«الحرب الجامعية» على الأبواب.. بسبب السياسة وغيـاب الأمن

آخر تحديث: الخميس 12 سبتمبر 2013 - 2:10 م بتوقيت القاهرة
كتبت ــ وفاء فايز

تقف الجامعات على أعتاب عام دراسى جديد.. عام ملبد بالأزمات، والاحتقان.. فلا صوت يعلو فيه على صوت الاستقطاب السياسى بين الطلاب.. يقف الجميع فيه متحفزاً للآخر، أو من يخالفه الرأى.. مشهد يثير القلق، ويوحى بأنه سيكون عاماً مثيراً، فيه كثير من السياسة وقليل من العلم.

ما يضاعف حالة القلق عند الوسط الجامعى طلاب وأساتذة هو غياب الأمن.. فحالة الانفلات الأمنى فى الشارع تضاهيها حالة أكثر حدة داخل الحرم الجامعى.. وربما هو ما دفع وزير التعليم العالى الدكتور حسام عيسى، إلى إصدار قرار بمنح الضبطية القضائية للأمن الإدارى، ظناً منه فى أنها ستساهم فى ضبط الإيقاع داخل الوسط الطلابى، ومنع حدة الاشتباكات التى تزايدت فى النصف الثانى من العام الدراسى الماضى.

المشهد هذا العام، يتلخص فى وجود اختلافات فى الرؤى السياسية بين طلاب جماعة الإخوان وأنصارها، وبين طلاب حركات سياسية يؤيدون ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان.. وكل طرف توعد بأن يكون العام الدراسى ساخناً، ومزدحماً بالفعاليات الاحتجاجية التى لن تتوقف.

وكانت اشتباكات العام الدراسى المنصرم قد تجلت بقوة فى جامعات عين شمس والقاهرة والمنصورة وسوهاج والأزهر وجامعة مصر الدولية، وكان بطلها الأمن والطلاب واستخدمت فيها أسلحة الخرطوش والصواريخ النارية والعصى والحجارة، ولعل أبرزها ما دار فى جامعة عين شمس بين أعضاء أسرة تسمى «نيو فيجن» ويتهمها طلاب الحركات السياسية بعلاقتها الوطيدة مع جهاز أمن الدولة المنحل، خاصة أن بعض أعضائها معروفون بإثارة الشغب والبلطجة.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة فى العام نفسه فى جامعة المنصورة بين طلاب «حركة أحرار» الإسلامية وطلاب مستقلين، واستخدم فيها الطوب والخرطوش والأسلحة البيضاء، وهو ما أسفر عن سقوط الكثير من المصابين، فضلا عن تحطم أتوبيس تابع لأعضاء الحركة، وتفجر ذلك على خلفية تظاهر المئات من طلاب أحرار داخل الجامعة حيث حاصروا مبنى إدارة الجامعة الموجود به مكتب رئيس الجامعة ونوابه، واحتجزوا الموظفين، ومنعوا خروجهم، وطالبوا بإقالة رئيس الجامعة الذى وصفوه بـ«الفلول»، فضلاً عن إقالة مدير مستشفى الطلبة، وإنهاء التحقيقات مع الطبيبة المتهمة بدهس الطالبة جهاد عماد موسى، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية رياض الأطفال.

ويتوقع استمرار الصدام العام الدراسى الجديد بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وبين تيارات آخرى داخل الجامعة عبر تنظيم تظاهرات وتظاهرات مضادة إزاء موقفهم من 30 يونيو، حيث هدد من وصفوا نفسهم بـ«طلاب الحزب الوطني» فى جامعة عين شمس، بمنع تنظيم أى تظاهرات داخل الجامعة تندد بحكم العسكر، وأضافوا عبر صفحتهم على الفيس بوك التى وصل أعضاؤها إلى 500 طالب، إنهم سينظمون مسيرات مضادة لمن يعارض خارطة الطريق أو الفريق عبدالفتاح السيسى، معلنين عن تأييدها للرئيس المخلوع مبارك، ووصفت الصفحة ثورة 25 يناير بالنكسة، وأن ثورة 30 يونيو جاءت لتمسح آثار تلك النكسة، وكان من أبرز تعليقات الصفحة «هتشوفوا الامن والطلاب هيعملوا فيكوا إيه».

واستقبل الكثير من طلاب الجامعة هذه الصفحة بغضب شديد، خاصة بعد التهديدات للطلاب واتهام حركة 6 أبريل والتيار الشعبى والاشتراكيين الثوريين بالعملاء، ورد العشرات من الطلاب على تعليقات الصفحة بهجوم شديد، مطالبين الصفحة بالكشف عن هويتها ومن هم أعضاؤها؟، الأمر لم يختلف كثيرا عن صفحة اخرى تم انشاؤها على الفيس بوك بعنوان «طلاب الحزب الوطنى الديمقراطى هندسة الاسكندرية» التى وضعت لافتة كبيرة مكتوب عليها «1000 مبروك يا ريس لقد حكم التاريخ» فى اشارة منهم لمبارك.

وعن الفاعليات التى يستعد لها طلاب الإخوان فى بداية العام الدراسى، قال عبدالرحمن هوارى، المتحدث باسم طلاب الاخوان بجامعة القاهرة: «طلاب الجماعة تستعد لاستقبال العام الدراسى الجديد بتظاهرات ومسيرات حاشدة لرفض الانقلاب، ورفض منح الضبطية القضائية للأمن الإدارى». وتابع: «انتظروا مفاجأة من طلاب الإخوان فى أول ايام الدراسة، فليس لدينا سقف لما سنفعله، وكل أساليب الضغط واردة، ولا نخشى أى شىء طالما نعبر عن آرائنا بسلمية تامة»، لافتا إلى وجود تنسيق بين طلاب الجماعة بمختلف الجامعات للخروج بمسيرات موحدة أمام جامعة القاهرة سيتم الإعلان عنها بداية الدراسة للتأكيد على مطالبهم.

وحول موقف اتحاد الجامعة يقول هشام أشرف، رئيس اتحاد جامعة القاهرة: «اتحاد الجامعة لن يمنع الطلاب من تنظيم أى تظاهرات طالما كانت سلمية»، مناشدا الطلاب توخى الحذر والحفاظ على سلميتهم، وتابع: «هناك محاولات لعودة الحرس الجامعى مرة اخرى من خلال استغلال حالة الانفلات الأمنى داخل الجامعات، وانتشار أعمال الفوضى بسبب التظاهرات»، لافتا إلى أن اتحاد الجامعة سيقدم مقترحا للدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بأن يجعل أول يوم العام الدراسى على شكل احتفالية كبيرة يرتدى فيها جموع الطلاب زيا موحدا، للتأكيد على وحدة الطلاب وتقليل حالة الاحتقان بينهم.

ومن جانبه قال محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر، إن الاتحاد لن يدعو الطلاب لتنظيم أى مظاهرات مضادة أمام طلاب الاخوان، لافتا أنه سيركز مع بداية الدراسة على عمل مبادرات لتقليل حدة الاحتقان بين الطلاب مضيفاً: «للأسف طلاب الاخوان ترفض أى دعوة للحوار مع طلاب الحركات السياسية الاخرى»، كما أعلن طلاب الحركات السياسية المختلفة بجامعة عين شمس والقاهرة وحلوان عن تنظيم مظاهرات فى أول أيام الدراسة للإعلان عن رفضهم لقرار الضبطية القضائية.

ودعا الدكتور محرز حسين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، كل رؤساء الجامعات إلى الاستعانة برجال الدين والسياسة والاعلاميين لتقليل حدة الاحتقان السياسى داخل الجامعات مع بداية العام الدراسى، لافتا إلى ضرورة تنظيم مؤتمرات وندوات عن كيفية التعايش مع أصحاب الرؤى المختلفة ومخاطر العنف وتداعياته.

واتفقت الدكتورة نجوى كامل، أستاذ بجامعة القاهرة قائلة: «وارد جدا فى ظل حالة الاستقطاب السياسى حدوث مشكلات بين طلاب الاخوان ومعارضيهم، وللأسف ظهرت معالم العنف بين الطلاب حتى قبل الدراسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved