فيديو.. «الخارجية» تحتفي بالقوة الناعمة لمصر في يوم الدبلوماسية المصرية

آخر تحديث: الثلاثاء 13 مارس 2018 - 7:29 م بتوقيت القاهرة

أحمد العيسوي

أطلقت وزارة الخارجية حملة بعنوان «كلنا سفراء لمصر»، احتفالًا بيوم الدبلوماسية المصرية، والذي يوافق يوم الخامس عشر من مارس الجاري، موضحة أنها تستهدف من وراء الحملة إبراز القوة الناعمة المصرية، وما تحظي به مصر من ثراء وتعدد في روافد الإبداع الإنساني بما يجعلها بحق مركز الإشعاع الثقافي والفني والفكري في المنطقة العربية وما ورائها.

وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الحملة تستمر لمدة ثلاثة أيام، وتشمل التعريف بعناصر القوة الناعمة المصرية من خلال مقاطع معلوماتية علي شبكات التواصل الاجتماعي ومواد تفاعلية، بالإضافة إلي بث شهادات مسجلة للرموز المصرية في المجالات المختلفة والذين يضيفون بإنجازاتهم إلي الرصيد المتفرد للتراث المصري.

وفي اليوم الأول للحملة، الثلاثاء، نشرت وزارة الخارجية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عددًا من الفيديوهات لنماذج مصرية ناجحة على المستوى الدولي، بالإضافة إلى لمحات من التاريخ واسهامات المرأة المصرية عبر العصور والدور التاريخي للأزهر والكنيسة كأحد ركائز قوة مصر الناعمة.‬

وقالت الوزارة، عبر موقع «فيسبوك»، الثلاثاء، إن الحضارة المصرية القديمة مازالت قادرة علي أسر قلوب محبي التاريخ والآثار، ولا تزال البعثات الاستكشافية تتسابق لفك رموز وطلاسم تلك الحضارة العريقة في المجالات المختلفة كالعمارة والبناء، والطب والتحنيط، وغيرها.

وتابعت: «لقد وضع المصريون القدماء اللبنات الأولى في شتي مناحي الحياة، حتي أن الحضارة المصرية القديمة مازالت توفر مادة خصبة لخيال الأدباء وصناع الأفلام السينمائية والوثائقية، كما تحظي المعارض الأثرية المصرية بإقبال شديد في كل المدن التي تجوبها كنوز تلك الحضارة الخالدة».

وأشارت إلى قيام السفارات المصرية في الخارج بدور رئيسي في استعادة الآثار المهربة، مؤكدًة أن ذلك يحظي بأولوية متقدمة علي أجندة العمل الدبلوماسي باعتبار الآثار المصرية تراثًا مملوكًا للشعب المصري ينبغي الحفاظ عليه.

ولفتت إلى تقديم الحضارة المصرية عددًا من الاختراعات الهامة للبشرية منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وإسهامها بعلامات فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، موضحة أن المصريين القدماء صنعوا الورق البردي من نبات البردي الذي ينمو على ضفاف نهر النيل، قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام، فضلًا عن اخترع أقلام القصب والحبر الأسود عام 3200 قبل الميلاد، بالإضافة إلى اعتبار اللغة الهيروغليفية التي تعود لنحو 3200 عام قبل الميلاد، من أوائل اللغات على مستوى الحضارات.

ونوهت بإسهامات القدماء المصريين في علم الفلك، واختراعهم التقويم الشمسي من خلال دورة الشمس، والذي يعتبر من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية.

وعن المرأة المصرية قالت «الخارجية»، إن التاريخ المصري يحفل بالعديد من الرائدات المصريات في جميع المجالات، فهن نساء نفخر بهن، واستطعن أن يسهمن بفعالية في النهضة المصرية علي مر العصور، كما ألهمن النساء في العالم بتميزهن في المجالات المختلفة، مشيرة إلى احتلال المرأة مكانة رفيعة في المجتمع المصري منذ العصور الأولى للحضارة المصرية، فضلًا عن تمتعها بالمساواة الكاملة مع الرجل أمام القانون، واستطاعتها أن تبدع في مهن وأعمال مختلفة، مشيرة في هذا الصدد إلى لطفية النادي، أول كابتن طيار مصرية، وروز اليوسف أم الصحفيين، وسميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية، والوزيرة الدكتورة عائشة راتب، أول سفيرة مصرية تم تعيينها عام 1979.

وذكرت الوزارة عددًا من النماذج المصرية الناجحة، وكان من بينها «أختين»، العلامة التجارية التي أسستها المصريتان آية ومنار عبد الرؤف عام 2013، واستطاعتا من خلالها أن تقدما حقائب مصرية فاخرة الجودة والتصميم بأيدي عمالة مصرية، لتصلا بمنتجاتهما خلال عامين فقط إلى مشاهير هوليود والعالم العربي وأرقى عروض الأزياء العالمية.

وكانت إحدى النماذج الناجحة، عزة فهمي مصممة المجهورات المصرية، التي تعد إحدى أشهر المصممات في الشرق الأوسط، وفريدة تمراز، التي تعد أول وأصغر مصممة أزياء مصرية تشارك في أسابيع الموضة في لندن ولوس أنجلوس ونيويورك، وتحصل على جائزة المركز الأول بأسبوع الموضة في باريس ولقب أفضل امرأة تعمل كمصممة أزياء في نيويروك، فضلًا عن كونها أول مصرية تصل تصاميمها إلى السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأوسكار والإيمي والغرامي.

وتناولت «الخارجية»، دور الأزهر الشريف، التاريخي باعتباره منارة الإسلام الوسطي، قائلة إن الأزهر يعد أحد أهم أدوات قوة مصر الناعمة عبر العصور، فهو أقدم جامعة وأحد أشهر مساجد مصر علي الإطلاق منذ تأسيسه قبل ما يقرب من ألف عام، فضلًا عن اعتبار جامعة الأزهر أحد أعرق المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي بدورها الرائد في تدريس العلوم الشرعية واستضافة طلاب العلم الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها لينهلوا من هذا المعين الطيب، وليتتلمذوا علي يد علماء الأزهر وأساتذته.

وأشارت إلى أن الأزهر، في خضم الحرب العالمية علي الإرهاب يقف شامخًا في وجه الأفكار الهدامة التي تتخذ من الدين ستارًا لها وهو منها براء، حيث يتصدي للدفاع عن مباديء الإسلام السمحة وقيمه النبيلة التي ترفض العنف والتعصب وإراقة الدماء، مضيفة أن الأزهر يتمتع بروح العصر في هذه المعركة الفكرية الحاسمة، ولا يقف دوره عند هذا الحد، ولكن يقوم بتسيير القوافل الطبية وتقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الدول الأفريقية والآسيوية، كما يقوم مبعوثو الأزهر حول العالم بدور رئيسي في تعريف الشعوب بشعائر الإسلام، وهو الدور الذي تنخرط معه السفارات المصرية بتسهيل مهمة المبعوثين الأزهريين.

ولفتت إلى دور الكنيسة المصرية، التي وصفتها برسالة المحبة والسلام، منوهة في هذا الصدد بالعبارة الشهيرة للبابا شنودة الثالث تعكس عمق ارتباط الكنيسة المصرية بهذا الوطن «مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل هي وطن يعيش فينا».

وذكرت أن للكنيسة دور تاريخي في الحفاظ علي الهوية المصرية في اللغة والفنون، فضلًا عن مساندة الوطن في اللحظات المفصلية الحاسمة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن نسيان التلاحم الوطني بين أقباط مصر ومسلميها في ثورة 1919 والدور المشهود للكنيسة المصرية الذي يبقي حيًا في ذاكرة المصريين إلي اليوم، فضلًا غن دورها في أعقاب نكسة 1967 وخلال حرب أكتوبر 1973، والتي لم تتوان فيهما عن تلبية نداء الوطن، وصولًا إلي المرحلة الصعبة التي مرت بها البلاد في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، فبعد تزايد إحراق الكنائس من قبَل الجماعات الإرهابية، قال الأنبا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان الكنيسة آنذاك: «لو الكنائس أُحرقت سنصلي مع المسلمين فى المساجد، وإذا أُحرقت المساجد سنصلي مسيحيين ومسلمين فى الشوارع».

وأوضحت أن الكنيسة المصرية يتجاوز تأثير حدود الوطن، فهي إحدي أقدم كنائس العالم، حيث تأسست في القرن الأول الميلادي، ولازالت الأواصر المتينة تربطها بالكنائس الأرثوذكسية الأخري في روسيا واليونان وقبرص وإثيوبيا، حيث كان يتم اختيار أساقفة إثيوبيا من كنيسة الإسكندرية حتى بداية ستينيات القرن العشرين، كما تجمع علاقات الود والمحبة بين الكنيسة المصرية وكافة كنائس العالم بغض النظر عن الاختلافات العقائدية.

ولفت الوزارة إلى اليوم الثاني من الحملة، سيستعرض المحور الخاص بالفن المصري وتحديدًا السينما والموسيقي اللذين يشكلان معًا جوهر الوجدان المصري، ويمتد تأثيرهما إلي المحيط العربي والشرق أوسطي، بينما سيتم تخصيص اليوم الثالث للشخصيات التاريخية المؤثرة والنماذج المتميزة في المجال الرياضي باعتبارهم مصدر فخر وإلهام للمستقبل.

وتجدر الإشارة إلي أن وزارة الخارجية تحتفل بيوم الدبلوماسية في 15 مارس من كل عام، والذي يتوافق مع ذكرى عودة عمل وزارة الخارجية المصرية بعد إعلان الاستقلال عن بريطانيا في 22 فبراير 1922، وذلك إثر إلغاء وزارة الخارجية المصرية لمدة سبع سنوات بعد إعلان الحماية البريطانية على مصر عام 1914.

وتحتفل الخارجية بهذه المناسبة باعتبار وزارة الخارجية أحد أهم مظاهر السيادة والاستقلال، وعرفانًا منها بالدور الوطني المخلص الذي يقوم به الدبلوماسيون المصريون في الدفاع عن المصالح المصرية أمام العالم، والحفاظ علي مكانة مصر الرائدة علي المستويين الإقليمي والدولي.

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved