القاهرة تلجأ إلى استراتيجية الاحتواء والترغيب لمواجهة أزمة ريجينى

آخر تحديث: الأربعاء 13 أبريل 2016 - 9:18 ص بتوقيت القاهرة

• مصادر إيطالية: عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة بعد أسبوع
علمت «الشروق» ان مجموعة ادارة الأزمة المكلفة بمتابعة ملف مقتل طالب الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى الذى وجدت جثته ملقاة فى محافظة الجيزة اول فبراير الماضى قررت الاعتماد على استراتيجية مزدوجة للتعامل مع إيطاليا بشأن هذا الملف وذلك فى أعقاب عودة الوفد القضائى ــ الأمنى المصرى من روما وقرار الحكومة الإيطالية استدعاء سفيرها للتشاور.

وقال مصدر رسمى تحدث لـ«الشروق» ان المجموعة اتخذت قرارا مبدئيا بتوجيه رسالة استياء إلى روما بعد إعلان الجانب الإيطالى فشل وانهاء المحادثات الأمنية والقضائية فى روما وهى الرسالة التى نقلها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لنظيره الايطالى باولو جنتليونى فى اتصال هاتفى بينهما فى أعقاب فشل محادثات روما.

وعلمت «الشروق» أن قرار عقد النائب العام المساعد المستشار مصطفى سليمان رئيس الوفد المصرى العائد من روما مؤتمرا صحفيا فى القاهرة وحديثه عن مطالب إيطاليا التى تتعارض من الدستور، جاء بالتنسيق السريع بين مكتب النائب العام وعدد من الشخصيات الرئيسية المشاركة فى مجموعة إدارة الأزمة والتى تشمل كبار مساعدى الرئيس.

ويقول مصدر سياسى «كان من المهم مخاطبة الرأى العام المصرى الدى أصبح لديه قلق بسبب هذا الملف ليس اهتماما بقضية ريجينى نفسها والتى لا يعرف الكثير عنها ولكن اتصالا بالقلق العام من ازمة محتملة فى العلاقات الدولية مع اوروبا».

كما قررت مجموعة ادارة الأزمة تخفيض سقف توقعات الجانب الإيطالى بشأن التعاون المستقبلى فى هذه القضية مع عدم غلق الباب تماما أمام هذا التعاون.

ويقول المصدر ان القاهرة تسعى إقناع إيطاليا بأن هناك «التباسا فى قضية ريجينى يحتاج وقتا لحله خاصة فى ضوء معلومات اولية حول تورط ريجينى فى التواصل مع شخصيات محسوبة على اجهزة معلوماتية» وفي نفس الوقت «توسيع مساحة التعاون والمصالح والتسهيلات المقدمة من مصر لإيطاليا» بحيث لا يتم حصر العلاقات بين مصر وايطاليا فى ملف ريجينى.

وعلمت «الشروق» ان هناك تسهيلات اقتصادية عرضتها الحكومة المصرية على الإيطاليين، فى خطوة وصفها مصدر مالى مصرى بأنها تهدف «فيما يبدو لتأكيد حرص القاهرة على الصداقة مع ايطاليا»، غير ان مصدرا ايطاليا اكد ان المصالح الاقتصادية وايضا الأمنية التى تربط مصر بإيطاليا لا يمكن ان تسمح بغلق ملف ريجينى دون تقديم اجابات واضحة ودون تقديم المطلوبين للعدالة».

وعلى الجانب الايطالى، علمت الشروق ان روما هى ايضا بصدد التحرك على عدة مسارات، منها التواصل مع السلطات فى مصر لشرح اسباب فشل محادثات روما، مع تجديد المطالبة بالمعلومات التى توضح حقيقة ما حدث لريجينى.

فى الوقت نفسه فإن الإيطاليين يعتزمون الرد على الاتهامات المصرية لهم بالمطالبة بأشياء تنتهك الدستور والسيادة وخصوصية المواطن المصرى.

وقالت مصادر إيطالية إن روما تعتزم إعادة سفيرها ماوريسيو ماسارى إلى القاهرة بعد أسبوع تقريبا، مع تحميله رسالة تقول إن استدعاء السفير كانت خطوة أولى ستليها خطوات إذا لم تحدث انفراجة فى القضية تسمح بالكشف عن حقيقة قاتل ريجينى.

فى الوقت نفسه تعتزم روما التواصل مع شركائها فى الاتحاد الأوروبى المرتبطين بعلاقات وطيدة مع القاهرة لطرح ملف ريجينى بصورة حاسمة مع كبار المسئولين المصريين.

وتصر المصادر الإيطالية على ان روما كانت تود ان يتم التعامل مع الموضوع بصورة لا تؤدى إلى التصعيد ادراكا لأهمية الصداقة المصرية ــ الإيطالية وانها كانت تتوقع أن يحمل الوفد المصرى الذى زار روما قدرا كافيا أو مبدئيا من الاجابات على الاسئلة المتعلقة بمصير ريجينى بما فى ذلك، «اى دليل على ما ادعته به بعض من الأجهزة المصرية عن علاقة ريجينى بأجهزة معلوماتية أو مخابراتية غربية وهو الأمر الذى لا نجد عليه أى دليل".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved