«تليجراف»: عدة أسباب جعلت باريس هدفا للعمليات الإرهابية مجددا

آخر تحديث: السبت 14 نوفمبر 2015 - 5:53 م بتوقيت القاهرة

أحمد أبوالمجد

كل عاصمة غربية تعرف أن المتطرفين الإسلاميين يرغبون في تنفيذ ضربة إرهابية في قلبها، ولكن العديد منهم يعد هدفا أقل إثارة من العاصمة الفرنسية باريس، حسب صحيفة "تليجراف" البريطانية.

قالت الكاتبة الصحفية هارييت ألكساندر في مقالها بـ"تليجراف"، إن عدة أسباب جعلت باريس هدفا للعمليات الإرهابية مجددا، على رأسها انخراط الحكومة الفرنسية في حرب المتطرفين حول العالم، وكونها بلدا فيه مسلمين أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، كما يمكن القول أنه المجتمع الأكثر انقساما.

وأضافت ألكساندر أن فرنسا لديها تيار مستمر وثابت من الأسلحة يتدفق عبر حدود القارة الأوروبية السهلة الاختراق، لافتة إلى أن كل هذه العوامل خلقت مزيجا قويا تفجر في أحداث شارلي إبدو في يناير الماضي، والآن في هجمات باريس.

ولفتت مراسلة الصحيفة إلى التقارير التي أفادت بسماع المهاجمين يقولون "هذا من أجل سوريا" أثناء إطلاق النار، مضيفة: "كان من الممكن أن يقول العراق أو ليبيا أو مالي".

وأوضحت ألكساندر أن فرنسا لديها 10 آلاف جندي خارج حدودها، عدد منهم شارك بتدخلها في مالي ضد تنظيم القاعدة، لافتة إلى أنه منذ نحو أسبوعين خرج أحد زعماء فرع لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ليحث تابعيه بالهجوم على فرنسا للانتقام من تواجدها في المنطقة.

وأشارت ألكساندر إلى إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الأسبوع الماضي، بنشر حاملة طائرات في مياه الخليج العربي لدعم الحرب على تنظيم داعش في العراق، وبحسب الكاتبة فأن أولاند يضع نفسه في مسار تصادمي مع زعماء التطرف الإسلامي.

وتابعت ألكساندر: "شعور العزلة والإقصاء يمكن أن يكون ساحق"، موضحة أنه رغم وجود عدد قليل من المسلمين الرفيعي المستوى في مجال الأعمال والسياسة بفرنسا، إلا أن فرنسا تعد دولة علمانية حادة، لافتة إلى 70% من المحبوسين في السجون الفرنسية مسلمين، مقارنة ببريطانيا التي لديها 14% فقط من سجنائها من المسلمين.

ونقلت ألكساندر تحذيرات وزيرة العدل الفرنسية السابقة وعضو البرلمان الأوروبي، رشيدة داتي، في أبريل الماضي، بقولها إن "فرنسا لا تفعل الكافي لتحارب قوة التطرف الإسلامي الموجود خلف الأسوار". وأضافت الكاتبة أن المصدر الآخر الدائم للقلق هو سهولة تحرك الأسلحة داخل فرنسا.

واختتمت ألكساندر قائلة: "لم نعرف بعد من وراء هذه الهجمات البشعة ولماذا، ولكن للأسف فأنها وقائع تعرف السلطات الفرنسية أنها من الممكن أن تحدث في أي وقت".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved