ساؤول واسينسيو يقودان إسبانيا إلى عصر جديد

آخر تحديث: الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 5:21 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

بعد انقضاء عصر نجومه اللامعين ورموزه الأهم عبر التاريخ، يسعى المنتخب الإسباني لكرة القدم "الماتادور" إلى تقديم نجوم أخرين من خلال مديره الفني الجديد لويس انريكي، وهذا ما ظهر جليا خلال الفترة الأخيرة مع ظهور اللاعبين الصاعدين ماركو أسينسيو وساؤول نجويز اللذين ينظر إليهما كقائدين للعصر الجديد للمنتخب الأوروبي.

وفي غضون فترة لم تتعد ثلاثة أيام استعاد أنصار المنتخب الإسباني دوافع الإيمان بفريقهم، الذي فاز السبت الماضي 2 / 1 على إنجلترا في ويمبلي وأمطر أمس الثلاثاء شباك كرواتيا، وصيفة بطل العالم بسداسية نظيفة في مباراة قدم فيها أداء جماعيا مبهرا، كما شهدت تألق اسمان جديدان، وهما أسينسيو وساؤول. 

واستخدم لويس انريكي لفظ "تطور" بدلا من "ثورة" للتحدث عن التغيير الذي طرأ على المنتخب الإسباني على يد لاعبين يختلفون في سماتهم الفنية عن لاعبي ورموز الفريق السابقين، مثل تشافي هيرنانديز واندريس انيستا وديفيد سيلفا الذين صنعوا حقبة مجيدة في تاريخ "الماتادور" ولكنها الآن أصبحت جزءا من الماضي. 

ويقصد انريكي بهذا التطور رغبته في إرساء أسلوب فني جديد بمعاونة اللاعبين الحاليين للمنتخب الإسباني وهم أغلبهم من فئة اللاعبين الشباب، فلم يبق من الحرس القديم سوى الثنائي سيرخيو راموس وسيرخيو بوسكيتس. 

وكان الثنائي ساؤول وأسينسيو هما الأكثر تألقا في الفريق الجديد لانريكي، فقد كشف اللاعبان الغطاء عن جزء كبير من تطلعات المدرب الجديد.

ويبغض انريكي كثيرا أسلوب الاستحواذ بلا فائدة بدون خلق فرص حقيقية على المرمى وتنفيذ تصويبات بالقرب من منطقة الجزاء، وهو ما كان يعيب أسلوب لعب إسبانيا بشكل كبير خلال بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

ولكن الأمور الآن باتت مغايرة تماما في هذا الصدد، حيث أصبح المنتخب الإسباني يلعب بفاعلية أكبر، بفضل نجومه الجدد مثل ساؤول وأسينسيو.

ولم يلعب ساؤول، نجم أتلتيكو مدريد، ولو لدقيقة واحدة خلال المونديال الماضي وكان أحد القلائل الذين وصفوا قرار إقالة المدرب السابق للمنتخب الإسباني، جولين لوبيتيجي، قبل البطولة مباشرة، بـ "الخاطئ"، ولكنه مع لويس انريكي انطلق بكل قوة. 

ومنح المدرب الإسباني الجديد اللاعب الشاب 23 عاما مساحة كبيرة في وسط الملعب ودفع به ضمن التشكيلة الأساسية في المباراتين، ليتمكن الوجه الجديد من التسجيل في مرمى إنجلترا في ويمبلي وفي مرمى كرواتيا في إسبانيا، ليحتفل بأول أهداف مع منتخب بلاده.

وأحرز ساؤول أهدافه الأولى مع المنتخب الإسباني بالطريقة التي يجيدها: الانطلاق من الخلف وإحداث مفاجأة للمدافعين والتصويب على المرمى بلا توان، فقد سجل في مرمى إنجلترا بتسديدة بالقدم وفي مرمى كرواتيا برأسية لا ترد. 

وتحدث انريكي عن ساؤول قائلا: "ساؤول لاعب يروق لي كثيرا، ليس فقط لأنه يتمتع بقدرة فنية كبيرة ولكن لأنه يتمتع بلياقة بدنية هائلة أيضا".

وبعث لويس انريكي برسالة مبطنة إلى الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد، عندما أكد أن ساؤول يكون أكثر فاعلية عندما يلعب بالقرب من منطقة الجزاء عنه عندما يلعب في مركز لاعب الوسط المدافع. 

وعلى الجانب الأخر، لا يختلف موقف أسينسيو عن موقف زميله، فهو يبلغ من العمر 22 عاما وأحرز ما يقرب من عشرة أهداف رائعة خلال مسيرته القصيرة مع ريال مدريد، كما بدأ مع قدوم جولين لوبيتيجي للنادي الملكي في تثبيت قدميه في التشكيلة الأساسية للفريق. 

وظهر أسينسيو في مباراة كرواتيا بالأداء الأفضل له على الإطلاق، وذلك ليس لأنه سجل هدفين أو صنع ثلاثة أهداف أخرين وحسب، بل لأنه أثبت أنه لاعب يستطيع أن يستمر في العطاء داخل الملعب طوال 90 دقيقة كما كان يطالبه منتقدوه.

ويحتاج المنتخب الإسباني إلى لاعب صاحب تسديدات قوية بالقدم اليسرى مثل نجم ريال مدريد، فقد كان هذا شيء افتقده "الماتادور" طوال عدة سنوات، وتحديدا منذ العصر الذهبي للمهاجم دافيد بيا، ولكنه مع أسينسيو يمكنه استعادة هذا السلاح التكتيكي بالغ الأهمية..

وأضاف لويس انريكي متحدثا عن أسينسيو، حيث قال: "يسدد بشكل فريد". 

والآن يتبقى لنا أن نرى إذا كان هذان اللاعبان الشابان سيتسمران في التطور وتقديم ما يدعو للاعتقاد بأنهما صالحان لكي يكونا نجمين جديدين للمنتخب الإسباني في الوقت الراهن وليس في المستقبل وحسب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved