدان مختلفة، وبالإضافة إلى كون بناية المتحف قطعة معمارية تستلهم من خلالها تفاصيل التراث الإسلامي، هكذا الحال في كل محتويات المتاحف الفريد.
فعند مدخل المتحف تجد لافتة كبيرة تروي رؤيته لإبراز عالمكية الحضارة الإسلامية، واهم ما قدمته من إسهامات لخدمة البشرية في مجالات مختلفة وعبر عصور عديدة.

وبمجرد المرور من الباب الرئيسي للمتحف تجد قاعات عرض تحوي فنون تنتمي لعصور إسلامية مختلفة منذ بداية العصر الأموي وتدريجيًا حتى نهاية العصر العثماني.
أما على الجانب الأيسر تجد أركانًا قسمت بحسب جنسية الفنون المنتمية لها؛ إذ تجد فنونًا إسلامية جاءت من تركيا وإيران وأخرى من الهند، وغير ذلك من البلدان التي مر الإسلام بها.
وإلى اليمين تجد جانبًا للعلوم الطبية والهندسية، وآخر لعلوم المياة والحدائق، وأيضًا الكتابات والمخطوطات التي تحوي أنواعًا عديدة من الخطوط الإسلامية الشهيرة كالخط الكوفي والنبطي والأندلسي.

متى انطلقت فكرة إنشاءه
انطلقت فكرة إنشاء متحفًا للفنون والآثار الإسلامية، في عهد الخديوي إسماعيل في العام 1869م، لكن تم إنشاءه في عهد الخديوي توفيق عام 1880م.

مراحل تطوره.. التسميته والمكان والمحتويات:
اعتمد المتحف في بداياته على الهدايا التي منحها الوجهاء للخديوي توفيق، إذ بدأ بتجميع 111 قطعة، وظل هذا عدد محتواياته حتى العام 1882 م، وكان يقع في جانب صغير من مسجد الحاكم بأمر الله، ثم بني له ركنًا سمي بـ"المتحف العربي".

المبني الحالي
أما المبنى الحالي للمتحف فتح أبوابه للزوار في عام 1903 بعدما افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني، لتتم إعادتة تسميته بـ"متحف الفن الإسلامي"، وآنذاك كانت معروضاته موزعة في 23 قاعة مقسمة بحسب العصور والمواد.
وتوسع المتحف تباعًا، ففي العام 1952، اتجه المتحف لشراء القطع الأثرية من الخارج؛ سعيًا وراء تكوين مجموعات كاملة تخص الآثار الإسلامية في عصورها المختلفة.
وبعد ترميمه وإعادة افتتاحه في يناير عام 2017 تم إضافة أجنحة عديدة للمتحفـ خاصة بالأسلحة والفلك والطب، في إطار عملية الترميم التي مولتها منظمة اليونيسكو وبعض البلدان الأوروبية والعربية، ليتوسع المبنى الحالي ويضم ما يزيد على الـ100 ألف قطعة بحسب المدير الحلي للمتحف.

من الكعبة للأقصى ومرورًا بالهند والأندلس
يضم المتحف مفتاحًا للكعبة، وأقدم دينار إسلامي، بالإضافة إلى مصحف متوغل في القدم، وهو مصحف غير منقوط، يعود للعصر الأموي، كما يحوي مقتنيات شخصية لمروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، وعملات فلسطينية تكشف عن دور مدينة القدس وأهميتها التاريخية على مر العصور، وكذلك القطع الفنية الإسلامية من بلدان مختلفة مثل إيران المشهورة بسجادها، والهند.

جنسيات وعصور عديدة وحدتها الثقافة الإسلامية
ويحوي المتحف تحفًا أثرية متنوعة الجنسيات، وأشكالًا عديدة من الفنون الإسلامية بعضها من الهند والصين وآخر من إيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ووصولًا لتراث مصر وشمال أفريقيا والأندلس.
ولإلمامه بالعديد من المظاهر التاريخية أصبح المتحف منارة للفنون والحضارة الإسلامية كما أصبح مادة خصبة للمؤرخين والباحثين المهتمين بالشأن الإسلامي، إلى جانب كونه مزارًا سيا حيًا هامًا.

مقتنيات نادرة
وداخل «متحف الفن الإسلامي» ستقع عيناك على مجموعة ضخمة من المقتنيات الإسلامية النادرة كأدوات الفلك كالبوصلات والكرات الفلكية، ومخطوطات في علوم الطب والاستشفاء بالأعشاب، إلى جانب بعض مستلزمات الحرب كالأسلحة والدروع وإلى جانبها مستلزمات حياتية كالأواني المعدنية والزجاجية ، إلى جانب استعراض شامل للعديد من الفنون التي ميزت العديد من الحقب الإسلامية كالحلى المصنوعة من العاج والمنحونات وأعمال الخزف الخشبية والمعدنية. ذلك إلى جانب عملات ترجع للعصور الإسلامية المختلفة، كالعملات الأموية.

خطر التدمير ثم إعادة ترميمه
وخضع المتحف لعملية ترميم بعد تعرضه لخطر التدمير في24 يناير عام 2014 ، إذ تضررت واجهته وبعض أركانه، عندما استهدفت سيارة مفخخة مديرية أمن القاهرة، التي تقع في الجهة المقابلة للمتحف، ما أدي إلى إغلاقه لأكثر من عامين، إلى أن تمت إعادة تأهيلة وفتحه بمساعدة المنح الدولية المختلفة ليعاد افتتاحه في 18 يناير عام 2017.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved