فيديو.. «المفتي» يوضح الفرق بين التوكل والتواكل

آخر تحديث: الأربعاء 13 يونيو 2018 - 11:03 م بتوقيت القاهرة

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن القرآن الكريم يأمر المسلم بالتوكل على الله سبحانه وتعالى في قوله «وتوكل على العزيز الرحيم»، وتطبيقًا لحديث الرسول «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير»، موضحًا أن التوكل حالة داخلية، لها جانب داخلي وآخر خارجي، والذي في الداخل يكون بالإيمان بأن ما من شيء إلا يكون بقدرة الله سبحانه وتعالى.

وأضاف «علام»، خلال لقائه مع برنامج «حوار مع المفتي»، المذاع عبر فضائية «أون لايف»، مساء الأربعاء، أن معنى التوكل في مظهره الخارجي، هو أن يعطي المرء لكل شيء حقه، وأن يتخذ جميع الأسباب والوسائل التي تؤدي إلى إتقانه لعمله، مشيرًا إلى ضرورة الاجتهاد، وبذل كل الأسباب حتى يتحقق نجاح العمل.

وأوضح أن الجانب الداخلي في التوكل يكون بالإيمان بأن هذه الأسباب ليست فاعلة بذاتها، أو مؤثرة بذاتها، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يؤثر، وهو الذي جعل هذه الأسباب تتفاعل حتى تأتي بالنجاح، مضيفًا أن التوكل الحقيقي ليس النوم والكسل، وإنما العمل والاجتهاد حتى يصل المرء إلى النتيجة.

وتابع: «إذا فعلنا ذلك في الحقيقة فإننا نكون قد توكلنا على الله حق توكله، فيرزقنا كما يرزق الطير، والطير مع أنها في الحقيقة لا اختيار لها، ومع ذلك فإنها تذهب وتسعى، ولا يوجد طائر يبقى في عشه صباحًا ويكسل، ويقول إن ربي سيرزقني، لكن الطيور تتفاعل مع الأسباب حتى تحصل رزقها».

وأشار إلى قول عمر بن الخطاب للرجل الذي كان يتعبد في المسجد بينما أخوه ينفق عليه «أخوك أعبد منك»، مضيفًا أن العبادة الحقيقية تكون في الموازنة بين السعي في الدنيا وبين أداء الفرائض.

وذكر أن التوكل الحقيقي ليس النوم والكسل والقول «إن الله سيرزقني»، بل التوكل الحقيقي هو أن يجتهد المرء ويبذل الأسباب، مضيفًا أن الطالب الذي ينتظر الامتحان من دون مذاكرة أو اجتهاد، يعتبر متواكلًا وليس متوكلًا.

وتابع: «زي الطالب اللي هينتظر الامتحان من دون مذاكرة، جزء من التوكل على الله تقديم الأسباب، ولو ذهب كهذا من دون اجتهاد نسميه تواكلًا، والتواكل لا ينتج نتيجة حقيقية، والعتب واللوم على الإنسان، وعلى هذا لا بد من التفرقة بين الأمرين».

وأضاف أن كل من قدم عملًا شريفًا تنتفع به البشرية، فهو في عبادة، سواء كان هذا العمل كتابي أو غيره، فكل الأعمال تقاس بنتائجها ونواياها، مشيرًا إلى قول الرسول لأحد الصحابة الذي كانت يده شديدة الخشونة من العمل «هذه يد يحبها الله ورسوله».

وذكر أن المرء ليس مطالبًا بإدراك بالنتائج، ولكنه مطالب ببذل الأسباب، وما يترتب على هذه الأسباب ليست من فعل الإنسان، ولكنها من فعل الله الذي يقول في القرآن «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا»، موضحًا أن النتائج تعطى لأي أحد، حتى لو لم يكن مؤمنًا بالله، طالما أنه بذل الأسباب.

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved