حكايات القصور.. الحلقة 27: هل كان الملك فاروق «زير نساء»؟

آخر تحديث: الثلاثاء 12 يونيو 2018 - 8:18 م بتوقيت القاهرة

كتب-حسام شورى:

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة السابعة والعشرين:
----------------
تعددت الكتابات وتنوعت عن المغامرات النسائية للملك فاروق، ولكن أغلب الروايات بنيت على أساس واحد وهو أن فاروق كان "زير نساء"، ولكن جميع هذا الكتابات كانت خاطئة، وأخذت ما يريد "فاروق" إظهاره عن نفسه فقط؛ فهو لم يكن أبدا "زير نساء".

أراد فاروق أن يظهر نفسه بمظهر "الدون جوان" الذي لا هم له سواء تعقب النساء وملاحقتها له، المستهتر في علاقاته الغرامية، المفرط في إشباع شهواته الجنسية، مع أنه كان في استطاعته أن يخفي ذلك كله، أو جانبا كبيرا منه على الأقل، ولكنه تعمد أن يعلن تلك المظاهر للناس فيتحدثوا بها ويتناقلوها!

فكان فاروق لديه علة جسمانية تسببت له في بعض المشاكل الجنسية، ولم تشغل تلك العلة فاروق كثيرا في البداية، فقد تزوج في سن مبكر، وكان سره مكتوما، ثم عرف مغامراتة الغرامية الأولى بعد زواجه وكانت مع سيدة نبيلة ليس من خلقها ولا من مصلحتها أن تكشف تفاصيل علاقتهما، فظل أمره مستورًا، ولما أراد فاروق التوسع في علاقته النسائية اختار صديقاته من الأجنبيات، فلم تنشر أخباره في المجتمع المصري، واستمر أمره مستورًا!

ثم اتصل ببعض المصريات، من أرخص البيئات، وسرعان ما تردد في المجتمع روايات كثيرة من أحاديثهن ونوادرهن، فانتشر ما كان مستورًا عن الملك!

وبلغت تلك الروايات سمع فاروق، وكان بطبيعته يحب أن يسمع كل ما يقال عنه، فقرر أن يحارب من يروى عنه في المجالس والمجتمعات، ولم يجد إلى ذلك سبيلا خيرًا من "المظاهر" التي تظهره بأنه "زير نساء" حتي يبدد الصيت الذي أنشأته له بعض اللواتي عرفهن ولم يعرف كيف يكفل سكوتهن.

والقطيعة التي حدثت بينه وبين زوجته الملكة السابقة فريدة ساعدته على الاسترسال في تلك "المظاهر" أمام الناس، فيجدوا له مبررًا لوجود النساء من حوله، وفاروق لم يعد من رواد السهر واللهو في خارج القصر إلا بعدما تحول خلافة مع فريدة إلى قطيعة عام 1944، ثم تمادى لاثبات ماهو عكس الروايات التي روجتها النساء عنه.

وكان يفعل تلك الحركات-التي كانت جزء من نزواته-لأنه كان يظن أن بعضها يظهره بمظهر الملك الشعبي الديمقراطي!
وكانت حفلات فاروق الخاصة تقتصر على أخص أخصائه، وكان يستدعي فيا بعض "الأرتستات" الأجنبيات، أو بعض بنات الهوى، وكما أن فاروق لم يكن "صاحب مزاج" في مأكله وتدخينه ومظهر، كذلك كان في كيفية اختيار خليلاته وصاحباته، فالبيضاء كانت عنده كالسمراء، والنحيفة كالرشيقة، والطويلة كالقصيرة...وطالما حيَّر أصدقاءه بذوقه وأدهشهم "بتنقيته" وكان بعد ذلك كله يدعي جادًا أنه خبير في الجمال وكان يقول "يجب على المرأة التي أتخذتها خليلة لي أن تعد اختياري لها "دبلوم" بأنها جميلة"!

ولكن فاروق لم يجبر سيدة على مصاحبته-كما شيع- فكل إمرأة من النساء اللواتي عاشرهن استسلمت له بمحض إرادتها ومطلق حريتها؛ فكان يلجأ إلى جميع وسائل الإغراء للسيدات، ولكنه لم يتوسل بالقوة والعنف قط.

- المصدر: كريم ثابت، «ملك النهاية-فاروق كما عرفته»، دار الشروق

اقرأ ايضاً

حكايات القصور.. الحلقة 26: كيف سأل زعماء العالم «مبارك» عن «مشروع التوريث»؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved